البنية الأساسية لدين الحق
مناسبات التنزيل
مناسبات التنزيل
يتداول أتباع الدين السني مرويات ظنية تتضمن ما يجعلونه أسبابا لنزول آيات القرءان الذي يقولون في نفس الوقت إنه صفة أزلية إلهية!!! ولكن ما العجب في ذلك وقد زعموا أن آيات كتاب أزلي قديم غير مخلوق كما يقولون هم يمكن أن تُنسخ؟! وهم بأقوالهم هذه يثبتون أنهم أضل من الأنعام سبيلا!
إن إنزال آية أو مجموعة من الآيات هو لتحقيق المقاصد منها والتي قد يكون منصوصا فيها عليها أو يمكن استنباطها منها ومما يتضافر معها من آيات، أما ما يتناقله الرواة من وقائع فهي نفسها أمور ظنية في حاجة إلى قرائن قوية لكي يعتد بها، فالسبب يجب أن يكون سابقًا من حيثية ما، أما الوقائع فهي حادثة، فمن التناقض الفادح أن يقول أئمة هذا المذهب بالقدم المطلق للقرءان ثم يجعلون نزوله مترتبا على وقائع جزئية حادثة، ولو فقهوا المراد بالتنزيل والإنزال ما قالوا بذلك.
وقد تصح لديهم مرويات عديدة متعلقة بما يسمونه سبب نزول سورة أو بضع آيات منها، وبدلا من أن يمحصوا الأمر التمحيص اللازم لاختيار إحدى المرويات، مثلا، فإنهم كالعادة لم يجرؤوا على المساس بالمرويات وإنما فضلوا المساس بالقرءان فقالوا إن الآيات نزلت مرتين !! وهم بقولهم هذا يظهرون أنهم لا يفقهون المراد بالتنزيل فضلا عن الإنزال، وهم يستخفّون بمن يخاطبونهم بعد أن استخفهم الشيطان فأطاعوه.
إنه على المسلم أن يعرف أولا وقبل كل شيء ماذا تريد الآيات منه، هذا هو ما سينفعه، فسبب نزول آيات تقص على الناس بعض ما صدر عن أهل القرن الأول مثلا هو تخليد أفعالهم إذا كانت حسنة حتى يعرف لهم الناس فضلهم، أما إذا روت الآيات بعض كبائر الإثم التي اقترفوها فذلك حتى يعلم أنهم كانوا بشرا مثله، وبذلك لا يغلون في أمرهم ولا يتخذونهم من بعد أربابا من دون الله تعالى، أما معتنقو الديانة الأموية العباسية الأعرابية المسماة على سبيل التدليس الشيطاني بالمذهب السني فالقرءان لا يعنيهم في شيء، وسيكذبون بما ذكره القرءان أو سيتجاهلونه تماما، وسيستمرون في اتخاذهم أربابا مشرعين في الدين.
إن مناسبات التنزيل التي يمكن أن يُعتدّ بها هي ما تضمنته الآيات نفسها مثل (ويسألونك) أو (ويستفتونك) أو الوقائع التي تتضمنها الآيات، أما ماعدا ذلك فإنما هي مرويات ظنية يمكن الاستئناس أو الاسترشاد بها إذا كان من الممكن أصلا اندراجها في البنيان العام لدين الحق وإذا كانت تلقي ضوءا حقيقيا على موضوع الآية أو توضح مضمونها، والحق هو أن ثمة مقاصد منصوصاً عليها للتنزيل، فالآيات أُنزلت ليقوم الناس بالقسط وليخرجوا من الظلمات إلى النور وليدبروا الآيات وليعلموا أنما إلههم واحد ولعلهم يفقهون ويعلمون ويذكرون ويتقون .... الخ.
*******
1