top of page

نظرات في المذاهب

بطلان عقيدة البداء الشيعية 5

بطلان عقيدة البداء الشيعية 5


لا مفاجآت!

{.... وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)} النمل.

فالله تعالى لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء، ولكنه يُخرج الخبء، فيظهر للإنسان ما قد يخفى عليه هو نفسه فضلا عن غيره، كما يظهر للناس ما يخفونه عن بعضهم البعض، أما عنده فما هو باطن عن الناس هو ظاهرٌ له.

*******

الذي يبدو له شيءٌ ما هو محل هذا البداء، وسبب البداء هو غيره من الكائنات أو الوقائع، فالمبادرة ليست منه، ولكن ما يبدو له يتأثر بالحالة التي هو عليها، قال تعالى:

{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِين} [يوسف:35]، {وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لاَفْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون} [الزمر:47].

وهو يأتي بمعنى ظهور آثار الأعمال، قال تعالى:

{وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} [الزمر:48]، {وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون} [الجاثية:33]، {بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُون} [الأنعام:28].

فالبداء ليس من طبقة الأفعال الإلهية، فهو مختلف عنها بالأصالة، ولا يمكن أن يُشتق من الفعل "بدا" اسم فاعل -أو صيغة مبالغة منه- يمكن أن يوصف به الله تعالى.

*******

لدى الإنسان مشيئة وإرادة واختيار وقدرة ... الخ، وكلها مقيدة محدودة مهما تفاوت حظ الناس فيها، هذه الأمور من لوازم وتفاصيل الحقيقة الإنسانية، وهذه الحقيقة الإنسانية هي من خلق وتقدير الله تعالى، فهو الذي شاء أن تكون الحقيقة الإنسانية كذلك، فلا يمكن أن يوجد إنسان بدون اختيار مثلا، وإن وُجِد كائن كهذا فهو يكون من أشباه الإنسان، وليس بإنسان.

ولله تعالى الإحاطة المطلقة بهذا الإنسان من كافة الحيثيات والنواحي، وهذا الإنسان لا يمكن أن يخرج من ملك الله، ولا أن يدفع عن نفسه سريان سننه، وهو لا يفعل شيئا إلا بالتوافق مع السنن الإلهية، فلا يمكن أن يحدث لنفسه نظامًا من السنن خاصًّا به.

وهذا الإنسان لا يملك أن يفاجئ ربه بأمر لم يكن قد قدره له، ولا يمكن أن يبدو منه لربه ما لم يكن عليمًا به مقدَّرا.

والله تعالى لا يفرغ لهذا الإنسان ليكتب عليه في مناسبات معينة أو في كل لحظة شيئا ثم يغيره بناءً على فعلٍ إنساني في مناسبة أو لحظة أخرى، ولكنه جعل مصيره نتيجة لمحصلة كل أفعاله الاختيارية التي صدرت عنه كردّ فعل لأوامره الدينية، كما جعل من سننه أن يجيب المضطر إذا دعاه وأن يوسع رزق من استغفره ....

والله تعالى لا يجلس ليحسب احتمالات فعل عبده في ليلة أو لحظة معينة ثم يكتب له أنه سيرزقه بمليون جنيه، ثم يجد أن العبد قد استغفر فيكتب له أنه قرر أن يرزقه بمائة مليون جنيه!

ولكن الحقيقة هي أن الله تعالى جعل الاستغفار سببًا من أسباب سعة الرزق، هذا مع العلم بأن من يستغفر بهدف توسيع رزقه إنما يقدح في إخلاص نفسه!

*******

{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُون} [الأنعام:2]

لاحظ أن "أجل" الثانية غير معطوفة على "أجل" الأولى.

