نظرات في المذاهب
39
الـمُجْمَلُ والـمبَيَّن
سبق الحديث عن المجمل، وهو لغة: المبهم والمجموع.
واصطلاحا: ما يتوقف فهم المراد منه على غيره، إما في تعيينه أو بيان صفته أو مقداره.
ويقدمون كأمثلة الصلاة والزكاة، وهذه في الحقيقة مصطلحات شرعية، والصلاة كعبادة يجب أن يقوم رسول نبي يُوحى إليه بتحديدها، فهي أمر خاص يتعلق بالكيان الجوهري للإنسان، أما إيتاء الزكاة فهي عبادة مالية يتطور مضمونها مع مضي الزمن وظروف العصر والمصر، ولذلك فتحديدها منوط بأولي الأمر، والرسول حددها لقومه من هذه الحيثية، فهو أدرى الناس بالدين الذي أُوحِي إليه وبسماته ومقاصده، هذا فضلًا عن أنه كان يحمل رسالة خاصة إلى قومه، وهي في مجملها تجسيد لدين الحق، والذي يتضمن بالضرورة أمورا مفوضة إلى أولي الأمر يقررونها وفق أحوال عصرهم ومصرهم.
والمبيَّن اصطلاحا: ما يفهم المراد منه، إما بأصل الوضع أو بعد التبيين.
مثال: ما يفهم المراد منه بأصل الوضع: لفظ سماء، أرض، جبل، عدل، ظلم، صدق، فهذه الكلمات ونحوها مفهومة بأصل الوضع، ولا تحتاج إلى غيرها في بيان معناها.
1