top of page

نظرات في تاريخ السلف

(الصحابة الأجلاء) والعلوج

(الصحابة الأجلاء) والعلوج


اختلفوا في كيفية التعامل مع البلاد المفتوحة، فقال لهم عمر بن الخطاب: فكيف بمن يأتي من المسلمين فيجدون الأرض بعلوجها قد اقتُسمت ووُرثت عن الآباء وحيزت؟ فقال عبد الرحمن بن عوف: ما الأرض والعلوج إلا مما أفاء الله عليهم، فقال عمر: إذا قُسمت أرض العراق بعلوجها وأرض الشام بعلوجها فما يسدّ به الثغور؟

هذه هي نظرة (الصحابة الأجلاء) إلى الشعوب التي احتلوا بلادها بحجة الدعوة إلى الإسلام!!! كانوا ينظرون إليهم كما ينظرون إلى الأنعام!!! ألم يفكر (الصحابة الأجلاء) في أن (علوج) العراق والشام مدعوون إلى اعتناق الإسلام؟! وإذا كانوا سيستعبدون (علوج) العراق والشام فكيف زعموا أنهم جاؤوا ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعتها ... الخ؟! كلامهم لا يدل إلا على أنهم ما جاؤوا إلا ليخرجوا الناس من مرتبة البشر إلى مرتبة (العلوج)!!! وهذا هو ما حققوا فيه نجاحات مدوية مازالت البشرية تعاني من آثارها إلى الآن!!! والمضحك أن العلوج يعبدون الآن من حولوهم إلى علوج اعترافًا منهم بفضلهم عليهم أن جعلوهم علوجا، كما يتباهون على العالمين بعلوجيتهم، ويقول أحدهم للآخر: لولا فلان الذي فتح بلدك ما كنت الآن علجا!!!!

العلج في اللغة العربية هو الرجل الغليظ من كفار العجم والعلوج هي جمع علج، وكل صلب وشديد من الرجال يسمى علج، ويسمى الحمار الوحشي بالعلج، لأستعلاج خلقه وغلظه. واعتلج موج البحر أي التطم، واعتلجت الأرض طال نباتها، وفي قاموس المعاني: عَلَجَ الْوَلَدُ : غَلُظَ، وعَلَجَ الْبَعِيرُ : أَكَلَ العَلَجَانَ، وعَلَجَت الناقةُ علَجانًا :بمعنى اضطربت، وعَلَجَ فلانا علْجًا : غلبه والعَلَجُ : صِغار النمل

والعِلْجُ من القاموس المحيط: العَيْرُ، وحِمارُ الوَحْشِ السَّمينُ القَوِيُّ، والرَّغِيفُ الغَليظُ الحَرْفِ، والرَّجُلُ من كُفَّارِ العَجَمِ.

أحد العلوج يجادلنا في معنى العلوج، وحيث أنهم لن يعبئوا بمعاجم اللغة فها هو نصّ من كتابهم المقدس البخاري يشرح المقصود بالعلج:

[ 3497 ] حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن حصين عن عمرو بن ميمون قال رأيت عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف قال كيف فعلتما أتخافان أن تكونا قد حملتما الأرض ما لا تطيق قالا حملناها أمرا هي له مطيقة ما فيها كبير فضل قال انظرا أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق قال قالا لا فقال عمر لئن سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى رجل بعدي أبدا قال فما أتت عليه إلا رابعة حتى أصيب قال إني لقائم ما بيني بينه إلا عبد الله بن عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر وربما قرأ سورة يوسف أو النحل أو نحو ذلك في الركعة الأولى حتى يجتمع الناس فما هو إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني أو أكلني الكلب حين طعنه فطار العلج بسكين ذات طرفين لا يمر على أحد يمينا ولا شمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر رجلا مات منهم سبعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وتناول عمر يد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فمن يلي عمر فقد رأى الذي أرى وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون غير أنهم قد فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة فلما انصرفوا قال يا بن عباس انظر من قتلني فجال ساعة ثم جاء فقال غلام المغيرة قال الصنع قال نعم قال قاتله الله لقد أمرت به معروفا الحمد لله الذي لم يجعل ميتتي بيد رجل يدعي الإسلام قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة وكان العباس أكثرهم رقيقا فقال إن شئت فعلت أي إن شئت قتلنا قال كذبت بعد ما تكلموا بلسانكم وصلوا قبلتكم وحجوا حجكم فاحتمل إلى بيته فانطلقنا معه وكأن الناس لم تصبهم مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول لا بأس وقائل يقول أخاف عليه فأتي بنبيذ فشربه فخرج من جوفه ثم أتي بلبن فشربه فخرج من جرحه ... الخ.

