نظرات في المذاهب
حقائق حول الدين الأعرابي الأموي العباسي
هذا الدين بدأ إحداثه وتأصيله بممارسات القرشيين وخاصة أهل البغي والداعين إلى النار والمنافقين.
ساهم في وضعه واختلاقه المنافقون والمتسلطون وأحبار أهل الكتاب، فأخذ طابعا أعرابيا تلموديا تسلطيا.
هذا الدين قائم على استبعاد القرءان من الدين بطريقة نفاقية فائقة A super hypocritical method.
عندما ساد هذا الدين بالسيف أثبت فشله في مواجهة انتقادات معتنقي الأديان الأخرى، حاول المعتزلة إعطاءه بعض العقلانية، ولكنهم فشلوا أو هُزموا أمام الأثريين المحافظين، فحاول الأشاعرة إيجاد حلّ وسط بين الفريقين، لم يحظ مذهبهم بالقبول عند أيٍّ منهما، ولكن تمَّ فرضه بقوة السلطة (الأيوبية في الشرق الأوسط بصفة خاصة)، ولكن لم يعرف العامة شيئا عن هذا المذهب، وبقي الأثريون يترقبون الفرصة للأخذ بالثأر وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
حاول المتصوفة إعطاء الدين جانبا وجدانيا، اضطهدوا بشدة، ولكنهم حققوا النجاح عندما داهم الخطر الصليبي والمغولي الأمة وهددها بالإبادة، فهرب الناس إليه من واقعهم المخيف، ولكن سرعان ما اندمج التصوف في التيار العام ودخل في خدمة السلطة والـ Business كغيره.
بدأ الغلوّ الصوفي في التفاقم، وشاع التشدق ببعض النظريات الفلسفية المنافية للدين الحقّ، كما بدأت صور غليظة من الشرك تنتشر بين العامة.
قام ابن تيمية بعمل ضخم ثأرا للاتجاه الأثري، وانتقد بشدة خزعبلات وتحريفات المتصوفة، تصدى له الاتجاه الأشعري التصوفي، فتمَّ قمعه، واستمرت السيادة للتيار الأشعري التصوفي.
تم توثين كل محدثات الدين في العصر العثماني، ووصلت الأمور في كافة الاتجاهات إلى طرق مسدودة، ووصلت الأمة إلى الدرك الأسفل من جحيم الجهل والتخلف.
ثبت أن المذهب الأعرابي الأموي -رغم ما طرأ عليه من تحسن بسبب المعتزلة والمتصوفة- لا يصلح لبناء نهضة ولا للحفاظ عليها ولا للتعايش السلمي مع الآخرين.
تولى الشيطان ممثلا في بريطانيا الدفاع عن الدولة العثمانية والحفاظ عليها لإبقاء العالم الإسلامي في العصر شبه الحجري.
قام الشيطان البريطاني بإعداد بديل مدمر تحسبا للزمن، وهو المذهب الوهابي والحركة الوهابية، وهو صورة متدهورة من المذهب الأعرابي الأموي.
كان لابد أن يأتي الحل من الخارج، جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر، ولم يكن ذلك أول احتكاك بالغرب بعد نهضته الهائلة، ولكن لأنه مسَّ القلب فقد تسبب في سلسلة هائلة من ردود الأفعال.
أحدث محمد علي نهضة هائلة في مصر باتباع كافة الأساليب، وبالطبع قاومه الشعب والمشايخ، لم يجد صيغة دينية لصناعة التقدم ولا للحفاظ عليه، فأحدث التعليم الموازي، أسس إمبراطورية ضخمة (تعتبر أكبر إمبراطورية مصرية على مدى التاريخ)، وقضى على الحركة الوهابية الأولى، وساهم في قمع ثورة الشعب اليوناني فأهاج الأوروبيين ضده وتحالفوا عليه وقوضوا مشروعه.
وكذلك لم يجد حفيده الخديوي إسماعيل أي استجابة من المشايخ، فلم يجد بدا من المضي في تنمية وتطوير التعليم الموازي الذي يتطلبه العصر، وبدأ عصر نهضة كان المشايخ فيه يحظون بكل ازدراء.
حاول محمد عبده إحداث شيء من الإصلاح الديني والتخلص من العقائد الكلامية والعودة إلى طريقة السلف في أخذ العقائد مباشرة من القرءان والتخلص من ركام المذاهب، وكان هو أول من استعمل مصطلح السلفية كعنوان على اتجاهه.
لم يجد مريدين يحملون الراية من بعده بعد أن خانه تلميذه محمد رشيد رضا وأصبح وهابيا، ودخلت الوهابية مصر تحت اسم السلفية.
حدثت تحسينات في عهد جمال عبد الناصر ووجود مشايخ مثل شلتوت وأبي زهرة وأصبحت الدعوة إلى الإسلام عملا من أعمال الدولة يرعاه جهاز رسمي قوي لأول مرة في التاريخ!!
حدثت مؤامرة مضادة قادها فيصل قرن الشيطان الذي زاوج بين دعوة الإخوان وبين الدين الوهابي فأحدث مركبا مدمرا عاتيا، ورسم للشيطان الغربي خطة تحطيم الاتجاهات القومية والوطنية والتقدمية في العالم العربي.
جاء الرئيس المؤمن (بنفسه) ليقضي على كل ما حققه جمال عبد الناصر وليسلِّم مصر مجانا للوهابية في ثوبها الجديد، ليبدأ عصر الكوارث الكبرى، وبذلك فقدت مصر أكثر ما كان يميزها: (حرية الفكر والعقيدة، السلام الاجتماعي، التسامح الديني)، وأصبحت أكبر مصدِّر للإرهاب في العالم.
عامة الناس -بما فيهم الأكاديميون- لا يكادون يعلمون شيئا عن هذا الدين، ولكنهم يتبنون ما يُشاع أنه من الدين ويسلمون به تسليما مطلقا دون أدنى تفكير، وهم بصفة عامة يعتنقون صيغ شعبية طقوسية، فالمذهب الذي كان سائدا أيام عبد الناصر كان خليطا من (المذهب الأعرابي الأموي + عناصر شيعية + عناصر من التصوف + تقاليد مصرية عريقة)، هذه السبيكة تعرضت لضربات هائلة من الوهابية، والسائد على الناس الآن صيغة سلفية مخففة.
*******
1