top of page

الديوان

القرءان ذو النظم الفريد

القرءان ذو النظم الفريد

ألا أيها القرءان ذو النظم الفريد

يا كلام الحقِّ ذي العرش المجيد

قد جئت للإنسان بالفجر الجديد

وجمعت كل أحكام الوجود 

وأنت على من جاء من أممٍ شهيد

ألا أيها البحر المحيط الزاخر

يا كتاب الحق يا فخر المفاخر

فيك أنباء الأوائل والأواخر

فيك النجاة لكل عبدٍ ذاكر

فيك الهلاك لكل وغدٍ فاجر

فيك الأليم من العذاب لكل كافر

فيك المفاخر والزواجر والمآثر

ما ضلَّ عنك إلا ظالم أو حائر

ما عاداك إلا كل مفتونٍ وخاسر

فثمَّة أمرٌ فيك يهز أوتار القلوب

ويجذبها إلى الرحمن علام الغيوب

ويوقظ ما في النفس من أسمى المشاعر

وينفخ فيها الخير وينقِّي الضمائر

وتسمو به الأرواح وتضيء البصائر

وأنت الدليل الحق لكل حائر

يا من حويت حقائق الإيمان 

أنت الغني بذاتك عن البرهان

لأنك أنت حقيقة البرهان

فإن فيك يا قرءان آيات البيان

وفيك أحلى ما نريد من الأماني

يا جامعا أسمى المراد من المعاني

تتلألأ آياتك يا قرءان في وسط الكلام

كما يظهر الكوكب الدرِّي في جنح الظلام

وأنت خير معراجٍ إلى من أنت كلماته

وأنت الدليل الفذ على بديع سِماته

ألا أيها البحر الخضم الهائل

فيك الجواب الحق لكل عبدٍ سائل

أنت السبيل لمن طلب السعادة

وأنت الدليل لمن شحذ الإرادة

يا تنزيل رب العالمين، يا حاوي الدين القويم، يا جامع الفضل العظيم

يا نور حقٍّ بازغٍ للعالمين، أيها الحبل المتين، والصراط المستقيم

أيها النور المبين، والشفا للعالمين 

أيها الذكر الحكيم

أنت الهدى والتقى للصادقين

أنت الهوى والجوى للعاشقين

أنت صدقٌ أنت حقٍّ أنت برهانٌ مبين

أنت سعدٌ أنت وعدٌ أنت نورُ المتقين

أنت عزٌّ أنت مجدٌ أنت بالأفق المبين

أنت السلامة للعباد الصالحين

أنت الندامة للطغاة الظالمين

أنت العذاب لكل أفَّاكٍ أثيم

أنت الهلاك لكل شيطان رجيم

فما عاداك إلا المجرمون

وإن الله لمخرجٌ ما يحذرون

يا خير هدْىٍ جاء من ربٍّ رحيم

قد علَّمتنا كيف نذكر الرب الكريم 

يا كل أسباب الهداية والصراط المستقيم

ما جافاك إلا كل كفَّار أثيم، من تولَّى عنك بركنه فهو اللئيم

منك تعلَّمنا أسماء الإله الحسنى، ومنها عرفنا كلَّ خلقٍ أسمى

ومنك عرفنا قواعد الدين القويم، دين الإله الحق والصراط المستقيم

*****

يا كتاب الله فيك كتب قيِّمة، بما حويت من الهدى والبينة

أنت الدليل إلى النجاة في يوم التناد، وإليك مرجع كل علمٍ مستفاد

فيك الشفاء لكل أمراض النفوس، ومن الضياء ما يزري بأضواء الشموس

وقد رفعت عن العباد الإصر وأغلال الطقوس

*****

يا خير هدْىٍ جاء من رب حبيب

أنت لأدواء نفوسنا نعم الطبيب

يا دامغًا بالحق كل خوَّانٍ كفور

ومبدِّدًا ظُلَمَ الجهالة والضلالة والغرور

من تلاك فقد ارتجى ما لا يبور

ولمن اقتدى بهديك الفضل الكبير

فيك المراد لكل صادق، فيك الضلال لكل فاسق، فيك الهلاك لكل مارق

فيك العذاب لكل مارد، فيك الوعيد لكل جاحد

فيك الجحيم لكل كافر، فيك الدمار لكل فاجر

أنت الهلاك لكل جبارٍ عنيد، أنت النجاة لكل مجتهدٍ سعيد

يا ساطعًا كالشمس في كبد السماء

يا من يستضيء بهديه الحكماء، ومن نظمه يتعلم الأدباء 

يا ذاكرًا لله أحسن الأسماء

أنت السبيل لكل عشَّاق الضياء، ولكل ساعٍ إلى عزِّ البقاء

فيك الدليل لكل من سلك الطريقة، فيك الحقيقة لكل عشَّاق الحقيقة

فأنت كلام من إليه تستند الحقيقة، وإليه مآل كل من سلك الطريقة

 

