أزهار البستان في عجائب همجستان
همجستان 1
همجستان هي حالة مرضية قائمة في النفوس، كما أنها أراضٍ شاسعة، هي أكبر كيان على سطح الكرة الأرضية، يزعمون أنهم يتبعون الإسلام دين الحق، بينما هم لا يتبعون إلا ما حلَّ محله من الأديان الأرضية، وهم متفرقون فيما بينهم، دينهم الحقد والكراهية لكل من كان على دينهم وليس على مذهبهم؛ يودون لو مزقوه إربا وأكلوه نيًّا، لا جدوى منهم، ولا سبيل إلى إصلاحهم، فهم أضل من بهيمة الأنعام، هم مواطن الاستبداد وخلاصة الفساد، وهم أدوات الشيطان لصد الناس عن سبيل ربهم، هم دائما رهن إشارة الشيطان الرجيم وعند حسن ظن إبليس اللعين، يحققون له ما لم يخطر باله، وما لم يداعب يومًا ما خياله.
ولم يحقق بعضهم تقدما في العصر الحديث إلا بقدر ابتعادهم عن دينهم الذي يستعبدهم لنعال السلف وأقوال السلف وأي شيء مضاف للسلف، فكيف يمكن أن يتقدم من استطاب العيش تحت نعال الأسلاف وفقد ثقته في نفسه وفي رجال عصره؟!
ودواب همجستان لا يعلمون عن الدين إلا ما يلقيه عليهم أحد الطفيليات من خريجي مدارس نشر الجهل والتخلف المنتشرة في ربوع همجستان، وبالتالي لا تتغير نفسه ولا تتطهر ولا تتزكى ولا يتعلم مكارم الأخلاق، وإنما يزداد جهلا وحماقة وتخلفا وغرورا، ويتصور أنه من الشعب المختار وأن من حقه أن يكفِّر من يشاء وأن يغزو بلاد من يشاء وأن يقتل من يشاء طالما اختلف عنه في الدين أو المذهب، بل في أي شيء، طالما فعل سلفهم الصالح ذلك، فهم عندهم أرباب مشرعون، وآلهة معبودون، وإن كانوا لا يعلمون.
ولو سألت أي دابة همجستانية لقالت على الفور إن من حقها أن تفتح بلاد الآخرين وأن تلزم أهل الكتاب بأحكام الصغار وبدفع الجزية، وإلا فقد وجب قتلهم.
وإذا سمعت هذه الدابة كلامًا في الإسلام يختلف عما تعرفه يصبح شغلها الشاغل تصنيف قائله تحت لقب من الألقاب التي تعرفها.
*******
قبل أن تنال شرف التواجد في إمارة همجستان المقدسة يجب أن تستغني عن دماغك، يكفيك الحبل الشوكي، ويجب أن تجري عملية لنقل عينيك إلى قفاك حتى لا ترى إلا السلف وأقوال السلف، ويجب أن تضع نعل أي سلفي أو التراب الذي وطأته قدمه فوق رأسك، يجب أن تقوي جلد ظهرك حتى تتحمل سياط خليفتك الذي يجلدك لصالحك، وينهب أموالك ليحميك من فتنة الدنيا، ويعتدي على عرضك ليعلمك التواضع، ويرسلك لتعتدي على المسالمين لتفوز بشرف الشهادة وخير الآخرة ويفوز هو وحاشيته بالجواري والغلمان والأموال وكل متاع الدنيا، ولا يحل لك إلا أن تدعو له بالنصر على أعدائه! ويجب أن تؤمن بالثالوث المقدس The holy Trinity: ابن أبي سفيان (خال المؤمنين)، ابن تيمية، ابن عبد الوهاب! كما يجب أن تقدس تقديسا مضاعفا خال المؤمنين المسؤول الأكبر عن تحريف الدين وأم خال المؤمنين وأن تتأسى بها في أكلها لكبد صفوة المؤمنين، ولا تنس أبا خال المؤمنين؛ قائد معسكر الكفار ضد الإسلام والمسلمين، كذلك يجب أن تؤمن بكل ما تفرع منهم وأن تتبع سنتهم بإجرام إلى أن تجد نفسك في قاع الجحيم.
*******
في إمارة همجستان النفاقية الإجرامية حيث يقيم شعب إبليس المختار يكون مجرد ذكر أية حقيقة تاريخية ولو كانت مذكورة في القرءان تمس السلف المقدس أو ذكر أي شيء من السيرة الحقيقية لأحد أجلاف الأعراب غلاظ الأكباد سفاكي الدماء أو الخلفاء الذين كانوا يقضون خلافتهم في نهب أموال الناس وجلد ظهورهم وسفك دمائهم والتقلب على أجساد المئات من النساء كافيا لاتهامك في دينك ومبررا للاعتداء على كرامتك أو سفك دمك، أيهما تيسر.
