نظرات في تاريخ مصر
اسم مصر في القرءان
اسم مصر في القرءان
النصوص القرءانية التي ورد فيها اسم مصر كعَلَم Proper name على بلد معلوم للعرب ولغيرهم هي:
1- {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين} [يونس:87]
2- {وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون} [يوسف:21]
3- {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِين} [يوسف:99]
4- {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُون} [الزخرف:51]
5- {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُون}[البقرة:61]
فالآيات الأربعة الأولي تتحدث عن بلد موجود اسمه العلمي مصر بطريقة لا ريب فيها.
وبالنسبة لآية سورة البقرة فرغم أنها واضحة تماما في تقريرها بأن المقصود بـ "مصر" هنا هو البلد المعلوم؛ أي بلاد وادي النيل التي كانوا يعيشون فيها، إلا أن أكثر المفسرين قالوا: بل إن المقصود هو أي مصر؛ أي بلد!!! والقرءان يستعمل كلمة بلد بمعناها، والقرءان قد يستعمل كلمة واحدة بمعانٍ مختلفة تتحدد وفق النهج القرءاني، وقد يكسب كلمةً ما معنى اصطلاحيا، ولكنه لم يستعمل اسم علم واسما عاما للدلالة على نفس الشيء أبدا، فذلك أدعى إلى إحداث لبس Ambiguityكما هو معلوم.
ولقد وردت أسماء عديدة للدلالة على أُناس يرتبطون بموقع في القرءان، وكل اسمٍ منها له معانيه المحددة، وهي: دار، بلد، مدينة، قرية، وكلمة "قرية" هي التي تؤدي معنى "دولة" في الاستعمال المعاصر، بينما لم يستعملها القرءان ولا العرب الأقحاح بهذا المعنى أبدا، فالدَّوْلَةُ هي أصلا انقِلابُ الزَّمان مِن حالِ إلى حال، والدَّوْلَةُ في الحَرْب: أن تُدالَ إحدى الفِئَتينْ على الأُخرى، ودالَتِ الأيّامُ، أي دارت، والله يُداوِلُها بين الناس. وتَداوَلَتْهُ الأيدي، أي أخذَتْهُ هذه مرّةً وهذه مرَةً، والدُولَةُ هو اسم معنى لما يتم تداوله؛ أي الذي يكون مرّةً لهذا ومرَّةً لهذا.
ولما لم يكن للعرب عهد بالكيانات السياسية فقد اضطروا لاستعمال ألفاظ كانت معلومة لهم لتعبر عن هذه الكيانات، فاستعملوا كلمة "الدَّوْلَةُ" للدلالة على الكيان السياسي الذي استجد ويناظر ما لدى الآخرين "عهد أسرة حاكمة"، باعتبار أنهم رأوا الأسر تتداول التسلط على الناس.
فكلمة "مصر" لم ترد في القرءان إلا للدلالة على هذا البلد المعلوم، وفي آية البقرة 61 المقصود بها "مصر" أيضا، وما طلبه بنو إسرائيل ينطبق على البلد الوحيد الذي عرفوه؛ وهو وطنهم مصر، وأما حجة بعض المفسرين وبعض المجتهدين الجدد لصرفها عن معناها إلى معنى "أي بلد" فهي أن العلَم لا ينوَّن!!!! وبداية كلمة مصر في قراءة ابن مسعود بدون تنوين وفي مصحف أبيّ بن كعب بدون ألف، وقد ثبت أنه بدون ألف في بعض مصاحف عثمان، قاله ابن عطية.
فبعض القراءات الصحيحة تذكر اسم مصر بدون تنوين، وبذلك فالأمر محسوم.