*******

هل يمكن لمن يسمون الناس بالعلوج أن يكونوا قد قرؤوا الآيات القرءانية الآتية وفقهوا معانيها؟:

{وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا} [الإسراء:70]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير} [الحجرات:13]، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]

*******

ردا على أحد العلوج الذي يجادل بالباطل في معنى "العلوج": وما ذا ستفعل إذا ما ذكرنا لك أحد المصادر؟ ها هو ما ورد في أحدها:

وَقَدْ سَأَلَ بِلالٌ وَأَصْحَابُهُ عُمَرَ ابْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قِسْمَةَ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ ، وَقَالُوا : اقْسِمِ الأَرْضِينَ بَيْنَ الَّذِينَ افْتَتَحُوهَا كَمَا تُقَسِّمُ غَنِيمَةَ الْعَسْكَرِ.

فَأَبَى عُمَرُ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَتَلا عَلَيْهِمْ هَذِهِ الآيَاتِ ، وَقَالَ : قَدْ أَشْرَكَ اللَّهُ الَّذِينَ يَأْتُونَ مِنْ بَعْدِكُمْ فِي هَذَا الْفَيْءِ ، فَلَوْ قَسَّمْتُهُ لَمْ يَبْقَ لِمَنْ بَعْدِكُمْ شَيْءٌ ، وَلَئِنْ بَقِيتُ لَيَبْلُغَنَّ الرَّاعِي بِصَنْعَاءَ نَصِيبُهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ وَدَمُهُ فِي وَجْهِهِ.

قَالَ : وَحَدَّثَنِي بَعْضُ مَشَايِخِنَا , عَنْ يَزِيدِ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ : أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَتَبَ إِلَى سَعْدِ حِينَ افْتَتَحَ الْعِرَاقَ : أَمَّا بَعْدُ ، فَقَدْ بَلَغَنِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ أَنَّ النَّاسَ سَأَلُوكَ أَنْ تَقْسِمَ بَيْنَهُمْ مَغَانِمَهُمْ ، وَمَا أَفَاءَ عَلَيْهِمْ.

فَإِذَا أَتَاكَ كِتَابِي هَذَا فَانْظُرْ مَا أَجْلَبَ النَّاسُ عَلَيْكَ بِهِ إِلَى الْعَسْكَرِ مِنْ كِرَاعٍ وَمَالٍ ، فَاقْسِمْهُ بَيْنَ مَنْ حَضَرَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , وَاتْرُكِ الأَرَضِينَ وَالأَنْهَارَ لِعُمَّالِهَا , لِيَكُونَ ذَلِكَ فِي اعْطِيَاتِ الْمُسْلِمِينَ ، فَإِنَّكَ إِنْ قَسَّمْتَهَا بَيْنَ مَنْ حَضَرَ لَمْ يَكُنْ لِمَنْ بَعْدَهُمْ شَيْءٌ.

وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكَ أَنْ تَدْعُو مَنْ لَقِيتَ إِلَى الْإِسْلامِ قَبْلَ الْقِتَالِ , فَمَنْ أَجَابَ إِلَى ذَلِكَ قَبْلَ الْقِتَالِ فَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ مَا لَهُمْ , وَعَلَيْهِ مَا عَلَيْهِمْ ، وَلَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلامِ.