ومن الواضح أن الشيعة بقولهم بالبداء يظنون أنهما أجلان لنفس الشخص!! ولكن طبقا لكلامهم أيضًا المفروض أن يكون للرجل الواحد عشرات الآجال، وليس أجلين فقط!! مثلا يتم كتابة أجل في مناسبة معينة (ليلة القدر مثلا كما يقول أحد أئمتهم)، ثم تغييره وكتابة أجل آخر في مناسبة أخرى، بسبب ما استجد من أعمال معينة للإنسان .... الخ، ثم يتم كتابة أجل آخر في مناسبة أخرى، ليمكن إعادة النظر فيه وكتابة أجل آخر بسبب أعمال معينة، وهكذا.

وقولنا هو أن كل ما ورد من آثار تتحدث عن زيادة العمر بأعمال معينة إنما تبين الأسباب التي تؤدي إلى ذلك، ولا تعني أنه سيتغير بسببها الأجل الذي يكتبه الله تعالى والمعلوم لديه، ولا جبرية في ذلك لمن يفقه كلامنا، فأعمال البرّ تطيل العمر مثلما أن الرعاية الصحية تطيله، ومثلما أن استذكار الطالب لدروسه من أسباب نجاحه وحصوله على درجات عالية، ومثلما أن الاستغفار الصادق يؤدي إلى المغفرة .... الخ

إن الله تعالى لا يقدر أو يكتب أجلاً لإنسان إلا بناءً على علم محيط شامل، فيجب أن يصدق الأجل المتحقق الأجل المكتوب، بدون جبرٍ أو إكراه، بل بمقتضى السنن.

أما تقديرات من هم من دونه فإنما يرجع خطؤها المحتمل إلى نقصان في علم هؤلاء بالكثير مما يتعلق بهذا الجل.

ولكن يجب العلم بأن عملية الكتابة الإلهية هي ذاتها أمرٌ متعالٍ على الزمان، وهذا لا يعني أنها حدثت عند نقطة تمثل بداية محور الزمان، ولكن يمكن أن تتم في أي لحظة من لحظات حياة الكائن الذي كُتِب عليه الأمر.

فمصير الإنسان في الدار الآخرة مثلا يظل عادة أمرًا مفتوحا وقابلا للتغير طوال عمره، ولا يُكتب إلا عند احتضاره، إلا إذا كان قد ران على قلبه من قبل ما كان يكسب أو طُبِع عليه أو خُتِم عليه أو اقترف فعلا بشعا بالغ الخطورة، مثلما حدث من أبي لهب، وعندها يُكتب عليه الشقاء في الدار الآخرة، ولا تنفعه شفاعة الشافعين.

*******

يقول أحد أئمة الشيعة -الذين أحالوا الناس إلى كلامهم- إنه لكل إنسان أجلان، ورزقان، ومصيران، وأن هذه الأمور تُكتب في ليلة القدر، وأن الإنسان يملك أن يبدل ما يُكتَب في ليلة القدر بأعماله! وقدَّم كلامه هذا في سياق تحديده لمعنى البداء! ولكن مشكلته هي أنه توجد ليلة قدر كل سنة، لذلك فلكل إنسان بمقتضى كلامه عشرات الآجال والمصائر والأرزاق، وأن الله تعالى يكتب ثم يغير بناءً على أفعال الإنسان كل فترة معينة!!! وهذا الكلام بالطبع لا علاقة له بمفهوم فعل الكتابة المنسوب إلى رب العالمين.

ولا يوجد بالطبع أي دليل قرءاني على أن أجل الإنسان يتحدد في ليلة القدر أو في أي ليلة أخرى! نعم هناك ليلة مباركة، فيها يُفرق كل أمر حكيم، ولكن هذه من الآيات المتشابهات، والتي لها معانٍ تتكشف عبر الزمان، والمعنى الذي قد يتوصل إليه إنسان ليس له أن يلزم به خيره فضلا عن أن يحتج به عليه إلا إذا صدقته آية محكمة.

والقدْر هو المكانة والشرف والرفعة.

وتحديد الأجل هو شأن إلهي يخضع لسنن إلهية كونية لا تبديل لها ولا تحويل، ولا يعني ذلك أنه مكتوب على الإنسان في الزمن السحيق، أو قبل عدة مليارات من السنين، بل إنه يُكتب وفق السنن الإلهية في زمن يتحدد بمقتضى هذه السنن، وما كُتِب عند الله لا سبيل إلى تغييره أو تبديله.

