السبع المثاني
المثاني الخاصة بإبراهيم عليه السلام
المثاني الخاصة بإبراهيم عليه السلام
قال تعالى:
{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}البقرة127 * {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة128 * {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}البقرة129 * {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} إبراهيم36.
لذلك فقد أوتي إبراهيم عليه السلام المثاني المقتضاة: "سَّمِيعٌ عَلِيمٌ" و"تَّوَّابٌ رَّحِيمٌ" و"عَزِيزٌ حَكِيم" و"غفورٌ رحيم"، وبذلك استحق أن يكون إمامًا للناس والأب الظاهر المادي لسلسلة من الرسل والأنبياء ولكثير من الأمم وأن يتغلب على الكافرين وعلى من ناصبه العداء بسهولة، ولنسق القوانين الذي اقتضاه الاسم العَزِيزُ الحَكِيمُ العلو والتقدم، ولذلك كان رسله وجنده هم الذين بشروا إبراهيم عليه السلام بغلامٍ حليم ثم بغلامٍ عليم، وبتحققه بمقتضيات تلك المثاني اتخذه الله خليلا.
ويُلاحظ أن إبراهيم عليه السلام قد اتجه إلى ربه من حيث اسمه "العَزِيز الحَكِيم" ليبعث في ذريته رسولًا منهم، وذلك في دعائه:
{رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ}
وأن الاستجابة جاءت من حيث الحلقة الإلهية "الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم" التي من تفاصيلها اللازمة الاسم "الْعَزِيز الْحَكِيم"، وكذلك كانت الاستجابة من حيث هذا الاسم، قال تعالى:
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)} الجمعة.
والمثنى "العزيز الحكيم" عظيم السطوة بالغ القوة، وله جنوده في السماوات والأرض، وهذا المثنى هو الذي يقتضي العقوبات الشديدة والأوامر النافذة والتنكيل بالمجرمين، وهو من أسماء منظومة النصر، ولذلك فمنه يكون النصر، وبه يلوذ المتوكلون المتطلعون إلى الغلبة، وله المثل الأعلى في السماوات والأرض، ولذلك تغلب إبراهيم وهو فتى لا نصير له من البشر على قومه وعلى جبَّارهم.
أما خصائص المثاني الأخرى فقد سبق بيانها.
*******
1