خلاصة الموقف من المرويات
حوار سريع مع سماجة الشيخ بخبخ
حوار سريع مع سماجة الشيخ بخبخ
بخبخ: كيف وأنت تنكر أحاديث البخاري تستشهد ببعضها؟
مسلم: لم ننكر كل المرويات، لدينا كتاب الله وهو المصدر الأوحد لأمور الدين الكبرى، والمصدر والمرجع الأعلى لأمور الدين الثانوية، ومنه أخذنا منهجًا للنظر في المرويات
بخبخ: ألا تنكر كل المرويات؟
مسلم: كلا، لسنا من الفئة التي أسميتموها بالقرءانيين، فجعلتم بذلك الانتساب إلى القرءان تهمة وسبَّة!
بخبخ: السنة حاكمة وقاضية على القرءان، وبها 75% من الدين، هذا ما أجمعت عليه الأمة، وتلقته بالقبول، ولا يخالف عن ذلك إلا خالع للربقة مفارق للجماعة ساعٍ في فتنة.
مسلم: لم يجمع على ذلك إلا من هم أضل من بهيمة الأنعام أمثالك، أي مجموعة أصفار، وكما تعلم مجموع مليار مليار صفر يظل صفرا!
بخبخ: وما هو منهجك للنظر في المرويات باختصار؟
مسلم: يجب أولا أن تؤمن بأن كتاب الله هو في أمور الدين المهيمن والحاكم والعلي الحكيم والصدق والحق والعظيم والكريم والمجيد والنور والمبين والمبيِّن والتبيان لكل شيء، ثم يجب أن تعمل بمقتضى ذلك.
بخبخ: أتريد أن نتخلى عن البخاري والصحاح؟
مسلم: وبذلك فالحكم على المروية يكون بالنظر في مدى اتساقها مع عناصر الدين الماثلة في القرءان الكريم، فما حقق هذا الشرط يمكن الأخذ به حتى وإن ضعَّفه جهابذتكم، وما تعارض معه تعارضا لا يمكن دفعه لا يجوز الأخذ به حتى وإن زعمتم له التواتر، كما يجب الالتزام بالموازين القرءانية للأمور الدينية، فيجب تعظيم ما عظَّمه القرءان، ولا يجوز تعظيم ما لم يذكره.
بخبخ: هذا هو الحكم بالهوى.
مسلم: طوبى لمن كان هواه في كتاب الله، وليس في كتب من هم من دونه.
بخبخ: ألا تعلم أن البخاري كان يتوضأ ويصلي ركعتين قبل كتابة أي مروية؟
مسلم: من الأفضل أن تعرض نفسك على طبيب بيطري
بخبخ: ألا تعلم أن القرءان لم يبين كثيرًا من أمور الدين؟
مسلم: ثق أن كل حجة من حججكم تتضمن كفرًا صريحا بكتاب الله، وأنت هنا قد كفرت بالآيات: {... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين} [النحل:89]، {الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقرءان مُّبِين} [الحجر:1]، {وَالْكِتَابِ الْمُبِين} [الدخان:2]، {... إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقرءان مُّبِين} [يس:69]
بخبخ: ألا تعلم أن الله قد أمر بطاعة الرسول؟
مسلم: نعم، أمر بطاعة الرسول، والرسول ممثل برسالته، ولكنه لم يأمر بطاعة البخاري.
بخبخ: ولكن البخاري جمع أقوال وافعال الرسول.
مسلم: هذا مجرد ادعاء مذهبي قابل للنقد والتمحيص والتقويض، وتنهض ضده حجج لا حصر لها تجتثه من جذوره.
بخبخ: ولكن الأمة قد أجمعت على أن كتاب البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله!
مسلم: هذا كلام من هو كذاب أشر، ولا قول للكذابين في أمور الدين أصلا، ولا يحق لكم اتباعًا لأهواء مذهبية أن تذكروا كتاب الله مع كتاب البخاري في نظم واحد، هذا هو الشرك الغليظ، ومع ذلك نحن لم نطالبكم بالتخلي المطلق عن حبيبكم البخاري، وإنما بأن تجعلوا لكتاب الله مكانته المستحقة فوقه، لماذا لا تقولون بأن لكتاب الله الحكم على ما تسمونه بالسنة والقضاء عليها ونسخها عند التعارض؟
بخبخ: أتريد أن تصدنا عن البخاري بمثل هذه الحجج؟
مسلم: الكلام مع من هو مثلك لا جدوى منه، ولكن حاول أن تصغي بقلبك إلى هذه الآيات لعلك ترعوي:
{المص (1) كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (3) وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ (4) فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ (5) فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}
*******
1