أما التقدير بالنسبة لإنسانٍ ما، فهناك تقدير من حيث الملائكة الموكلة به، يتحدد بمجرد ظهور نفسه، وهو صادق بالنسبة للأكثرية الساحقة من البشر، وهناك التقدير الإلهي، وهو الذي يأتي كل ما يختص بالإنسان مصدقًا تصديقًا مطلقًا له دون جبر أو إكراه.

*******

يقول الشيعة عن البداء:

(((نحن نعتقد أن الله كمال مطلق، فهو عالم لا جهل في ساحة قدسه.

وعن الإمام على عليه السلام: " لا يعزب عنه عدد قطر الماء، ولا نجوم السماء، ولا سوافي الريح في الهواء، ولا دبيب النمل على الصفا، ولا مقيل الذر في الليلة الظلماء. يعلم مساقط الأوراق، وخفي طرف الأحداق".

وعن الإمام الباقر عليه السلام: "إن الله نور لا ظلمة فيه، وعلم لا جهل فيه، وحياة لا موت فيه".

وعن الإمام الكاظم عليه السلام: "ولم يزل الله عالما بالأشياء قبل أن يخلق الأشياء، كعلمه بالأشياء بعدما خلق الأشياء".

ومع كل الوضوح فيما ورد في القرءان، وعن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل البيت عليه السلام اتُّهم الشيعة باعتقادهم أنَّ الله يغيِّر رأيه، فينتقل من جهل إلى علم.

وسبب هذا الاتهام هو عدم الفهم لروايات عديدة عن أهل البيت عليه السلام تحت عنوان "البداء" مثل:

ما ورد عن الإمام الباقر أو الصادق عليه السلام: " ما عبد الله بمثل البداء".

وما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:"ما عُظِّم الله عزّ وجلّ بمثل البداء".

- "ما تنبأ نبيّ قط حتى يقر لله بخمس: بالبداء والمشيئة...".

- "ما بعث الله نبيّاً قط إلا بتحريم الخمر وأن يقرّ له بالبداء".

- "لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه".

من القطعي المحسوم في مذهب أهل البيت عليه السلام أنّه لا يراد من البداء أنّ الله تعالى يبدو ويظهر له شيء بعد جهل، فعن الإمام الصادق عليه السلام: "من زعم أن الله تعالى بدا له في شيء بداء ندامة، فهو عندنا كافر بالله العظيم".

لكن ماذا يُراد من البداء الذي له هذه المنزلة العظيمة؟

إنَّ الجواب مرتبط بعقيدتنا بالقضاء والقدر، فنحن نؤمن أن الله تعالى قدَّر الأمور وهندسها من بدايتها إلى نهايتها، وتشمل هذه الأمور كلّ الخلق حتى أعمال الناس، فالله قدَّر كل شيء، فقد قدَّر الله عزَّ وجل أن تسير الأرض حول الشمس، والقمر حول الأرض، وأن يتعاقب الليل والنهار، كما قدّر تعالى أن يعيش آدم عليه السلام ما عاش، وأن أعيش أنا، وأن تعيش أنت من سنة كذا، من شهر كذا، من يوم كذا، في الساعة كذا، إلى سنة، وشهر، ويوم، وساعة، وثانية كذا.

لكن مع هذا الإيمان يأتي سؤال مهم هو:

هل هذا القدر حاكم على إرادة الله تعالى؟

1- جواب المجبِّرة:

نعم، استنادًا إلى بعض الروايات، منها ما رواه البخاري عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "جفّ القلم بما أنت لاق".

ويشرح النووي هذا الحديث: "ويقول الملك الموكّل بالنطفة: "يا ربّ أشقيٌّ أو سعيد، فيكتبان... ويكتب عمله وأثره، وأجله ورزقه، ثم تطوى الصحف، فلا يزاد فيها ولا ينقص".

