البنية الأساسية لدين الحق
من الفروق بين منهجنا وبين منهج غيرنا
من منهجنا
من الفروق بين منهجنا وبين منهج غيرنا
قولنا في أي مسألة ينطلق من أسس راسخة لا يمكن لأحد أن يماري فيها، أما جلّ المجتهدين الجدد فينطلقون بطريقة عشوائية أو خطابية بعد التسليم بما هو موجود من الباطل.
مثال:
مصطلح الصحابة:
هم يسلمون بوجود مرتبة بهذا الاسم، ولكنهم يحاولون الحدّ من غلوائها باستعمال وقائع تاريخية جزئية وبالنقل من المذاهب الأخرى.
أما نحن فمن منهجنا أن القرءان هو المصدر الأوحد لكل أمور الدين الكبرى، ومنها بالطبع المصطلحات الدينية، هل يمكن لأي مسلم حقيقي سوي أن يُجادل في أمرٍ كهذا؟
فطبقًا لمنهجنا لا وجود لهذا المصطلح كمصطلح ديني، فهذا المصطلح لم يرد أبدًا في القرءان، كما لم ترد له أي تفاصيل أو لوازم، أما الكلمات المشتركة معه في الجذر اللغوي فهي مستعملة بمعانيها اللغوية المعلومة، ولم تخرج عن هذا النطاق أبدًا، فالقرءان لم يُعط أيَّ واحد منها أي دلالة اصطلاحية، الصحبة في القرءان يمكن أن تكون بين إنسان وبين زوجه أو حيوان أو نبات أو جماد، ويمكن أن تكون بين مؤمن وبين كافر.
هناك فروق كبيرة بين الكلمات الآتية:
صاحب، رفيق، صديق، خليل، حميم.
ولكن أتباع الدين السني قاموا بالتدليس على الناس، وأعطوا لكلمة "صاحب" التي يمكن أن تكون بين إنسان وبين جماد كل معاني الكلمات الأخرى، بل أكثر.
ثم زعموا أن الصبية والأطفال والنساء والأعراب كانوا (أصحابًا) للرسول، بالمعاني التي أسبغوها على كلمة "صاحب"، وبدون هذا الزعم تفقد المرويات الظنية -التي يستمدون منها جلّ دينهم- مصداقيتها ومشروعيتها، وينهار دينهم على رؤوسهم!
أما القوم الذين أطلقوا عليهم هذا الاصطلاح فالقرءان تحدث عنهم بكل حياد، أثنى على صفاتهم وأعمالهم الحسنة، وندد بأعمالهم السيئة وبكبائر الإثم التي اقترفوها، كما وردت في آيات محكمة مراتبهم ودرجاتهم الحقيقية، فالإصرار على هذا التعريف المختلق يتضمن كفرًا بهذه الآيات وإلحادًا فيها.
أما مراتب هؤلاء القوم فهي: السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، من اتبعوهم بإحسان، من آمن من بعد الفتح، من خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، المرجون لأمر الله، من أسلموا ولمَّا يؤمنوا، المؤلفة قلوبهم، المنافقون.
فلا يمكن أن يوجد أي مصطلح ديني يجمع كل هذه الفئات، وإنما يمكن أن يجمعهم مصطلح تاريخي فقط.
وبذلك يسقط مصطلح "الصحابة" ويسقط كل ما يترتب عليه مثل القول بعدالتهم (أي بعصمتهم عندما ينسبون عن طريقهم قولًا إلى الرسول)، وتسقط شرعية المرويات الظنية المبنية على القول بعدالتهم،وهذا لا يعني الترك المطلق لها، وإنما يعني أنها بحاجة إلى قرينة إضافية ليؤخذ بها، وليس ثمَّة إلا ما هو ماثل في القرءان، فيجب اتساقها التام معه.
وما هو مطلوب من المسلم أن يستغفر إجمالًا لإخوانه الذين سبقوه بالإيمان، وذلك بأن يقول:
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}
، وبذلك لا يتورط في الاستغفار لمنافق يعتبره عبيد نعال السلف (صحابيا جليلا)، فيخالف بذلك الأوامر القرءانية مخالفة مضاعفة.
ومن الجدير بالذكر أن من أخطر ضروب الشرك اتخاذ مشرعين في الدين مع ربّ العالمين، والمؤمنون بـ(الصحابة) متورطون في هذا الشرك، ويجب اتخاذ كافة السبل لتجنب مثل هذا الشرك.
وسدًّا لذريعة الشرك وعملا بقاعدة دفع المضرة مقدم على جلب المنفعة لا يجوز ذكر اسم (الصحابي) مسبوقا بالقب سيد ومتبوعا بالترضي!
ومراتب أهل القرن الأول هم السابقون الأولون، وهؤلاء هم المتفوقون منهم في أي مجال من المجالات، ومنهم من تفوق في عدة مجالات، فهناك، مثلا، المتفوقون في العلم بالقرءان، ومنهم المتفوقون في الشجاعة والبراعة العسكرية، ومنهم من جمع بين الأمرين.
*******
1