وكلام من زعموا أن المراد بها أي بلد غير صحيح أيضًا لما يلي:
1. القرءان لم يستعمل كلمة "مصر" إلا للإشارة إلى البلد المعلوم، ولم يستعمل القرءان هذه الكلمة بمعنى أي بلد أو أية دولة أبدا، فهذا ليس استعمالاً قرءانيا أصلا، فالقرءان استعمل مصطلحات مثل بلد أو قرية أو مدينة بكل دقة، وليس للناس أن يفرضوا مصطلحاتهم على القرءان، وإذا كان العرب قد أطلقوا من بعد كلمة "مصر" على المدن العسكرية التي كانوا يقيمونها في البلدان المفتوحة فهذا اصطلاح مستحدث لا يلزم القرءان بشيء، وتغيير معنى المصطلح لا يغير التاريخ بأثر رجعي!! ومن المعلوم أن العرب أخطئوا في استعمال مصطلحات قرءانية عديدة فجلبوا كوارث فادحة على البشرية جمعاء ثم على أنفسهم من بعد، ومازال الدين يعاني من جراء ذلك! ومن المصطلحات التي أخطئوا في فقهها: الجزية، الفقه، السنة، النسخ، الجهاد .... الخ.
2. العلم الثلاثي المؤنث على وزن "فعْل" مثل "دعد" أو "هند" يمكن أن ينوَّن بلا مشاكل في اللسان العربي، والعلم الثلاثي ساكن الوسط يرد منونا في اللسان القرءاني، ومن ذلك الأسماء "نوح" و"لوط" و"عدْن" و"عاد"، "زيد"، وفي اللغة: العلم الثلاثي ساكن الوسط ليس ممنوعًا من الصرف، وبالتالي فإنه ينوَّن، وكلمة " مصر " وهي ثلاثية ساكنة الوسط، أعجمية مؤنثة، يجوز تذكيرها، ومن ناحية اللغة يجوز صرفها ويجوز منعها من الصرف الاسم الممنوع من الصرف بسبب العلمية والتأنيث والمكوَّن من ثلاثة حروف وسطها ساكن مثل هِنْد، دَعْد، وَعْد، مِصْر، يجوز منعها من الصرف ويجوز صرفها، فيمكن أن تقول: سافرت هندُ (هندٌ) إلى مصرَ (مصرٍ)، ومن العجيب أن يجهل بعض المفسرين هذه القاعدة، أما جهل بعض المجتهدين الجدد بها فلا غرابة فيه، هؤلاء مذهبهم الاستقواء بالجهل.
3. بل إن العلم قد ينون بطريقة طبيعية في بعض القراءات، ومن ذلك تنوين الاسمين "عزير" و"مصر"، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون} [التوبة:30]، فها هو الاسم العَلَمي "عُزَيْرٌ" منون بدون أية مشاكل ولا تحفظات، ومن يرجع إلى الذوق السمعي يجد أن التنوين في الآية الوحيدة التي ورد اسم "مصر" فيها منونا هو الذي يجعل العبارة أجمل مسمعا، في حين أن منع التنوين في العبارات الأخرى هو الذي يحقق ذلك، ولقد غفلوا عن هذا الأمر في أكثر الأحوال الأخرى، ومن ذلك مثلا: هل لديهم أي تبرير منطقي لحذف الياء من الاسم "محيي" أو من كلمة "الوادي"؟!
4. قال بعضهم: جائز أَن يكون أَراد مِصْرَ بعينها فجعَلَ مِصْرا اسما للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر، ومن قرأَ مصر بغير أَلف أَراد مصر بعينها كما قال: ادخلوا مصر إِن شاء الله، ولم يصرف لأَنه اسم المدينة، فهو مذكر سمي به مؤنث.
5. قولهم بأن المقصود بـ "مصر" أي بلد لا يعني أي شيء وليس فيه أي منطق، ولو فقهوا لأدركوا أن دخول أي بلد يعني ضرورة دخول بني إسرائيل في حرب حياة أو موت مع أهله، وهم بالطبع كانوا أجبن من أن يفعلوا ذلك بعد عشرات السنين من العبودية.