وفي صحيح البخاري: "احتج آدم عليه السلام وموسى عليه السلام فقال له موسى عليه السلام: يا آدم، أنت أبونا خيبتنا، وأخرجتنا من الجنة، قال له آدم عليه السلام: يا موسى، اصطفاك الله بكلامه، وخطَّ لك بيده أتلومني على أمرٍ قدّره الله على قبل أن يخلقني بأربعين سنة".

- وعن عمران بن حصين: قال رجل: "يا رسول الله أيعرف أهل الجنّة من أهل النار؟ قال: "نعم. قال: فلم يعمل العاملون؟"16 قال صلى الله عليه وآله وسلم: "كلٌّ يعمل لما خُلق له أو لما تيسّر له".

هذا السؤال الجريء من هذا الرجل هو إشكال أساسيّ في هذه القضية، لأن الإيمان بالجبر يوجب اليأس من تغيير الفرد والمجتمع.

من هنا كان الأمويون ينشرون هذه العقيدة، ليبرّروا حكمهم وظلمهم، وحينما كان الناس يرجعون إلى معاوية أو أعوانه في الضيق الاقتصادي كانوا يتلون قوله تعالى: ﴿ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ ﴾.

ومن لطيف ما ورد في الردّ على هذا المنطق هو ما قام به أحنف ابن قيس حينما أجاب هؤلاء بقوله: "إنّ الله قسّم رزقه بين عباده بالعدل، ولكن حُلتم بينهم وبين أرزاقهم".

نرجع إلى السؤال: هل القدر حاكم على إرادة الله تعالى؟

2- جواب الشيعة:

لا، استنادًا إلى العديد من الآيات القرءانية والروايات الشريفة، فمن الآيات قوله تعالى:

أ- ﴿ يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾.

ب- ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾.

ج- ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا﴾

د-﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾.

هـ-﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾.

و- ﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾.

ومن الروايات الدالة على ذلك والواردة من طرق الشيعة:

أ- عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "الصدقة باليد تدفع ميتة السوء، وتدفع سبعين نوعًا من أنواع البلاء".

ب- عن أمير المؤمنين عليه السلام:" أكثروا الاستغفار، تجلبوا الرزق".

ج- عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن الدعاء يردّ القضاء، وإن المؤمن ليذنب فيحرم بذنبه الرزق".

د- عن الإمام الباقر عليه السلام:" صلة الأرحام تزكّي الأعمال، وتنمي الأموال، وتدفع البلوى وتيسِّر الحساب، وتنسئ في الأجل"27.

ومن الروايات الدالّة على ذلك والواردة من طرق أهل السُنَّة:

1- أخرح الحاكم عن ابن عباس: "لا ينفع الحذر من القدر، ولكن الله يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر".

2- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يردّ القضاء إلاّ الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البرّ".

الخلاصة

خلاصة ما يُفهم من الآيات والنصوص الشريفة أنَّ الله تعالى هندس مصير الإنسان بهندسة لم يغلق باب التغيير بها، بل أبقى للإنسان هامشًا أن يفعل ما يستنزل من خلاله تبديلاً في المصير، ففي الهندسة المبدئية قد يكون عمره 40 سنة، ولكنّه إن تصدَّق قد يطيل الله تعالى في عمره 10 سنين إضافية، وهكذا يبقى عند الإنسان أملاً بتغيير مستقبله ومصيره بقدرة الله تعالى وإرادته. وهذا ما عبَّر عنه أمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام حينما قام من جانب حائط يكاد أن يسقط، فسأله البعض: أتفرَّ من قضاء الله؟ فأجاب عليه السلام: "أفر من قضاء الله إلى قدره".

وهذا ما يعبّر عنه بالاصطلاح العقائدي بالقضاء المخروم، مقابل القضاء المحتوم الذي لا يُمكن للإنسان أن يفعل ما يستوجب تغييره.

