top of page

نظرات ونظريات في اللغة العربية

الترادف

أثار بعض المجتهدين الجدد لغطا شديدا بخصوص موضوع الترادف حتى جعل دراويشهم من إنكار الترادف إنجازًا فذًّا غير مسبوق وأهم اكتشاف في تاريخ الأديان ومعادلا لاكتشاف سر القنبلة الهيدروجينية!!

والموضوع أبسط من ذلك بكثير، وقد كان موضوع الترادف دائما محل خلاف بين اللغويين العرب، ولكل طائفة من المنكرين له أو المثبتين له حججه ووجهة نظره، والقول بأنه لا ترادف في اللغة العربية ليس إلا ترديدا لقول إحدى الطائفتين وانتصارا له؛ فلا جديد فيه، أما نحن فنقول:

1. الترادف واقع لا محالة في اللغة العربية بصورتها التي هي عليها الآن.

2. لهذا الترادف أسبابه العديدة المبيَّنة والمفصلة في كتب اللغويات.

3. وقوع الترادف في اللغة العربية لا يستلزم بالضرورة وقوعه في القرءان.

4. القرءان يستعمل الألفاظ بمعانيها الأصلية، ولسان القرءان لسان عربي مبين، لذلك لا ترادف في القرءان، فاختلاف المبنى فيه يترتب عليه بالضرورة اختلاف المعنى.

5. بل إنه يمكن أن ترد للكلمة الواحدة معانٍ عديدة بالنظر إلى سياقاتها المتعددة، أو لأسباب اصطلاحية، ويتم تحديدها باتباع منهج قرءاني صارم وحقاني.

6. بصفة عامة يوجد كلمات تتضمن نوعًا من الإبهام بحكم طبيعتها، ولا يتحدد معناها إلا في سياق، فيجب النظر إليها في سياقها، وليس بمعزل عنه.

7. القرءان هو المصدر الأعلى للسان العربي، فلا يجوز تحكيم القواعد المستمدة من أشعار الجاهلية وأقوال رجالها فيه.

*******

العلم فعل غير التقدير بمثل ما يكون البصر فعل غير الخلق، اختلاف المبنى يعني بالضرورة اختلاف المعنى

*******

تعدد سمات الكائن لا يعني تعدد الكائن، والسمات إذا ما وجبت واشتهرت لكائنٍ يمكن أن تكون بمثابة أعلام عليه، كما هو الحال بالنسبة للأسماء الحسنى.

*******

اختلاف المبني يعني بالضرورة اختلاف المعنى، هذه قاعدة قديمة معروفة لم يكتشفها أحد من المعاصرين، وهي تعني أنه لا ترادف في اللغة، وهي محلّ نظر وخلاف معلوم.

والذي نقول به أنه في القرءان: اختلاف المبنى يوجب اختلاف المعنى، أما في اللسان العربي بصفة عامة فقد تُستعمل كلمتان أو أكثر للدلالة على نفس الشيء، أي يمكن وجود ترادف، ولذلك أسبابه التاريخية، وهذا سارٍ أيضًا في اللغة الإنجليزية وغيرها.

أما القول بأنه توجد في المصحف آيات من القرءان وآيات ليست من القرءان فهو إحداث في الدين لا يقول به إلا مبطل!

*******

الترادف أصلا هو ضد طبيعة ومفهوم ووظيفة اللغة، وبالتالي فهو مضاد لطبيعة القرءان الذي هو بلسان عربي مبين.

ولكن مما لا شك فيه أنه يوجد ترادف في كل اللغات الحية، بما فيها اللغة العربية، وما نشأ الترادف إلا بسبب اندماج الشعوب أو القبائل، لذلك قد تجد في الإنجليزية مثلا عدة كلمات تعبر عن نفس المعنى، وبتتبعها يتضح أن بعضها أتى من اللغة الإنجلوساكسونية الأصلية، وبعضها أتى من الفرنسية ودخل بعد الفتح النورماندي الفرنسي لإنجلترا، وبعضها أتى من اللغة السلتية ... الخ.

ولقد عانى العلماء الحقيقيون والفلاسفة العلميون ومن أرادوا الحديث بحقانية في الأمور الدينية كثيرا بسبب الضبابيات التي تسببها اللغات البشرية.

*******

دين الحق ليس مجموعة من الأحاجي والألغاز، وعناصره مستخلصة من القرءان وفق منهج قرءاني علمي منطقي يمكن لمن يستوعبه أن يستخلصها بنفسه.

مثال: يوجد منهج قرءاني علمي منطقي لاستخلاص الأوامر الدينية الكبرى من القرءان، إذا شرحنا هذا المنهج لمن لديه استعداد لتقبل الحق سيتقبله قبولا حسنا، وعندها سيجد أنه يمكن له أن يستخلصها من القرءان كما فعلنا، وسيعلم أن منهجنا يحقق شروط النظرية العلمية.

ولا وقت للخوض في الأمور المذهبية، دين الحق أعلى وأكبر وأرقى منها بكثير.

*******

1

bottom of page