الله هو القريب الأقرب

قال الله تعالى للناس في كتابه العزيز إنه قريب، وسميع قريب، وقريب مجيب، وإنه معهم أينما كانوا، وإنه الأقرب، وأعلن لهم عن أسمائه الحسنى، فالمعين الذي لا ينضب هو رحمته وفضله وبره ورأفته وودّه وإحسانه، وهو متاح للجميع، ولكن أَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا، فأعرضوا عنه، واتخذوا كتابه مهجورا، وتجاهلوا تأكيده بأن النبوة قد خُتِمت، وبأن كلماته قد تمَّت صدقًا وعدلًا، وألقوا ما ناطه بهم من مهام على كاهل الأوهام، أعرضوا عمَّن هو أقرب إليهم من أنفسهم في سبيل سلف قد ثبت أنهم نكسوا وانقلبوا على أعقابهم وافتتنوا بالدنيا وبدلوا تبديلا، وسفكوا الدماء وسبوا النساء وأفسدوا في الأرض، وفي سبيل منتَظَرين أسندوا هم إليهم أعمالًا إلهية، فأضاعوا حاضرهم ومستقبلهم، ودنياهم وآخرتهم.

*******

احتفل بمن هو الأقرب إليك والحاضر معك

لا يكاد يوجد يوم من أيام السنة لم يولد فيه أو يُتوفَّى فيه أحد الصالحين، ولم يُخلق الإنسان لكي يظل طوال عمره يحتفل بميلاد أحد أو وفاة أحد.

بالنسبة للمسلم يكفيه الاحتفال بليلة إنزال القرءان وبمولد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ.

وتذكر دائمًا أن ربك أقرب إليك من نفسك، وأنه حاضر دائمًا معك، فلتحتفل بذلك، فهو الأحق باحتفالك، وهو رب كل الصالحين، وخالق كل الصالحين الذين تعبدهم بحجة أنهم سيقربونك إليه زُلفى!

كيف تحتفل به؟

اذكر اسمه، وتبتل إليه تبتيلا، واستغفره بالأسحار، وعظَّم آياته، الكتابية والكونية، وانظر فيها وتدبرْها، وتبرأ من الشرك والمشركين، الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا، كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون، والذين اتخذوا من دون الله شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به، تبرَّأْ من الذين جعلهم الشيطان ملاكا مزيفين للدين ووكلاء مزعومين لربّ العالمين، اعبد الله مخلصًا له الدين، أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ.

*******

لا تشغل نفسك كثيرًا بغيرك، اهتم أولا بأمر نفسك، ابحث عن الجوهرة الكامنة في قلبك

*******