top of page

أزهار البستان في عجائب همجستان

الخليفة الخطير والقطّ الجميل

الخليفة الخطير والقطّ الجميل


رووا أن الخليفة الهمام كان يتجول ليلا في أزقة العاصمة الملائكية، التي طار رجالها إلى الخارج بأجنحتهم الوردية ليعلموا الناس في العالم الفضيلة تاركين نساءهم القديسات لا يجدن من يلبي حاجاتهن البيولوجية.

سمع أصوات القديسات من النساء الملائكيات ينشدن بأصوات مدوية جرحت حياء الليل الساهي الناعس:

هل من سبيل إلى خمر فنشربها *** هل من سبيل إلى نضر بن ثجاج

صرخ: يا للهول! هل وصلت الأمور إلى هذا الحد؟

فأرسل في استدعاء نضر بن ثجاج هذا فوجده قِطًّا هائل الحجم فائق الجمال، ضبطوه وهو يطارد فأرًا، أمسكوا به واقتادوه إلى مقر الخلافة، ومازالت بقايا الفأر عالقة بأنيابه.

ما إن رآه الخليفة حتى علاه بدرته الشهيرة، ثم انهال عليه ضربًا بعراجين النخل التي أعدها خصيصا له حتى شجه، وسالت منه الدماء، لم يرحم مواءه الذي علا حتى أبكى كل النساء في المدينة.

أما الدماء التي سالت على وجهه فلم تزده إلا جمالًا، وهامت به النساء أكثر من ذي قبل.

فأمر بقص شواربه لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فازداد جمالا، وهامت به النساء أكثر من ذي قبل!

فأمر بخلع أنيابه لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فازداد جمالا! وهامت به النساء أكثر من ذي قبل!

فأمر بقصّ مخالبه لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فازداد جمالا! وهامت به النساء أكثر من ذي قبل!

فأمر بقص أذنيه لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فازداد جمالا! وهامت به النساء أكثر من ذي قبل!

فأمر بقطع ذيله، لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فهامت النساء برأسه!

فأمر بقطع رأسه، لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فهامت النساء بأقدامه!

فأمر بقطع أقدامه، لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فهامت النساء ببطنه وجمال فروتها!

فقام بتمزيقه إربا وعمل (كباب وكفتة) بما تبقى من جسده، لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِ النِّسَاءُ، فهامت النساء بمذاقها الطيب!

نفى بقاياه إلى أرض السواد، فعلا بكاء ونحيب النساء في العاصمة الملائكية.

استبد اليأس بالخليفة، أصدر أوامره بتطبيق أحكام الذلة والصغار على النساء، ثم اعتزل الخلافة، وافتتح مطعمًا، في موقع متميز من العاصمة، لتقديم الكباب والكفتة المصنعة من لحوم القطط! لِئَلَّا تَفْتَتِنُ بِهِم النِّسَاءُ، فاشتد إقبال النساء على مطعمه!!

استبد اليأس بالخليفة، سأل عن أعلى بناء يطل على بحر في العالم، قيل له إنه منارة الإسكندرية، ذهب إلى هناك، والقى بنفسه في البحر، فأراح واستراح.

*******

شخصية مصدوم

1

bottom of page