6. من المعلوم أنهم خرجوا من مصر ليذهبوا إلى الأرض الموعودة المكتوبة لهم، وهي أرض كنعان، وليس ليدخلوا أي بلد آخر، والقول لهم: {اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} هو تبكيت لهم لما أبدوه من تفضيلهم بعض المطالب الدنيوية والعبودية على الإيمان والحرية والوعد الإلهي، فهذا التعبير {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ} هو في ذروة البلاغة والثراء في الدلالات.
7. إن كتب أهل الكتاب قد تورد معلومات صادقة عن بعض الوقائع وإلا لما اعتبرها القرءان وأحال إليها، ولذلك يمكن الرجوع إلى ما ذكره الكتاب المقدس عن نفس الوقائع المذكورة في القرءان للاستئناس به، وقد ذكر الكتاب أن بني إسرائيل هم الذين طلبوا الرجوع إلى مصر المعروفة بالفعل وبالتحديد، ليس مرة واحدة بل مرات عديدة! وهذا هو السلوك الإنساني الطبيعي من قوم خرجوا من وطنهم إلى المجهول عندما يواجهون أية صعوبات، وهو أمر ثابت وواقع وملموس، فكل من خرج من وطنه طامعا في معيشة أفضل وُعِد بها سيكون أول رد فعل طبيعي عند مواجهة أية خطورة أو صعوبة أن يندم على تركه وطنه وأن يتمنى العودة إليه، وعندما قيل لهم ادخلوا الأرض المقدسة، وهي أي بلد أو أي مصر كما يقول المفسرون فإنهم طلبوا أيضا العودة إلى مصر المعلومة كما ذكر كتابهم المقدس، وورد في التوراة سفر العدد الأصحاح الحادي عشر:
4وَاللَّفِيفُ الَّذِي فِي وَسَطِهِمِ اشْتَهَى شَهْوَةً. فَعَادَ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيْضًا وَبَكَوْا وَقَالُوا: «مَنْ يُطْعِمُنَا لَحْمًا؟ 5قَدْ تَذَكَّرْنَا السَّمَكَ الَّذِي كُنَّا نَأْكُلُهُ فِي مِصْرَ مَجَّانًا، وَالْقِثَّاءَ وَالْبَطِّيخَ وَالْكُرَّاثَ وَالْبَصَلَ وَالثُّومَ. 6وَالآنَ قَدْ يَبِسَتْ أَنْفُسُنَا. لَيْسَ شَيْءٌ غَيْرَ أَنَّ أَعْيُنَنَا إِلَى هذَا الْمَنِّ!»،
وهكذا فإن بني إسرائيل أرادوا العودة إلى مصر المعلومة وليس إلى أي بلد، ولكن المفسرين المتفيقهين أرادوا أن يجعلوا "مصر" هي أي بلد خضوعا لما ظنوا أنه من قواعد النحو، والحقائق لا تخضع لنحوٍ ثبت أنهم يجهلون الكثير منه، كما أن القرءان كثيرا ما يضرب بما يسمونه بقواعد النحو المعروفة عرض الجدار لعدم دقة هذا النحو، فالقرءان كان قبل اشتقاق النحو، ومع ذلك فقواعد النحو تجيز تنوين العلم الثلاثي، وقد كان يجب عليهم الرجوع إلى التوراة في شأن كهذا!
ومن المواقف الأخرى التي أعلن فيها شعب بني إسرائيل ندمه على الخروج من مصر وتمنى العودة إليها ما حدث بعد أن عاد الجواسيس الذين أوفدهم موسى لاستطلاع أحوال أرض كنعان الموعودة، فوجدوها قوية حصينة، فندم الشعب وناح وصرخ وبكى وتذمر على موسى وعلى هارون، وخاف بنو إسرائيل على أنفسهم وقالوا كما جاء في سفر العدد، الإصحاحين الثالث عشر والرابع عشر:
31وَأَمَّا الرِّجَالُ الَّذِينَ صَعِدُوا مَعَهُ فَقَالُوا: «لاَ نَقْدِرْ أَنْ نَصْعَدَ إِلَى الشَّعْبِ، لأَنَّهُمْ أَشَدُّ مِنَّا». 32فَأَشَاعُوا مَذَمَّةَ الأَرْضِ الَّتِي تَجَسَّسُوهَا، فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ قَائِلِينَ: «الأَرْضُ الَّتِي مَرَرْنَا فِيهَا لِنَتَجَسَّسَهَا هِيَ أَرْضٌ تَأْكُلُ سُكَّانَهَا، وَجَمِيعُ الشَّعْبِ الَّذِي رَأَيْنَا فِيهَا أُنَاسٌ طِوَالُ الْقَامَةِ. 33وَقَدْ رَأَيْنَا هُنَاكَ الْجَبَابِرَةَ، بَنِي عَنَاق مِنَ الْجَبَابِرَةِ. فَكُنَّا فِي أَعْيُنِنَا كَالْجَرَادِ، وَهكَذَا كُنَّا فِي أَعْيُنِهِمْ».
