top of page

حقيقة مصطلح الصحبة

مراتب أهل القرن الأول

مراتب أهل القرن الأول

قال تعالى:

{وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُل لَّسْتُ عَلَيْكُم بِوَكِيل} [الأنعام:66]

{تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين} [هود:49]

{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُون} [الزخرف:44]

{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّون} [الزخرف:57]

{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون} [القصص:46]

{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُون} [السجدة:3]

{لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُون} [يس:6]

لذلك فالمعاصرون للرسول من أم القرى وما حولها هم قوم الرسول، وليسوا صحابة للرسول.

وقال تعالى:

{هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2)} الجمعة، كانوا في ضَلَالٍ مُبِينٍ، وكان على الرسول أن يبدأ مع هؤلاء الأميين من الحالة التي كانوا عليها؛ أي من حالة الضَلَال مُبِين، فكان منوطا به تربيتهم وتعليمهم وتزكيتهم، وهم متفاوتون في الاستجابة والدرجة، لذلك كان من الطبيعي أن يتفاوتوا في المراتب والدرجات، والنتيجة العامة معلنة في سورة التوبة؛ فهي تحدد هذه الدرجات رغم أن الناس كفروا بها واعتبروا كل الأميين (صحابة) أجلاء بل اعتبروهم بلسان الحال أربابا معصومين يكون ما يُنسب إليهم من أقوال بمثابة آياتٍ تتلى وتُفسر بزعم أنهم سمعوها من الرسول وأنها الوحي الثاني، أما مراتب الأميين فهي:

1. السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، ومنهم علي بن أبي طالب، فاطمة الزهراء، السيدة خديجة، السيدة أم سلمة، أبو ذر الغفاري، عمار بن ياسر، الأرقم بن أبي الأرقم، خالد بن سعيد، سعد بن عبادة، أبو أيوب الأنصاري، سعد بن معاذ، قيس بن سعد ... الخ.

2. رجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا

3. من اتبعوهم بإحسان

4. من آمن من بعد الفتح

5. من خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، مثل أبي بكر وعمر بن الخطاب

6. المرجون (المرجؤون) لأمر الله

7. من أسلموا ولمَّا يؤمنوا، وهم أكثر الطلقاء والأعراب

8. المؤلفة قلوبهم، ومنهم أبو سفيان ورؤساء قبائل الأعراب

9. المنافقون، وهم من الأعراب ومن بعض أهل المدينة.

10. المنقلبون على أعقابهم، وهم أكثر أكابر القرشيين.

وهناك بالطبع من جمع بين أكثر من صفة.

والقرءان كتاب حقاني موضوعي لا يرتب أية مراتب على ارتباطٍ ما بأحد الصالحين وإنما على الصفات والأعمال، فهو لم يمتدح أو يذم أية طائفة إلا بصفاتها وأعمالها.

هذا هو الحق القرءاني الدامغ لباطل الأديان التي حلَّت محل الإسلام، ولكن هيهات أن يتوبوا إلى ربهم أو أن يعملوا بمقتضى كتابه! {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُون} [الأنبياء:18]

*******

أحدهم يسأل "لماذا تمَّ إدراج فئة المنافقين ضمن أهل القرن الأول؟"

هذا المسكين يتبع دينًا اتخذ القرءان مهجورا، فهو لا يعلم أن القرءان حافل بذكر هؤلاء المنافقين، بل إنه توجد سورة كاملة باسمهم، هي سورة "المنافقون"، وسورة التوبة، وهي من أواخر سور القرءان نزولا حافلة بذكرهم وبالتنديد بهم، وتتحدث عنهم كحزبٍ كبير، فالذي ذكر وجودهم هو الله تعالى نفسه في كتابه الملزم للناس والذي يتعبدون بتلاوته.

أما الدين الأعرابي الأموي فقد تجاهل كل ذلك، وكاد يحصر المنافقين في شخصٍ واحد فقط، مع أن هذا الشخص قد مات قبل نزول سورة التوبة، وربما أوردوا على استحياء بضعة أفراد آخرين.

ومن المنافقين الذين ذكرتهم سورة التوبة أولئك الذين كَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ، ولو رجع أتباع الدين الأعرابي الأموي إلى مصادرهم وكتبهم المقدسة لعلموا أن هؤلاء من (أكابر الصحابة)!!!

فالمنافقون لم يتبخروا بمجرد انتقال الرسول، وأكابرهم يُعبدون الآن من دون الله، وأتباع الدين الأعرابي يتخذونهم أربابا مشرعين، ويجعلون للكلام المنسوب إليهم الحكم والقضاء على كلام ربّ العالمين!

*******

1

bottom of page