قد أمرت بالنظر في الآفاق

وبك النجاة من شحٍّ ومن إملاق

فإن فيك يا قرءان آيات البيان

وقد حويت شرائع الإسلام

ومن الضياء ما منه يرتجف الظلام

فيك السبيل إلى المحبة والسلام

فيك الصلاة على أحمدٍ خير الأنام

فهلاَّ عرفنا لك المقام يا أزكى الكلام

قد ذكرت يا قرءان أسماء الإله

من له تعنوا السرائر والجباه

من بذكر اسمه تحلو الحياة

يا خير كلمات الإله

فيك أسمى ما نريد من تلك الحياة

فيك ما يزلزل الطود العتيد

وما يصدِّع قلب جبار عنيد

يا أسمى كلامٍ أتى من الحقِّ المجيد

فيك الطريق إلى السعادة والخلود

وقد حويت كلام الحق والشرع الفريد

يا كتاب الحق فيك أفضل ما نريد

فيك الذكريات الباقيات من زمنٍ سعيد

فيك ذكرى العهد والميثاق والرب المجيد

فيك حبٌ فيك ودٌ ووعود، فيك برقٌ ووعيدٌ ورعود

فيك الضياء لكل ذي قلب شهيد، فيك الصفاء لكل محبوب سعيد

فيك البقاء لكل من رام الخلود، وأعذب الآمال لكل عشاق الشهود

فيك الدمار لكل أحقاد اليهود، فيك عزمٌ كالجبال فيك بأسٌ كالحديد

فيك الشفاء لكل داءٍ والصراطُ إلى الحميد

أنت هدْىٌ للعباد وعلى فعلهم أنت الشهيد

فيك الثناء على الإله ولذكره أنت النشيد

أنت نورٌ في الحقائق أنت في الكتب الفريد

أنت طوقٌ للنجاة أنت ذخر للعبيد

فيك الطريق إلى البطولة والسعادة والخلود

فيك مغفرةٌ وأملٌ للمنادَى من بعيد

فيك قمعٌ للضلال فيك من بطش الشديد

ومن البسالة والشجاعة ماله تعنو الأسود

فيك علمٌ فيك مجدٌ فيك دائمًا المزيد

وقد ادَّخرت لكل عصرٍ ما يروم وما يريد

يا خير من ربَّى الرجال

يا خير من جمع الحشود

يا خير من شحذ العزائم

يا خير ما حمل الجنود

يا خير ما ابتغت البطولة والرجولة من نشيد

يا خير من بعث الحضارة وابتنى المجد التليد

قد علَّمتنا كيف نرجو ونعبد الرب الودود

قد علمتنا كيف نسعى ونحقق الحلم السعيد

قد علمتنا كيف نحيا وكيف نفعل ما نريد

وكيف ننهض من رقادٍ فنحطِّم الإصر الشديد

وكيف نضرب بالمطارق رأس كفارٍ عنيد

وكيف نحمي الحب من شر ذي بغيٍ حقود

وكيف لا نعطي الدنيَّة وكيف لا نأمن يهود

وكيف لا نأبه بما جمعوا وحشدوا من حشود

وكيف ننزِّه الرحمن عن أباطيل اليهود

وعن أقاويل أصحاب الضلالة والجهالة والجحود

ألا بعدًا لضالٍّ عنك مثلما بعدت ثمود

يا كلام الحق يا خير الكتاب

يا سعد من رأى ما فيك من عجب عجاب

ولكل من تلاك ورتَّـلك خير الثواب

يا خير من زكَّى الرجال

قد علَّمتهم قهر الجهالة والضلال

فيك الخلاص لكل من أذلَّته القيود

يا واضع الأغلال عن كل ذي إصرٍ شديد

أصلحت أمر العرب عندما عرفوك

فلما علا شأنهم هجروك

وما هجروك إلا لأنهم جهلوك

واستبدلوا بهداك كل أمرٍ باطل

وتشبَّثوا بعنادٍ بكل وهمٍ قاتل

وقاتلوا بنذالة كل عبدٍ كامل

من آل بيت الرسول وكل حرٍّ باسل

وتعلَّموا الهداية من كل ضالِّ حائر

وتلقَّـنوا الفضائل من كل وغدٍ داعر

وهجروا ديار الحق إلى كهف الضلال

وصار همُّهمُ ورزقهمُ التشبُّثُ بالمحال

حتى دال أمرهمُ وصار إلى زوال

وتقبَّلوا الهوان وتحمَّلوا الإذلال

وصاروا الأذلَّة لكل عباد الضلال

وساقهم بالسيف أبناء البغية

وأذلهم من كان غدار الطوية

فهذا مصير من أهمل الميثاق والعهد القديم

من ضاق بنور الحق والخير العظيم

من قصَّر في حمل رسالة الحق المبين

من أعرض عن خير جنات النعيم

من رام بكل قواه شرَّ أهوال الجحيم

لقد هجروك أيها البحر العباب 

وبدلاً من هداك تتلمذوا على أهل الكتاب

وتشبَّثوا بما أخذوه منهم من سراب

فأنَّى لهم النجاة وقد اتخذوك مهجورا

فما أعرض عنك إلا من كان سعيه مدحورا

إذ لا نجاة إلا بك أنت أيها القرءان

يا نبع كل سعادة ومودةٍ وحنان

يا خير ما جاءنا من ربنا الرحمـن

يا خير ما يتصدى لجحافل الطغيان

أنت خير محطِّم للبغي والعدوان

وأنت خير معلِّم للصفح والغفران

*****

فهلا رجعنا إلى الحق المبين

هلا عرفنا قدر قرءان حكيم

ألا فَحوْلَ كتاب الله فليتحلَّق المتعبدون

وليردِّدوا بالصوت الجهير كلام رحمـنٍ رحيم

ألا فليجهر العباد بكل آيات الكتاب

وليزهدوا فيما عداه من السراب

ألا فليتحلَّقِ العباد حول كتاب الله، وليقرئوا آياته

وليتأملوا في حسن آياته وفي بديع صفاته

وليبجِّلوا هذا الكتاب وليدَّبروا آياته

*******

1

bottom of page