إنَّ الإيمان بهذا الهامش التغييري من قِبَل الإنسان بإرادته تعالى هو الذي يُسمّى بعقيدة البداء.

ومن الواضح أنَّ من لا يؤمن بهذا الهامش، من إمكانية تغيير الإنسان نفسه، والمجتمع يعيش حالة يأس من تبديل حاله، وتطوير نفسه، وترقيّة المجتمع، قد تدفعه إلى الخمول، بل إلى المسير في سبيل الشر طالما أن كل ذلك مقدَّر من الله تعالى تقديراً قد جفَّ القلم عنه. من هنا ورد " ما عظم الله عزَّ وجل بمثل البداء".

قصّة لطيفة في البداء

عن أبي جعفر عليه السلام قال: بينا داود على نبينا وآله وعليه السلام جالس، وعنده شاب رثّ الهيئة يكثر الجلوس عنده، ويطيل الصمت، إذ أتاه ملك الموت، فسلم عليه وأَحَدّ ملك الموت النظر إلى الشاب، فقال داود عليه السلام: نظرتَ إلى هذا؟ فقال:

عم، إني أُمرت بقبض روحه إلى سبعة أيام في هذا الموضع، فرحمه داود عليه السلام، فقال: يا شاب هل لك امرأة؟ قال: لا، وما تزوجت قط. قال داود عليه السلام: فأتِ فلانًا (رجلاً كان عظيم القدر في بني إسرائيل)، فقل له: إن داود عليه السلام يأمرك أن تزوجني ابنتك، وتدخلها الليلة، وخذ من النفقة ما تحتاج إليه، وكن عندها، فإذا مضت سبعة أيام، فوافني في هذا الموضع، فمضي الشاب برسالة داود عليه السلام، فزوّجه الرجل ابنته، وأدخلوها عليه، وأقام عندها سبعة أيام، ثمّ وافى داود عليه السلام يوم الثامن، فقال له داود عليه السلام: يا شاب، كيف رأيت ما كنت فيه؟ قال: ما كنت في نعمة ولا سرور قط أعظم مما كنت فيه، قال داود عليه السلام: اجلس، فجلس وداود ينتظر أن يقبض روحه، فلما طال قال: انصرف إلى منزلك، فكن مع أهلك، فإذا كان يوم الثامن فوافني ههنا، فمضى الشاب، ثمّ وافاه يوم الثامن، وجلس عنده، ثمّ انصرف أسبوعًا آخر، ثمّ أتاه وجلس، فجاء ملك الموت داود عليه السلام، فقال داود عليه السلام: ألستَ حدثتني بأنك أمرت بقبض روح هذا الشاب إلى سبعة أيام؟ قال:

بلى، فقال عليه السلام: قد مضت ثمانية وثمانية وثمانية! قال: يا داود، إن الله تعالى رحمه برحمتك له فأخَّر في أجله ثلاثين سنة".

استفادات ممّا سبق

1- إنَّ عقيدة البداء بالمعنى المتقدِّم صرَّحت بها روايات أهل السُّنَّة كما روايات الشيعة، إلا أنّ الاعتراض الوارد من بعض أهل السُّنَّة عن الشيعة هو على ما فهموه من معنى البداء، وليس على ما يعتقده الشيعة.

2- إنَّ مصطلح البداء عند الشيعة لا يُراد منه أنَّ الله تعالى يبدو له شيء كان خافيًا عنه، فإنَّ هذا مخالف لعقيدتهم في علم الله تعالى المطلق، بل المُراد منه المعنى المتقدِّم.

3- أمَّا لماذا اختير هذا المصطلح دون غيره فهو نظير اختيار القرءان الكريم لمصطلح المكر والكيد وإطلاقهما على الله تعالى في قوله عزَّ وجل: ﴿وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾.

وقوله عزَّ وجل: ﴿ إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدً﴾.

ومن الواضح أنه ليس المُراد من المكر والكيد المعنيين السلبيين المنسبقين إلى أذهان الناس، لأن أمثال هذه صفات حينما تُطلق على الله تعالى لا بُدَّ من تعشيبها من الجوانب السلبية، وإطلاقها بالمضمون الكمالي الذي تحمله، وهكذا هو حال مصطلح البداء))).

