خَاتَمَ النَّبِيِّينَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وسَلَّمَ
خلاصة القول في الشفاعة
خلاصة القول في الشفاعة
1. الشفاعة تجل عن المفهوم العامي الدارج الذي لدى الناس، فهي ليست بمحسوبية ولا بمحاباة، ولا يحصل بسببها المرء على ما ليس بحقٍّ له نتيجة تدخل من ذوي الحيثية، وليست بالأمر العشوائي الاعتباطي، ولا علاقة لها بالأهواء أو الأمور الشخصية أو الذاتية.
2. فالشفاعة هي أن يؤيَّد الإنسان باسمٍ إلهي أو بكيانٍ أمري معنوي أو بكائن علوي أو بواحدٍ ممن أنعم الله تعالى عليهم نتيجة لقيامه بالأعمال وتوفيته بالشروط اللازمة لذلك.
3. الشفاعة ثابتة بكتاب الله العزيز.
4. وهو لا ينفي إلا مفهومها الشركي الذي كان يتمسك به مشركو قريش ومن تابعهم من المحسوبين على الإسلام.
5. الشفاعة هي بالأصالة فعلٌ إلهي مثل سائر السمات والأفعال الكمالية وهي تقتضي سننًا إلهية كونية.
6. الشفاعة كفعلٍ إلهي هي فعلٌ مُطلق مفصَّل بما لا يتناهى من الشفاعات النسبية المحدودة.
7. الشفاعة كلها هي بالأصالة لله مثلما أن العزة له جميعا ومثلما أن الحكم له، فهي له من حيث الوجوب والكمال المطلق، ولعباده من حيث أنهم آلاته ومجالات أفعاله وتأثيره.
8. ولذلك لا تكون الشفاعة إلا بإذنه؛ أي بمقتضى قوانينه وسننه.
9. الشفاعة نفسها سنة إلهية كونية.
10. الشفاعة الإلهية الكاملة المطلقة لها آلاتها وآثارها، لذلك يوجد شفعاء يرتضيهم الله تعالى، فهم جزء من المنظومة الخاصة بالشفاعة، منهم حملة العرش ومن اصطفاهم الله تعالى وأنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فالمأذون له بالشفاعة هو من رضي الله له قولا، وهو لا يشفع إلا لمن ارتضى الله.
11. وهذا يعني أن هناك من هو ليس مأذونًا له بالشفاعة، وأن هناك من لن تقبل الشفاعة فيهم وإن كان الشافع مأذونا له! فلن ينتفع بالشفاعة إلا بعض الناس وفي زمن معلوم، ولن ينتفع بها البعض الآخر.
12. مفهوم الشفاعة لا علاقة له بالمحاباة ولا المجاملات ولا يمكن أن ينتفع من ليس لديه استعداد بالشفاعة مثلها في ذلك مثل تحقق الهدى الذي قال الله تعالى فيه: {إِنَّكَ لاَ تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين} [القصص:56].
13. كل الآيات التي يحتجون بها لإبطال الشفاعة تثبتها.
14. الإنسان يمكن ينتفع بالشفاعة في الدنيا والآخرة.
15. المسلمون الحقيقيون ينتفعون في حياتهم الدنيا بشفاعة الرسول الأعظم وبشفاعة حملة العرش، وسيرون أثر ذلك أيضا في الدار الآخرة.
16. يحاول بعض (المجتهدين الجدد) انتزاع بعض الآيات التي تتحدث عن الشفاعة من سياقها لفرض مفهومهم عن الشفاعة على آيات القرءان، وهم يتجاهلون بذلك الآيات التي تقوض مفهومهم هذا، وهم في الحقيقة يحاولون أن ينفوا التصور العامي الدارج الذي لديهم عن الشفاعة دون أن يفقهوا المفهوم القرءاني أو أن يحاولوا أن يفقهوه، وبذلك، لا جدوى من أن يفقهوا المفهوم الحقيقي ولا أمل في أن يقلعوا عن ضلالهم أو أن يثوبوا إلى رشدهم.
*******
1