أزهار البستان في عجائب همجستان
حوار مع بخبخ العتيد
حوار مع بخبخ العتيد
بخبخ: وماذا عن صلاة الظهر؟
مسلم: صلِّ صلاة الظهر.
بخبخ: ولكن القرءان لم يذكر شيئا عن صلاة الظهر!
مسلم: وماذا تريد؟
بخبخ: إذًا يجب الأخذ بالسنة لأنها هي التي ذكرت صلاة الظهر، وقس على ذلك أمورًا كثيرة، ولهذا فإن السنة هي مصدر ثلاثة أرباع الدين وحاكمة وقاضية على القرءان.
مسلم: ولماذا لا تقول، مثلًا، إن هذا يعني أنه لا وجود لصلاة الظهر؟ على العموم خذ صلاة الظهر مما تسميه بالسنة، هذا مع التركيز على مقاصد الصلاة وأركانها القرءانية؛ أي المذكورة في نصوص قرءانية محكمة، أليست إقامة الصلاة من ملة إبراهيم المأمور باتباعها في القرءان الكريم؟ ما مشكلتك؟
بخبخ: ولكن هذا يثبت أن السنة هي مصدر الدين وقاضية على القرءان الكريم.
مسلم: اعتبر ما هو منسوب إلى الرسول مصدرا من مصادر الدين إذا كان له أصل في القرءان.
بخبخ: كلا، كلا، الأمر أكبر من ذلك، هي مصدر مستقل استقلالا تامًّا من مصادر الدين، كلا، كلا، هي مصدر أكثر الدين، بل هي الحاكمة على القرءان والقاضية عليه أيضا، كلا، كلا، كلا، بل هي ناسخة له عند التعارض، كلا، كلا، كلا، كلا، بل هي المفصلة لمجمله، المبينة لمبهمة، المقيدة لمطلقه، الموضحة لمشكله!
مسلم: رويدك! كل هذا لأن القرءان لم يذكر صلاة الظهر بالاسم؟
بخبخ: صلاة الظهر فقط؟! الأمر أكبر من ذلك! أين حدّ الرجم للزاني، أين عقوبة المرتدّ؟ أين عقوبة شارب الخمر؟ أين تفاصيل الصلاة؟ أين لعن المرأة إذا فعلت كذا أو لم تفعل كذا ما هو منصوص عليه؟! هل يمكن أن يصح أي دين لا يلعن المرأة؟ أين التفاصيل الدقيقة والمعقدة للوضوء والاستنجاء والاستجمار والتيمم والاغتسال؟ ألا تعلم بأن أمر الاغتسال هو من الخطورة لدرجة أن السيدة عائشة اغتسلت من وراء حجاب، وهم موجودون في غرفتها، لتعلمهم كيفية الاغتسال بصاع واحد من الماء؟
مسلم: يا للهول! من قال ذلك؟
بخبخ: البخاااااري، ألم تقرأ البخاري؟
مسلم: ألا تؤمن بأن القرءان مبين ومبيِّن وتبيان لكل شيء؟
بخبخ: ماذا؟!
مسلم: ألم تقرأ في القرءان: {.... وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين} [النحل:89]
بخبخ: بل أحفظها وأحفظ القرءان كله بالقراءات العشر عن ظهر قلب! في حين أنك أنت لا تحفظه
مسلم: أنت مأمور باتباع القرءان والعمل به، وليس بحفظه عن ظهر قلب!
بخبخ: إنني أعمل به خيرًا منك!
مسلم: لا تتشنج! أقوالك السابقة تبين أنك تؤمن بأن القرءان لم يبين شيئا من أمور بالغة الأهمية بالنسبة لك!
بخبخ: لا تقولني ما لم أقل!
مسلم: إذًا اشرح لنا سبب هذا التناقض!
بخبخ: لا يوجد تناقض إلا في خيالك! أتريد ألا نصلي الظهر؟
مسلم: الله تعالى يقول بأن القرءان تبيان لكل شيء، وأنت تزعم أنك تقرّ بذلك، ولكنك في الوقت ذاته تقول بأن القرءان لم يبين أكثر الأشياء التي تهمك؟ كلامك متناقض، وفقًا للمنطق!
بخبخ: إذًا المنطق خطأ، طزّ في المنطق! ديننا مكتمل دون حاجة إلى أي منطق.
مسلم: من قال إن دينكم الأعرابي الأموي دينٌ مكتمل؟ إنه دين مازال يُصنَع، فأنتم تقولون إن الإجماع أصلٌ من الأصول، وبه تُدخلون إلى الدين ما تشاؤون، أو بالأحرى ما شاء من تسلطوا على الأمة من قديم، أما الإجماع فهو أكبر أُكذوبة، فهو ليس إلا إجماع من هم على شاكلتكم، ومن يوافقونكم من الضالين المشركين وتجار الدين، وهذا خداع وتدليس، هذا فضلًا عن القياس في الدين الذي كان أول من قال به إبليس اللعين.
وعند كل مذهب من مذاهبكم هناك وسائل أخرى لتدخلوا في الدين ما ليس منه!
كما أن دينكم أصلًا رغم نصّ القرءان على اكتمال الدين لا يُستكمل إلا بالمصادر الثانوية والآثار والتي تسمونها على سبيل الخداع والتدليس بالسنة، وتأخذون منها كل بنيان دينكم وأكثر مادته، وتقضون بها على القرءان، وتحكمونها فيه، وتنسخون منه ما تعارض معها.
بُخبخ: أنت كافر وملحد وقرءاني ومعول هدم للدين!
يأتي دُعدش آخر، ويكرر نفس الكلام السابق، ولكن بأسلوب فجّ قميء كفريّ مستفزّ، ويتهم من يقول بخلافه بإنكار السنة ومحاولة سلخ القرءان وإخراجه من حمايتها ليكون في مهب الريح!!!!وذلك ليحرض عدته من الجهلة والدهماء والغوغاء والبهائم والسفهاء على المنادين بالإصلاح!
بُخبخ: نِعْم الرجل، لقد نطق بالحق، وألقم منكري السنة حجرا!!! يعيش دعدش فخر البخابيخ!!! لو استمعت الأمة إلى دعدش لوضعت قدمًا في الأندلس وأخرى في الصين!!
مسلم: إذًا انصح أمتك هذه أن تترك سنة الصحابيات الجليلات اللاتي لم يكن يعرفن السراويل، وأن ترتدي سروالا ضخما حتى لا تنكشف عورتها للصهاينة في فلسطين، لو وضعت قدمًا في الأندلس وأخرى في الصين.
*******
1