نظرات جديدة في المرويات
الصرخة المزلزلة المرعبة
الصرخة المزلزلة المرعبة
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ (ت 110 هـ)، قَالَ: " كَانُوا لا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ، فَنَنْظُرَ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَنَأْخُذَ حَدِيثَهُمْ، وَإِلَى أَهْلِ الْبِدْعَةِ فَلا نَأْخُذَ حَدِيثَهُمْ "
فالمجهولون أصحاب الصرخة المزلزلة المرعبة "سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ" بالإضافة إلى ابن سيرين وصحبه أعطوا لأنفسهم حق تقسيم الناس إلى أهل سنة وأهل بدعة دون أن يوضحوا أي أسس لهذا التقسيم، ودون أن يقولوا من الذين أشعلوا الفتنة، وما الموقف منهم.
وقد اندثر بالطبع ما كان لدى من لا يعجبون ابن سيرين وأصحاب الصرخة المدوية، أما من أعجبوا بهم -وكان بعضهم بـ(الصدفة المحضة) هم رؤوس الفتنة وعملاء أهل البغي وعبيد الدنيا وسفاكي الدماء والمفسدين في الأرض وعملاء المتسلطين المجرمين ومن سار على نهجهم- فقد اعتُبروا عدولا وثقات ورووا عنهم.
ولكن كيف يوجد أهل بدعة في العصر الذهبي للخلافة الذي تسعى دواب همجستان لإحيائه؟ وكيف وقعت فيه هذه الفتن الساحقة الماحقة؟!
إن هذا الكلام لا يثبت إلا الطبيعة المذهبية لعملية جمع المرويات وأن إحداث سلاسل الإسناد لم يحدث إلا في عصر ابن سيرين.
ويقال إن جنود إبليس اللعين عندما سمعوا هذه الصرخة المزلزلة قد انتابتهم حالة من الهلع والرعب والهيستريا الحادة والرهاب المرضي وقرروا البحث عن كوكب آخر ليقيموا فيه، ولكن إبليس جمعهم وألقى عليهم خطبة عصماء جاء فيها: ستكونون أنتم وإخواننا من شياطين الإنس رجالهم!
*******
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: " كَانُوا لا يَسْأَلُونَ عَنِ الإِسْنَادِ، فَلَمَّا وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ، قَالُوا: سَمُّوا لَنَا رِجَالَكُمْ، فَنَنْظُرَ إِلَى أَهْلِ السُّنَّةِ فَنَأْخُذَ حَدِيثَهُمْ، وَإِلَى أَهْلِ الْبِدْعَةِ فَلا نَأْخُذَ حَدِيثَهُمْ "
وهذا يعني باختصار شديد أن الإسناد هو أمرٌ حادث ومفتعل، ولم يكن مخططا له منذ البداية، وأنهم كانوا يستبعدون عترة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ وأنصاره ومن لم يبدلوا تبديلا والمعارضين للسلطتين الأموية والعباسية، ولا يأخذون (الحديث) إلا من أهل البغي والمنافقين والداعين إلى النار وعملاء الأمويين والنواصب.
وفي كل الأحوال لا يمكن أن يكون هذا الأسلوب المذهبي العشوائي الاعتباطي هو الأسلوب الإلهي لحفظ شيء من أمور الدين الملزم للناس أجمعين إلى يوم الدين.
*******
1