top of page

المثاني والحلقات الإلهية

الاسم العَلِيّ الحَكِيـم

الاسم العَلِيّ الحَكِيـم


{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ} الشورى 51

الاسمية

درجة الورود: يحقق الورود المؤكد؛ خبر لجملة اسمية مؤكدة.

أنساق الاسم: النسق الأول، النسق المطلق، النسق التفصيلي

*******

الاسم العَلِيّ الحَكِيم هو من نسق الأسماء الحسنى الأول؛ أي من أسماء الإحصاء.

وهو من الأسماء التي تشير إلى الذات الإلهية كما تشير إلى المرتبة الإلهية، فلله سبحانه من حيث ذاته تلك السمة التي يشير إليها هذا المثنى، هذه السمة هي العلوّ الذاتي المطلق المقترن بكون الكيان الإلهي كيان أحدي صمدي تام لا تركيب فيه ولا تفاوت، وهو بذلك لا سبيل لأحد لإدراكه أبدا، ذلك لأن المحدود المرَّكب لا يتصور من له البساطة المطلقة والإحكام المطلق.

أما من حيث الدرجة أو المرتبة فهو العلي الحاكم الحكيم المُحكِم، وهذا يعني أن له:

1. الذات البسيطة التي من لوازمها كل الأسماء الحسنى.

2. الحقيقة المحكمة إحكاما مطلقا، والقابلة للتفصيل إلى ما لا يتناهى من السمات.

3. الحكمة ذات العلوّ المطلق.

4. إحكام وإتقان كل شيء صدر من مقام العلوّ.

5. إبداع وتقدير السنن الكونية

6. إصدار الأحكام التشريعية.

7. إصدار الأحكام الشرعية.

8. إعطاء كل فعل حكمه؛ أي وصفه الشرعي.

9. إصدار الأحكام على الكائنات بمقتضى السنن الكونية.

10. إصدار الأحكام على الكائنات المخيرة من حيث السنن الشرعية

والأحكام على الكائنات هي الأقضية المعبر عن جماعها بفعل "القضاء"، وهي كما يلي:

1. أقضية بمقتضى السنن الكونية.

2. أقضية بمقتضى السنن الشرعية.

3. أقضية بمقتضى السنن الكونية المترتبة على السنن الشرعية.

إن لله تعالى العلوّ المحكم، أي العلو الذي له سمات الكمال والعلو التي لا تتناهى دون أن يكون مكونًا منها، فله الإحكام المقابل للتفصيل والقابل للظهور بالتفاصيل، وليس المكون من تفاصيل، وكل تفصيل يشير إلى بعض سمات كماله التي لا تتناهى.

*******

قال تعالى:

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قرءانا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)} الزخرف

والقرءان باعتباره كلامًا إلهيا وكيانا من روح الله الأمري يعبر عن سمات قائله في عالم الأمر، لذلك فهو عليٌّ حكيم، ومازال هناك في أم الكتاب عليًّا حكيما، وهو في صورته هذه ليس في متناول الناس، لذلك اقتضى الأمر إنزاله، هذا الإنزال يتضمن تفصيله وجعله قرءانًا عربيا، والمقصود بجعله عربيا هو كونه بذلك اللسان الذي كان يتحدث به النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وقومه.

ولأن القرءان عليٌّ حكيم فله العلوّ المطلق والحكم على كافة مصادر الأمور والعلوم الدينية، فمن زعموا أن لما يسمونه بالسنة الحكم والقضاء عليه هم في ضلال مبين، وهم المغضوب عليهم والضالون.

والقرءان يتضمن رسالتين متسقتين اتساقا تاما Completely consistent؛ رسالة إلى قوم الرسول بصفة خاصة، ورسالة إلى العالمين، وذلك ما تنص عليه الآيات نصا صريحا لا يحتمل أي تأويل.

قد كان القرءان من قبل ومازال في أُمِّ الْكِتَابِ عَلِيّا حَكِيما: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيم} [الزخرف:4]، وهذا يشير بالبديهة إلى من أَنزَل وما أُنزِل، ولا يستوي بالطبع من أَنزل بما أُنزِل، ولكن ما أُنزِل يشير إلى سمات من أَنزَل، والإنزال يتضمن التفصيل وجعله قرءانا عربيا، قال تعالى:

{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون} [الزخرف:3]، {الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير} [هود:1]، {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}، [يوسف:2] {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْءانًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُون} [فصلت:3]

والاسم "العَلِيّ الحَكِيم" من:

منظومة أسماء الحكمة

منظومة أسماء العلو

ومن أسماء حلقات من النوع الثاني:

العلي الحكيم-الحكيم-الحكيم العليم-العليم-العليم الحليم-الحليم-الحليم الغفور-الغفور-الغفور الحليم-الحليم

العلي الحكيم-الحكيم-الحكيم العليم-العليم-العليم الحليم-الحليم-الحليم الغفور-الغفور-الغفور الشكور-الشكور-الشكور الحليم-الحليم

ومن أسماء حلقات من النوع الثالث:

العلي الحكيم-الحكيم-الحكيم العليم-العليم-العليم الخبير-الخبير-الخبير البصير-البصير

العلي الحكيم-الحكيم-الحكيم العليم-العليم-العليم الحكيم-الحكيم-الحكيم الخبير-الخبير-الخبير البصير-البصير

العلي الحكيم-الحكيم-الحكيم العليم-العليم-العليم القدير-القدير

*******

1

bottom of page