الديوان
الإمام الحسين
من عيوني جرت دموعي بل دمائي
من هول ما قد جرى في كربلاء
أيقتلون من جده كان الرسول؟
ومَن أمُّه الزهراء؛ خيرُ من خلق الإله من النساء
أيقتلون من خرجوا بجهاد جده، من الضلالة العمياء إلى الضياء
قتلوك ظلمًا يا زينة الشهداء
يا من كنت فخر هذي الأرض وضياء السماء
وقد ساروا بأهل البيت وعيون الكون ترنو
إلى الرأس المكفن بالضياء
ها هم أولاء يهتدون بنوره في الليلة الظلماء
وكأنهم قطع من الظلمات ظفرت بخير أقمار السماء
وقد كانوا يأتمون به قبل القتال
فيا لهم من عصابةٍ أنذال
فلتندموا مر الندم، ولترتدوا شر أثواب الشقاء
ولتتلظوا بنيران الألم، ولتبكوا فلن يفيدكم البكاء
ألا لا تذرفوا دموعا بل دماء
أهذا جزاء من أراكم جده الإغضاء؟
لماذا كل هذا الغل والبغضاء؟
هو ذا يدوي في آذانكم بكاء أهل الأرض ونذير السماء
وها هي الأرض قد أظلمت، واكتست السماء بمداد الدماء
أيا أرض كل كرب والبلاء
أما قضيت، بما سُقيت من أزكى الدماء
وهل وفيت حقا لما حواه ثراك من أقدس الأحشاء
ويا نهرها أما رقّ قلبك لصراخ أطفالٍ ظماء
كانوا عبير هذا الكون وصفاء الصفاء
أم إنه قد قسا وتحجر، كقلوب الناس حين يملأها الشقاء
لِمَ يا كون قد أغمضت عينك، ولِمَ يا صخر لم تجدْ بالماء
كيف احتملت أيُّهذا الكون مشاهد اليوم الحزين
أم كيف رأيت مصارع ذرية الهادي الأمين
أم كيف ساقوا بناته إلى حيث يقبع الكلب اللعين
فهل تطمعون أن تعرف الأرضُ من بعدُ السلام
وقد خضع الناس لشقاء أشقى الأشقياء
من لا ترويه إلا بحيرات الدماء
من بدلوا شريعة خير الأنبياء
من هجروا كتاب الله وألَّهوا الأهواء
*******
1