*******
في إمارة همجستان: كل الحقوق للمتسلط على الأمر، هو فوق الدين والقانون والمنطق، أما الرعية فهم تحت طائلة كل قانون ودين وبدون أي منطق!
*******
وتفخر إمارة همجستان بجامعتها العريقة Hamajistan State University والتي يقصدها الناس من شتى أرجاء المعمورة للتضلع من العلوم الهمجستانية حتى يعودوا إلى بلادهم الأصلية فينشرون فيها اللافكر واللادين الهمجستاني المتميز، ومن الوظائف الأساسية لجامعة همجستان العتيدة تعليم الناس كيف يعبدون السلف وكيف يقدسون نعال السلف وذرات الغبار التي كان يستنشقها السلف، وهم يتعلمون كيف لا يفرقون بين نعلٍ وبين آخر، وفي نفس الوقت يتعلمون ألا يقدسوا عمليا إلا نعال أهل البغي والمنقلبين على الأعقاب ومن قوضوا صرح الدين ومزقوا شمل الأمة، كل ذلك دون أن ينتابهم أدنى شعور بتهافت منطقهم وتناقض أفعالهم، فمن تمنطق فقد تزندق.
ومن الوظائف أيضًا صبّ ما تلقوه عن السلف بكل أمانة وبدقة عالية With a high fidelity في آذان الخلف، وكذلك تعليمهم أن كل حركة أو سكنة كان عليها السلف هي من أركان الدين وناسخة –عند التعارض- لآيات القرءان الكريم، ولم تقصر جامعة همجستان أبدًا في أداء مهامها.
وفي مقياس جامعة ريختر للجامعات التي تنشر الجهل والتخلف والماضوية والهبل والخبل والإرهاب والدعوشة وتعطي للناس فيها أعلى الدرجات العلمية تحتفظ جامعة همجستان دائما بالصدارة.
*******
ما الذي يجب عمله إذا حدثت أزمة اقتصادية في همجستان (سلفستان أو سفلستان أو تلفستان أو جورستان أو ظلمستان أو فسقستان أو فسادستان أو جهلستان أو برازستان) تمخضت عن عجز في إشباع رغبات الفروج والبطون للخليفة وحاشيته المبجلة؟ يجب إعلان الجهاد فورا ضد الإمارة المجاورة لنشر الإسلام عندهم وتطبيق العدالة عليهم، وإنقاذهم من الجحيم وإخراجهم من ضيق الدنيا ليدخل فيها أو (يكوِّش) عليها الخليفة وحاشيته بدلا منهم، وينقذهم بذلك من شرور أنفسهم وسيئات أعمالهم، وبذلك يمكن الاستيلاء على أموالهم ونسائهم وغلمانهم واستيطان بلادهم، ورغم أن الهدف المعلن لغزو بلادهم كان نشر الإسلام فلا يجوز أبدًا أبدًا نشره بينهم عملًا بحرية العقيدة!! وحرصا على سلامة اقتصاد همجستان وتأمين احتياجاتها.
أما من يسلم منهم رغم كل ذلك فهو بالتأكيد متحايل وليس مخلصا في إسلامه، هل من الممكن أن يعتنق أحد الديانة الهمجستانية السمحة طوعًا؟ يجب مطالبته بإجراء عملية طهارة، حتى وإن كان عمره قد تجاوز المائة عامٍ، فإن قبل بذلك يحب إرهابه بعقوبة الردة، فإن قبل بذلك يجب أيضًا الاستمرار في فرض الجزية عليه!!!
*******
الهدف الأساسي لإمارة همجستان هو حماية الرعية من شر المتع الدنيوية المحدثة والحرص على ألا يشغلهم شاغل عن المتع الأساسية والأصيلة الخاصة بالفرج والبطن، هذه هي المتع الأساسية التي لا وجود لغيرها في الجنة، فلا يجوز أن يفتنوا بأي شيء عنها، أما إذا أرادوا نوعا من التغيير فليستمتعوا بسياط المتسلط وهي تمزق ظهورهم، أو بسيوفه وهي توسطنهم أو بخوازيقه وهي تخترق أجسامهم من أدبارهم إلى رؤوسهم، وخلفاء همجستان سبقوا العالم إلى إدراك أن هذه متعة هائلة اسمها المازوخية (المازوشية) ووفروها مجانًا لرعاياهم!
*******
1