وَمَنْ أَجَابَ بَعْدَ الْقِتَالِ وَبَعْدَ الْهَزِيمَةِ فَهُوَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ , وَمَالَهُ لأَهْلِ الْإِسْلامِ , لأَنَّهُمْ قَدْ أَحْرَزُوهُ قَبْلَ إِسْلامِهِ.

فَهَذَا أَمْرِي وَعَهْدِي إِلَيْكَ.

قَالَ : وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , قَالُوا : لَمَّا قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ جَيْشُ الْعِرَاقِ مِنْ قِبَلِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ شَاوَرَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَدْوِينِ الدَّوَاوِينِ.

وَقَدْ كَانَ اتَّبَعَ رَأْيَ أَبِي بَكْر فِي التَّسْوِيَةِ بَيْنَ النَّاسِ ، فَلَمَّا جَاءَ فَتْحُ الْعِرَاقِ شَاوَرَ النَّاسَ فِي التَّفْضِيلِ ، وَرَأَى أَنَّهُ الرَّأْيُ، فَأَشَارَ عَلَيْهِ بِذَلِكَ مَنْ رَآهُ.

وَشَاوَرَهُمْ فِي قِسْمَةِ الأَرَضِينَ الَّتِي أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ ، فَتَكَلَّمَ قَوْمٌ فِيهَا وَأَرَادُوا أَنْ يَقْسِمَ لَهُمْ حُقُوقَهُمْ وَمَا فَتَحُوا.

فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: فَكَيْفَ بِمَنْ يَأْتِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَيَجِدُونَ الأَرْضَ بِعُلُوجِهَا قَدِ اقْتُسِمَتْ وَوُرِّثَتْ عَنِ الآبَاءِ وَحِيزَتْ ، مَا هَذَا بِرَأْيٍ.

فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ: فَمَا الرَّأْيُ ، وَمَا الأَرْضُ وَالْعُلُوجُ إِلا مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ.

فَقَالَ عُمَرُ: مَا هُوَ إِلا كَمَا تَقُولُ وَلَسْتُ أَرَى ذَلِكَ، وَاللَّهِ لا يُفْتَحُ بَعْدِي بَلَدٌ فَيَكُونُ فِيهِ كَبِيرُ نَيْلٍ , بَلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ كُلا عَلَى الْمُسْلِمِينَ.

فَإِذَا قُسِّمَتْ أَرْضُ الْعِرَاقِ بِعُلُوجِهَا ، وَأَرْضُ الشَّامِ بِعُلُوجِهَا فَمَا يُسَدُّ بِهِ الثُّغُورُ وَمَا يَكُونُ لِلذُّرِّيَّةِ وَالأَرَامِلِ بِهَذَا الْبَلَدِ وَبِغَيْرِهِ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ؟ فَأَكْثَرُوا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ , وَقَالُوا : أَتَقِفُ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْنَا بِأَسْيَافِنَا عَلَى قَوْمٍ لَمْ يَحْضُرُوا وَلَمْ يَشْهَدُوا ، وَلأَبْنَاءِ الْقَوْمِ وَلأَبْنَاءِ أَبْنَائِهِمْ وَلَمْ يَحْضُرُوا ؟ فَكَانَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لا يَزِيدُ عَلَى , أَنْ يَقُولَ : هَذَا رَأْي , قَالَ : قَالُوا : فَاسْتَشِرْ , قَالَ : فَاسْتَشَارَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، فَاخْتَلَفُوا.

فَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَكَانَ رَأْيُهُ أَنْ تُقَسَّمَ لَهُمْ حُقُوقَهُمْ ، وَرَأْيُ عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَطَلْحَةَ وَابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رَأْيُ عُمَرَ.

