top of page

رسائل وتعليقات

عن عالم البرزخ






عالم البرزخ

حقيقة ما يُسمَّى بنعيم أو عذاب القبر

كل كلام منكري عالم البرزخ مدحوض ومردود عليه، ولكن المشكلة هي أنهم لا يفقهون القرءان، ولا يعرفون كيف يتعاملون معه فضلًا عن اتباعهم أهواءهم، هذا الإنكار يستند إلى كفرٍ دفين باليوم الآخر، وإنكار عالم البرزخ هو من شروط الحداثة والعصرانية الزائفة! لذلك لا نعبأ بكلامهم، ولا نقيم لهم وزنا، ولا يستحقون منا إلا السخرية اللاذعة.

وقبل أن يعترض أحد على استعمال كلمة سخرية، فهناك سخرية حقانية، قال نوحٌ عليه السلام للملأ من قومه (العصرانيين) المتفاخرين، كما جاء في القرءان الكريم:

{وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (39)} هود

واتباع دين الحق هو الفُلْك في هذا العصر.

*******

بالنسبة للضجة التي أحدثها إبراهيم عيسى ومن تأسَّى به:

يوجد في عالم البرزخ للمقربين رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ ولأصحاب اليمين سَلَامٌ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ، أما الضالون المكذبون فلهم نُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ، فالشجاع الأقرع ليس شيئا بالنسبة للويلات التي سيراها المكذبون الضالون والمجرمون في عالم البرزخ.

أما موضوع التحرش فهو لم يفعل إلا أن نشر للناس شيئا من كتبهم المقدسة التي آمنوا بها دون أن يعرفوا عنها شيئا!!!!

*******

في البرزخ ستدرك النفس الإنسانية أنها كانت في حُلم مضى باليقظة، وهناك من يدرك ذلك في حياته

*******

البرزخ هو اسمٌ يُطلق على العالم الذي توجد فيه النفوس البشرية بعد استخلاصها من الجسم الإنساني وعزلها عن التصرف فيه، وهو عالمٌ لطيف له زمنه الخاص، وسننه الخاصة، ولكونه لطيفًا يشتد إحساس النفوس فيه بالأمور المعنوية.

أما القبر والجسم فهما من هذا العالم المادي، وتسري عليهما سننه.

وقد يكون لبعض النفوس اهتمام ما بأجسامهم، وقدرة على التأثير فيها بعد تركها، فيؤدي ذلك إلى عدم تحللها، وهذه مزية، ولا تقتضي بالضرورة الأفضلية.

نفس الإنسان لها بداية، وليس لها نهاية، والنفوس في البرزخ درجات لا حصر لها، كل نفس هي حالة خاصة، ويتفاوتون في كل شيء، ومن ذلك إحساسهم بالأحياء، وقدرتهم على التفاعل معهم.

والمشكلة أنه ليس لدى جلّ الناس قدرة على تلقي رسائلهم.

والذي تلقى أشعار أحمد شوقي من البرزخ كان امرأة مصرية، هي السيدة حرم د. سلامة سعيد لا تعرف الفصحى، ولا تتحدث إلا بالعامية المصرية، ولا تستطيع أن تقرض الشعر، فضلًا عن أن تكتب مسرحية شعرية ضخمة، هي عروس فرعون.

*******

عالم البرزخ لم يعد مسألة اعتقاد، هو حقيقة كونية راسخة، ومؤيدة بآلاف التجارب والآثار المحسوسة والخبرات الذاتية لأعداد كبيرة من البشر! وأكثر عذاب البرزخ ليس بسبب المسائل الاعتقادية بل بسبب الصفات الرديئة وذكريات الجرائم البشعة والعادات السيئة، أما من ينكر هذا العالم بالكلية فستتلقى نفسه صدمة هائلة.

*******

وجود مرحلة بعد الموت وقبل البعث هو أمر ثابت بالقرءان وما لا حصر له من التجارب والأدلة، فالنفس الإنسانية من بعد خلقها لا تفنى أبدا، والقبر الذي هو حفرة يُدفن فيها الجسم هو من عالم الدنيا، أما النفس فتكون في البرزخ، وهي متعينة فيه الآن، ويشتد إحساسها به عند النوم، وسبب الخلط بين البرزخ وبين القبر أن النفس في أحيان كثيرة تظل متطلعة إلى جسمها الموجود في القبر، كما أن ثمة كيانا طرفيا بين النفس وبين الجسم يظل يمارس بطريقة أوتوماتيكية بعض أفعال المتوفى ويحوم حول القبر إلى أن يتحلل هو الآخر.

وكان المصريون القدماء على علم بهذه الأمور، ومن هنا نشأت التقاليد التي مازال المصريون –مسلمين ومسيحيين- متمسكين بها إلى الآن (الخميس، الأربعين، الزيارات).

وبالطبع تختلف مفهوم وطبيعة الزمن في البرزخ عن الزمن المألوف للإنسان.

أما البعث فهو إعادة اقتران النفس بجسم أصبح مهيأً لذلك، وعندها سيكون الأمر أشبه بالاستيقاظ من نومٍ لا يعرف الإنسان كم استغرق، وسيولي ما لقيته النفس في البرزخ من تنعيم أو عذاب أو غفلة كأحلام عابرة، وسينشغلون عنه بالهول الأعظم.

*******

1

bottom of page