الردّ

قولهم أو سؤالهم "هل القدر حاكم على إرادة الله تعالى؟" يتضمن ظنهم بأنه يوجد تعارض بين قدر الله تعالى وبين إرادته واعتبارهما أمرين متقابلين متضادين، وهذا غير صحيح، السمات والأفعال الإلهية متسقة تمام الاتساق لانتسابها إلى الذات الأحدية الصمدية الكاملة كمالا مطلقا.

وبذلك فكل ما رتبوه على هذا التساؤل وما يريدون إثباته به غير صحيح.

ومحاولتهم محاصرة الناس بين هذين الأمرين لا جدوى منها.

وعندما يقول المعلم لتلاميذه: لو ذاكرتم لنجحتم فإنه لا يوصف بالبداء.

وعندما يقول لهم: من أراد معرفة أي شيء في مادة كذا فليدعني، فإنه لا يوصف بالبداء.

فتحديد منهج العمل للناس لا علاقة له بمعنى كلمة بداء، ولا جدوى من محاولة إقحامها لوصف هذه الأمور.

والمعلم من البشر قد يقدِّر لتلميذه مثلا تقديرا بناءً على علمه وخبرته بأحواله، وقد يصدق تقديره، وقد يُفاجأ بنتيجة لم تخطر بباله، وذلك لمحدودية علمه، والله تعالى ينزه عن ذلك لكماله المطلق، وكما علمه المطلق، فلا يوصف بالبداء.

وقد يرتب المعلم على نتيجة تلميذه أمرًا ما، فهو بذلك جعل نتيجة التلميذ سببًا لتحقق هذا الأمر، أي علَّق أمرًا بأمر، وهذا الفعل منه لا يوصف بالبداء.

أما تعليلهم لاختيار كلمة "بداء" بأن اختيارها كاختيار التعبير عن أفعالٍ إلهية بالمكر والكيد، فغير مقبول، فليس لأحد أن ينسب إلى الله تعالى ما لم ينسبه إلى نفسه، ونسبة المكر والكيد إلى الله تعالى هي من باب مجاز المشاكلة، ولا علاقة لذلك بموضوع البداء.

ومع ذلك فلا يمكن أن يستوي القولان {وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُون} و{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين}، والفرق اللغوي واضح تماما.

*****

الأجل هو الوقت المضروب لانقضاء الأمد، وأجل الإِنسان هو الوقت المضروب لانتهاء عمره، والأجل المسمى عند الله لأي أمر هو الأجل الذي لا يتبدل ولا يتغير.

فهناك أجل مقدر للإنسان، تقدره الملائكة، بالنظر إلى طبيعة بنية الإنسان، وبكل ما يحيطون به من بيئته وأحواله وما هو متوقع في مستقبل أيامه.

وهناك أجلٌ مُسمَّى عند الله تعالى، قضى الله به، ولا تبديل ولا تحويل له.

هذا الأجل يكتبه الله تعالى في وقت معين، وهو غير مكتوب بالضرورة في الزمن السحيق، أو منذ بضعة مليارات من السنين، فكتابته هي أمرٌ مترتب على سريان نسق خاصّ من السنن، ولكون كتابته على الناس أمرٌ لا يتقيد بالزمان، فهو يُكتب على كل إنسان في زمنٍ خاصٍّ به، فكتابته لكل الناس في زمن محدد هو تقييد لفعلٍ إلهي، وليس إطلاقًا له، هذا فضلا عن أنه لا وجود للزمان قبل الزمان، فالزمان نفسه أمرٌ مقدر.