1فَرَفَعَتْ كُلُّ الْجَمَاعَةِ صَوْتَهَا وَصَرَخَتْ، وَبَكَى الشَّعْبُ تِلْكَ اللَّيْلَةَ. 2وَتَذَمَّرَ عَلَى مُوسَى وَعَلَى هَارُونَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَقَالَ لَهُمَا كُلُّ الْجَمَاعَةِ: «لَيْتَنَا مُتْنَا فِي أَرْضِ مِصْرَ، أَوْ لَيْتَنَا مُتْنَا فِي هذَا الْقَفْرِ! 3وَلِمَاذَا أَتَى بِنَا الرَّبُّ إِلَى هذِهِ الأَرْضِ لِنَسْقُطَ بِالسَّيْفِ؟ تَصِيرُ نِسَاؤُنَا وَأَطْفَالُنَا غَنِيمَةً. أَلَيْسَ خَيْرًا لَنَا أَنْ نَرْجعَ إِلَى مِصْرَ؟» 4فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «نُقِيمُ رَئِيسًا وَنَرْجعُ إِلَى مِصْرَ»
وقد ذكر العهد القديم أنه كلما همَّ ربهم أن يبطش بهم بسبب عصيانهم وتمردهم كان موسى يقول له مثلما جاء في سفر الخروج: «لِمَاذَا يَا رَبُّ يَحْمَى غَضَبُكَ عَلَى شَعْبِكَ الَّذِي أَخْرَجْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ؟ 12لِمَاذَا يَتَكَلَّمُ الْمِصْرِيُّونَ قَائِلِينَ: أَخْرَجَهُمْ بِخُبْثٍ لِيَقْتُلَهُمْ فِي الْجِبَالِ، وَيُفْنِيَهُمْ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ؟ اِرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِكَ، وَانْدَمْ عَلَى الشَّرِّ بِشَعْبِكَ. 13اُذْكُرْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ عَبِيدَكَ الَّذِينَ حَلَفْتَ لَهُمْ بِنَفْسِكَ وَقُلْتَ لَهُمْ: أُكَثِّرُ نَسْلَكُمْ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكُمْ كُلَّ هذِهِ الأَرْضِ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَنْهَا فَيَمْلِكُونَهَا إِلَى الأَبَدِ». 14فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ.
وبذلك يكون الأمر محسوما، إن البلد المشار إليه في الآية هو مصر المذكورة في القرءان، ويجب على المجتهدين الجدد وغيرهم أن يكفوا عن الخوض في الأمور المحسومة، وأن يدخروا جهودهم لما هو أجدى.
ومن المعلوم أن بعض القراءات الصحيحة تذكر اسم مصر بدون تنوين، وبذلك فالأمر محسوم.
والذين ينكرون أن تكون مصر هي البلد المذكور في التوراة والإنجيل والقرءان بالأوصاف المعلومة عليهم أن يقدموا بلدا شرق أوسطيا كبديل تتوفر فيه الصفات المذكورة في هذه الكتب، ولقد فشل كبيرهم الذي علمهم الإفك في عمله هذا وقدم بديلا هزيلا مضحكا.
*******
1