نظرات في تاريخ السلف
أسد قريش
أسد قريش
ﻋَﻦْ ﺑَﺤْﺮِ ﺑْﻦِ ﺍﻟﻔُﺮَﺍﺕِ ﺍﻟﻌِﺠْﻠِﻲِّ ، ﻋَﻦْ ﺃَﺑِﻴﻪِ ، ﻗَﺎﻝَ: " ﻟَﻢْ ﻳُﺼِﺐِ ﺍﻟْﻤُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺑَﻴْﻦَ ﺫَﺍﺕِ ﺍﻟﺴَّﻼﺳِﻞِ ﻭَﺃَﻣْﻐِﻴﺸِﻴَﺎ ﻣِﺜْﻞَ ﺷَﻲْﺀٍ ﺃَﺻَﺎﺑُﻮﻩُ ﻓِﻲ ﺃَﻣْﻐِﻴﺸِﻴَﺎ ، ﺑَﻠَﻎَ ﺳَﻬْﻢُ ﺍﻟْﻔَﺎﺭِﺱِ ﺃَﻟْﻔًﺎ ﻭَﺧَﻤْﺲَ ﻣِﺎﺋَﺔٍ ﺳِﻮَﻯ ﺍﻟﻨَّﻔَﻞِ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻧَﻔَﻠَﻪُ ﺃَﻫْﻞُ ﺍﻟْﺒَﻼﺀِ ، ﻭَﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ : ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮ ﺑَﻜْﺮٍ ﺭَﺣِﻤَﻪُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺣِﻴﻦَ ﺑَﻠَﻐَﻪُ ﺫَﻟِﻚَ: ﻳَﺎ ﻣَﻌْﺸَﺮَ ﻗُﺮَﻳْﺶٍ ﻳُﺨْﺒِﺮُﻫُﻢْ ﺑِﺎﻟْﺬِﻱ ﺃَﺗَﺎﻩُ، ﻋَﺪَﺍ ﺃَﺳَﺪُﻛُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻷَﺳَﺪِ ﻓَﻐَﻠَﺒَﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﺧَﺮَﺍﺫِﻳﻠِﻪِ (أطايب اللحم المقطع الوافر، ﺃَﻋَﺠَﺰَﺕِ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀُ ﺃَﻥْ ﻳُﻨْﺸِﺌُﻮﺍ ﻣِﺜْﻞَ ﺧَﺎﻟِﺪٍ " تاريخ الطبري
في معركة أليس تغلب خالد بن الوليد على الفرس وعلى عرب العراق النصارى من بكر بن وائل (الذين جاء العرب ليحرروهم)، كانت المعركة حامية، واستبسل فيها الفرس والعرب لعلمهم بالمصير الذي ينتظرهم.
وكما جاء في الكتاب المقدس "البداية والنهاية" لابن كثير: ((قال خالد: اللهم لك عليّ إن منحتنا أكتافهم أن لا أستبقي منهم أحدًا أقدر عليه حتى أجري نهرهم بدمائهم، ثم إن الله عز وجل منح المسلمين أكتافهم، فنادى منادي خالد الأسرَ الأسرَ لا تقتلوا إلا من امتنع من الأسر، فأقبلت الخيول بهم أفواجا يساقون سوقا، وقد وكل بهم رجالا يضربون أعناقهم في النهر، ففعل ذلك بهم يومًا وليلة ويطلبهم في الغد ومن بعد الغد، وكلما حضر منهم أحد ضربت عنقه في النهر وقد صرف ماء النهر إلى موضع آخر، فقال له بعض الأمراء: إن النهر لا يجري بدمائهم حتى ترسل الماء على الدم فيجري معه فتبر بيمينك، فأرسله فسال النهر دما عبيطا فلذلك سمي نهر الدم إلى اليوم، فدارت الطواحين بذلك الماء المختلط بالدم العبيط ما كفى العسكر بكماله ثلاثة أيام، وبلغ عدد القتلى سبعين ألفا.......، وكان كل من قتل بهذه الوقعة يوم أليس من بلدة يقال لها: أمغيشيا، فعدل إليها خالد وأمر بخرابها، واستولى على ما بها، فوجدوا بها مغنما عظيما، فقسم بين الغانمين فأصاب الفارس بعد النفل ألفا وخمسمائة غير ما تهيأ له مما قبله، وبعث خالد إلى الصديق بالبشارة والفتح والخمس من الأموال، والسبي مع رجل يقال له: جندل من بني عجل، وكان دليلا صارما فلما بلغ الصديق الرسالة، وأدى الأمانة، أثنى عليه وأجازه، جارية من السبي.))
وهذا دليل على كرم أبي بكر اللامتناهي، الرجل جاءه بما لا حصر له من السبايا والأموال فلم يجزه إلا جارية واحدة!!!!! ربما لأنه لم يكن قرشيا، فقد كان من بني عجل، ولا حق للعجول أصلا في شيء!!!
ثم جمع أبو بكر القرشيين، وقال لهم: "ﻳﺎ ﻣﻌﺸﺮ ﻗﺮﻳﺶ ﺇﻥ ﺃﺳﺪﻛﻢ ﻗﺪ ﻋﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺪ، ﻓﻐﻠﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﺍﺫﻳﻠﻪ، ﻋﺠﺰﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻠﺪﻥ ﻣﺜﻞ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻮﻟﻴﺪ"!!!!!
وفي رواية الطبري قال أبو بكر: "ﻋَﺪَﺍ ﺃَﺳَﺪُﻛُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻷَﺳَﺪِ ﻓَﻐَﻠَﺒَﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﺧَﺮَﺍﺫِﻳﻠِﻪِ (أطايب اللحم المقطع الوافر)، ﺃَﻋَﺠَﺰَﺕِ ﺍﻟﻨِّﺴَﺎﺀُ ﺃَﻥْ ﻳُﻨْﺸِﺌُﻮﺍ ﻣِﺜْﻞَ ﺧَﺎﻟِﺪٍ"
لاحظ في روايتهم كيف يقترفون الجرائم البشعة، ثم يلصقونها بربّ العالمين، هذه الروايات يقصونها على الناس بكل فخر، ويقررونها كمواد دراسية على الطلبة في المدارس، ويقولون إن ابن الوليد منصورٌ بالرعب!!!
السفاح ريتشارد قلب الأسد جلب على نفسه الخزي والعار بقتله حوالي ثلاثة آلاف أسير في حربه الصليبية، أما خالد بن الوليد فقتل، كما يقول المؤرخون المحسوبون على الإسلام بكل فخر، سبعين ألف أسير، وأجرى النهر بدمائهم!
أما أبو بكر فقد كان يعتبر انتصارات خالد بن الوليد شأنًا قرشيا خالصًا؛ نساء قريش أنشأن خالد بن الوليد، ولم تستطع النساء الأخريات أن يُنشئن مثله، فحدث ما حدث.
والحقيقة أن نساءً من شتى الجنسيات والأديان، على مدى التاريخ، لم يعجزن عن إنشاء ما لا حصر له من السفاحين، ممن لا يكاد يكون خالد بالنسبة لهم شيئا مذكورا، فلم يكن الأمر أبدًا حكرًا على نساء قريش!
وهذا الكلام يثبت أن الهدف من الغزوات كان الاستيلاء على خراذيل الآخرين، وكما لم يقل الكوميديان عادل إمام "كل واحد يحافظ على خراذيله"
*******
1