فأجل الإنسان مثل مصيره يظل أمرًا مفتوحا إلى أن يُكتب، وتحديده محكوم بسنن إلهية، وكل ما ورد أنه يطيل العمر هي أسباب مقررة طبقًا للسنن الإلهية، وهناك أسباب أخرى عديدة، منها طبيعة الحقيقة الإنسانية العامة، حقيقة الإنسان الخاصة، حالة بنيان الإنسان، حالة الإنسان الصحية، وطعامه وشرابه، والرعاية الصحية، والحالة النفسية، وأحوال قومه، ... الخ.

أما مقتضى كلام الآخرين فهو أنه ثمة أجل مكتوب ومحدد بطريقة عشوائية أو تعسفية، وأنه قابل للتغير بسبب البداء.

*******

يظن بعض الشيعة أن انتقادنا لما يسمونه بعقيدة البداء هو في سياق خطة محكمة للهجوم على الشيعة!! تحقيقًا لمآرب خاصة!

ألا يتقي هؤلاء ربهم؟! ألا يعلمون أن افتراء الكذب على الناس من كبائر الإثم؟ هل يظنون أن ربهم قد أعطاهم صك غفران وحق التطاول على الناس؟ ما جدوى (التدين) إذا لم تكتسب منه مكارم الأخلاق؟

أقوالنا في المذهب الشيعي ثابتة وموثقة وجزء منها منشور على المدونة لمن أراد أن يطلع عليها.

ويمكننا بالطبع البدء في نشر أخطائهم واحدًا تلو الآخر وتفنيدها.

ولكن لم يكن هذا هو المقصد، ولا جدوى منه.

وقد قلنا كثيرا إننا نعلم أنه لا جدوى من الحديث مع متمذهب، وأن كل الديار الهمجستانية في ضلال مبين إلا من رحم الله، وأن كلامنا ليس موجهًا إلى المتمذهبين! الباحثين عما يطمئنهم إلى صحة ما ألفوا عليه آباءهم، بل إلى الباحثين عن الحقيقة، ولو كانوا عدة أفراد.

ومن جديد: صفحاتنا كلها وكتبنا مكرسة لتقديم وشرح وبيان وتفصيل دين الحق الذي نحن بفضل الله تعالى على بصيرة منه، ولن يحمل هذا العلم إلا عدوله، وهم لن يكونوا من همجستان!

*******

يقول أحد مشايخ الشيعة (لا نذكر الأسماء عمدا، المهم هو عرض الفكرة) إن البداء هو قضاء معلق بشروطه! ويقول آخر إنه أن يبدي لهم الله أمرًا ثم يبدي لهم ما يخالف الأمر الأول مع علمه بالأمرين!

وكل هذه محاولات غير مجدية لوضع أي شيء تحت مسمى "البداء" ثم الدخول في جدل عقيم حول كل ذلك! والهدف هو الدفاع عن شيء محدث في الدين زعموا لهم أنه أهم ما بُعِث الأنبياء للدعوة إليه هو وتحريم الخمر! وأنه ما عُظِّم الله بشيءٍ مثله!!!!!!!!!! (بعضهم سينكر ذلك، مع أنه كلام أئمتهم!!!!)

وبالطبع لا جدوى من الخوض في جدل حول أمور كهذه، فسيتبين لدى كل خطوة اختلال المفاهيم عندهم مثلما هي مختلة عند غيرهم، فكل الطوائف لا تفرق بين الأفعال عندما تُنسب إلى الله وبين نفس الأفعال عندما تُنسب إلى مخلوقاته، ولذلك ليس لدى أي طائفة المفاهيم القرءانية الصحيحة المتعلقة بالقضايا الإنسانية الكبرى، وسيظلون جميعًا أسرى مصطلحات أسلافهم المحدثة، لن يحيدوا عنها قيد أنملة، وستظل عندهم حاكمة على كتاب الله وقاضية عليه، ولن ينظروا فيه إلا من خلالها، وبالتالي سيظلون كما كانوا مهما تطاول الزمن!!!

أما المناظرات فهي مجرد سبل شيطانية متخلفة لتكريس العداوة والبغضاء، وقد انتهى أجلها مع انقضاء عصور العباسيين وغيرهم من أكابر الطغاة والمجرمين، الذين كانوا يستمتعون بمشاهدة صراع الديكة، وكان ذلك يحقق لهم أغراضهم.

