أزهار البستان في عجائب همجستان
مروية أموية شامية إبليسية ظريفة موضوعة وضعيفة
عن ابْنِ عُمَرَ: (دَخَلَ إِبْلِيسُ الْعِرَاقَ فَقَضَى فِيهِ حَاجَتَهُ، ثُمَّ دَخَلَ الشَّامَ فَطَرَدُوهُ، ثُمَّ دَخَلَ مِصْرَ فَبَاضَ فِيهَا وَفَرَّخَ، وَبَسَطَ عَبْقَرِيَّهُ).
أخرجه: الطبراني في الكبير: (13290)، وأبو الشيخ في العظمة: (1140)، والسمعاني في فضائل الشام: (10)، وابن عبد الهادي في فضائل الشام: (1/ 30)، وابن الجوزي في الموضوعات: (2/ 59)، وغيرهم، من طريق: ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، وَيَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ به ..
حاول إبليس دخول العراق، أحضر خريطة وبحث عنها، لم يجدها، سأل الخبراء فقالوا له إن العراق الذي تبحث عنه هو الأرض التي توجد عليها الآن سومر وبابل وآشور، فحدد ماذا تريد بالضبط!
كان إبليس مزنوقًا، ويريد أن يقضي حاجته كما جاء في المروية المقدسة.
انطلق بسرعة إلى بابل، استوقفه حرس الحدود، وسألوه: ماذا تريد؟
قال بأدب شديد: أريد أن أضل الناس هنا!
تعالت ضحكاتهم حتى شعر إبليس بالخجل، أخذ يحاول أن يستوقفهم، خاصة وأنه مزنوق!
توقفوا عن الضحك بعد عشرات السنين، وقالوا له:
يتوفر في بابل كل أنواع الضلال، وبكميات تفوق الخيال، انصرف أيها المسكين من هنا!
أخذ إبليس يتوسل إليهم أن يسمحوا له بالدخول، خاصة وأنه لم يعد يحتمل (الزنقة)، ولكنهم، أبوا وقالوا له: نحن حراس البوابة الشرقية، ولدينا القائد الفذّ الضرورة الجسور، ولن نسمح لك بالمرور.
عندها لم يتمالك إبليس نفسه، توسل إليهم أن يسمحوا له بمجرد قضاء حاجته.
رقت قلوبهم له، واصطحبه أحدهم إلى دورة المياه العمومية، حيث قضى إبليس حاجته واستعاد رباطة جأشه، وانطلق نحو الشام.
عندما حاول دخول الشام استوقفه حرس الحدود هناك، وقالوا له بصوت ارتجف له إبليس وتقطعت منه أوصاله وتمزقت نياط قلبه وتزلزلت به الأرض تحت أقدامه:
ماذا تريد يا إبليس؟!
قال إبليس بصوت واهن وبأدب شديد:
أريد أن أضل الناس هنا!
ما إن انتهى من كلامه حتى تفجرت قهقهات مزلزلة من الحرس، ولم يتمكنوا من التوقف عن القهقهة والسيطرة على أنفسهم إلا بعد عدة قرون.
ثم قالوا لإبليس: انصرف أيها الغرّ الساذج من هنا، أتريد أن تبيع الماء في حارة السقايين؟! لدينا ممن يتفوقون عليك الملايين، ألم تسمع عن معاوية ويزيد ومروان والوليد؟
لم يبق لإبليس إلا أن يذهب إلى مصر، خاصة وأن ميعاد وضع بيضه قد اقترب، ولكنه قرر هذه المرة أن يستعمل شيئا من حيلته.
علم أن الشعب المصري متدين بطبعه، تنكر في زي رجل دين زاهد ومسكين، استقبله الحرس بالتبجيل والناس بالأهازيج والأناشيد، وأخذوا يقبلون يديه ورجليه، واعتبروه رمزا، أعطوه قطعة أرض وبنوا عليها معبدا ومؤسسة ضخمة، يرتع فيها كما يشاء، وتولى كل من في مصر تزويد المؤسسة بكل ما يلزم للإقامة المريحة للسيد إبليس والقيام بمهامه، وضع إبليس بيضه، ورقد عليه، امتنع عن استقبال المريدين والمحبين حتى فقس بيضه وخرجت منه أفراخه، ظهر الإخوان والدواعش والأداعشية والسلفية ... الخ.
استخفت الفرحة بالناس، وأخذوا يهنئون أنفسهم أن اختصهم إبليس بكل هذه المآثر والأفضال والنعم.
ثار ضد كل ذلك بعض الصفوة من أهل مصر، قالوا للناس: أفلا تعقلون؟ إنه الشيطان بعينه، ألا ترون قرونه وذيله المدبب؟
هاج الناس ضدهم وماجوا، وأخذوا يصرخون في وجوههم: "لا تمسوا رموزنا، تعيش قرونه، يعيش ذيله المدبب، لو عملتم بما يقوله لكم إبليس اللعين لوضعتم قدما في فرنسا، وأخرى في الصين".
1