مقاصد الدين العظمى
أهدافُ علمِ المقاصد
إن مقاصدَ الدين هي الغايات والأهداف والنتائج والحِكَم من الأمر الشرعي، والتي يجب أن تتحقق لمن يعملُ بمقتضاه، ومن البديهي أنها ستكون على شكل أنساق فتجتمعُ بعض المقاصد الجزئية في مقصد كبير واحد، أو تجتمعُ المقاصد الجزئية الخاصة بكِيان في مقصد كبير خاص بهذا الكيان.
فأهداف علم المقاصد هي:
أن يعلم كل كِيان إنساني ما يريده الله تعالى منه وله وأن يكون على وعي دائم به.
أن يعلم كل كِيان إنساني شيئًا من فضل الله عليه.
أن تتولد لديه دوافع وحوافز للعمل الجاد المثمر على كافة المستويات.
أن يحققَ كل كيانٍ إنساني بقدر وسعه ما يريده الله تعالى منه وله.
أن يعرف كل كيان إنساني مدى نجاحه في تحقيق ما يريده الله منه.
أن يعلم كل كيان إنساني المقاصد من كل عمل هو مأمورٌ به.
معرفةُ جدوى ومراتب وموازين الأعمال كما وردت في كتاب الله تعالى فلا يتضخم أمر فرعي جزئي على حساب أمر أصلي كلي.
أن يتمكن ولاة الأمر في كل عصر ومصر من سنّ ما يلزم الناس من القوانين المتسقة مع دين الحق ومن التقدير السليم لكل ما يستجد من الأمور والحكم الصائب عليها.
إن المقصدَ من الأمر الديني هو الغايةُ والحكمةُ منه والنتيجةُ اللازمةُ له (أي المرجوةُ منه) وفي نفسِ الوقت هي الأمر التالي له في الحلقة الكونية؛ فثمة ارتباط موجب بين الأمر الديني وبين المقصد منه.
والأمور الكونية تأخذ شكل حلقات لكونها من مقتضيات الحلقات الإلهية، وكلما كانت الحلقة أقرب إلى الله كلما تحتَّمت وتحققت ورسخت ارتباطات عناصرها وأجزائها واشتد وجوبها، فالقصد الإلهي هو عين الغاية وهو عين الحكمة، والفعلُ الإنسانيُ اللازم هو تفصيلٌ وإظهارٌ وتحقيق له، وهو أيضًا مؤدٍّ إليه، والقصدُ هو أصلُ الدافع والباعثُ على الفعل، وللذاتِ الإلهية الإحاطةُ بكل ذلك.
*******
1