المصدر:

http://library.islamweb.net/hadith/display_hbook.php?indexstartno=0&hflag=&pid=305043&bk_no=34&startno=57

وها هو مصدر آخر:

يقول العلامة الشيخ عبد الوهاب خلاف:

الخراج في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: فتح الله للمسلمين العراق والشام ومصر، وقد أراد الفاتحون أن تقسم أرض البلاد التي فتحوها بينهم لأنها غنيمة، والغنيمة خمسها لله ولرسوله ولذي القربى واليتامى والمساكين وأربعة أخماسها للفاتحين، تقسم بينهم للراجل سهم وللفارس سهمان، ولكن عمر رأى أنَّ قسمة هذه الأرضين بين الفاتحين يحرم أهل البلاد من موارد الرزق، ويحرم الدولة من موارد مالية تقيم بها المصالح العامة، ويجعل الأرض الزراعيَّة تنتقل بالإرث من يد الفاتحين إلى ورثتهم وذريتهم خاصة، لهذا عدل عن قسمتها بين الفاتحين، وتركها في أيدي أهلها، وفرض عليهم فيها الخراج لتنفق منه في مصالح المسلمين، وقد دارت بينه وبين بعض أصحابه رضي الله عنهم مناقشة في هذا أرى أن أوردها بنصها لتتجلى روح الشورى بين المسلمين وتتبين وجهة نظر عمر رضي الله عنه فيما صنع.

قال أبو يوسف: وحدثني غير واحد من علماء أهل المدينة قالوا: لما قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيش العراق من قبل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه شاور أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في تدوين الدواوين، وقد كان اتبع رأي أبي بكر رضي الله عنه في التسوية بين الناس، فلما جاء فتح العراق شاور الناس في التفضيل ورأى أنه الرأي فأشار عليه بذلك من رآه، وشاورهم في قسمة الأرضين التي أفاء الله على المسلمين من أرض العراق والشام، فتكلم قوم فيها وأرادوا أن تقسم لهم حقوقهم وما فتحوا، فقال عمر رضي الله عنه: فكيف بمن يأتي من المسلمين فيجدون الأرض بعلوجها قد اقتسمت وورثت عن الآباء وحيزت؟ ما هذا برأي، فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: فما الرأي؟ ما الأرض والعلوج إلا مما أفاء الله عليهم، فقال عمر رضي الله عنه: ما هو إلا كما تقول، ولست أرى ذلك، والله لا يفتح بعدي بلد فيكون في كبير نيل، بل عسى أن يكون كلاً على المسلمين، فإذا قسمت أرض العراق بعلوجها، وأرض الشام بعلوجها فما يسدُّ به الثغور، وما يكون للذرية والأرامل بهذا البلد وبغيره من أهل الشام والعراق؟ فأكثروا على عمر رضي الله عنه وقالوا: أتقف ما أفاء الله علينا بأسيافنا على قوم لم يحضروا ولم يشهدوا، ولأبناء القوم ولأبناء أبنائهم ولم يحضروا؟ فكان عمر رضي الله عنه لا يزيد على أن يقول: هذا رأي، قالوا: فاستشر، قال: فاستشار المهاجرين الأولين فاختلفوا، فأما عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه فكان رأيه أن تقسم لهم حقوقهم، وأما عثمان وعلي وطلحة وابن عمر رضي الله عنهم فقد رأوا رأي عمر.

المصدر:

http://www.islamsyria.com/portal/article/show/10068

هذا مثال لأتباع الدين الأعرابي الأموي الشركي، سأل عن المصدر، مع ما يتضمنه ذلك من اتهام لنا بتأليف ما ورد في المنشور، قلنا: وما ذا ستفعل إذا ما ذكرنا لك أحد المصادر؟ ومع ذلك جئناه بالمصدر، ونحن نعلم مسبقًا ردّ فعله، وهو بالطبع لن يرقى إلى مستوى أن يراجع نفسه، ويثوب إلى رشده، وبالفعل تجاهل الردّ، وقذف بتهمة جديدة كعادة هؤلاء الضالين التافهين، فتم حذفه!

*******

1

bottom of page