*******

هل البداء لغز بحيث لا يرقى العامة إلى فقه معناه؟ كلا بالطبع!

البداء كما شرحه أحد مشايخهم بمثال أن يكون الله سبحانه قد قدَّر عمرين لأحد الناس أحدهما، وهو الأطول طبعًا، مشروط بصلة الرحم مثلا، هل في ذلك أي لغز؟!! هل هذه معضلة يقذفون الناس بالعجز عن فقهها؟

ما هو مصدر العقيدة عندنا؟ مصدر العقيدة الأوحد، بل مصدر كل أمور الدين الكبرى، هو القرءان الكريم.

والآن: هل يوجد أي نصّ قرءاني يقول بهذه العقيدة؟ كلا بالطبع، هي عقيدة قررها بعضهم، ثم حاولوا استنطاق القرءان بها.

هل هذه العقيدة متسقة مع القرءان؟

كلا بالطبع، ذلك لأن الله تعالى له العلم المطلق المحيط الشامل والإحاطة الكلية المطلقة، وقولهم مهما جادلوا يتضمن وصفه بالجهل بما سيفعله الإنسان، ولذلك اضطر لأن يقدر له عمرين! سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

المعلم الحاذق المحيط بقدرات أحد تلاميذه إحاطة حقيقية دقيقة يستطيع أن يقدر بدقة تامة الدرجة التي سيحصل عليها في الاختبار.

من هو أقلّ منه سيضطر لوضع احتمالين أو أكثر!!

بعد أن يخوض التلميذ الاختبار ستأتي الدرجة مصدقة لكلام المعلم الحاذق دون جبرٍ أو إكراه، فلا جبرية هنا.

هل لا توجد وسائل للحصول على هذه الدرجة، نعم توجد وسائل لابد أن المعلم الحاذق قد بينها لتلاميذه.

وكذلك بيَّن الله تعالى في كتابه للناس كل الوسائل للحصول على أعلى الدرجات، ومنها الدعاء وكل الأعمال الصالحات.

*******

أبو جهل -الذي اضطررنا إلى حظره لسوء أدبه- يقول بعد أن هاج وماج وشتم وتطاول:

"البداء هو انه سبحانه يقدّر لعبده تقديرا طبقا لمقتضى معين، ثم يبدل اللّه‏ تقديره طبقا لمقتضٍى جديد يظهر في العبد نتيجة عمل معين يقوم به، مع علمه السابق في كلا الأمرين والحالين".

هل في هذا التعريف أي غموض؟ هل لم نكن نحن نعلم هذا التعريف؟ ألم نرد عليه ردودًا مفحمة؟

السؤال من جديد: هل الذي ظهر من العبد لم يكن مقدرا ومعلومًا من الله لكي يبدل تقديره؟

هذا التعريف يتضمن لا محالة طعنا في طلاقة وإحاطة العلم الإلهي!

هذا التعريف يتعارض مع منظومة الأسماء الحسنى الإلهية.

هذا التعريف يتضمن أن يظل الله تعالى يقدر للعبد للناس آجالا وأرزاقا ثم يظهر له من أعمالهم ما يوجب عليه عمل تقديرات أخرى ..... الخ.

وهذا المثال نعيد نشره ليتضح مدى ضلال أبي جهل:

هل البداء لغز بحيث لا يرقى العامة إلى فقه معناه؟ كلا بالطبع!

البداء كما شرحه أحد مشايخهم بمثال أن يكون الله سبحانه قد قدَّر عمرين لأحد الناس أحدهما، وهو الأطول طبعًا مشروط بصلة الرحم مثلا، هل في ذلك أي لغز؟!! هل هذه معضلة يقذفون الناس بالعجز عن فقهها؟

ما هو مصدر العقيدة المجمع عليه عند كل المسلمين؟ مصدر العقيدة الأعلى (هو عندنا الأعلى والأوحد)، بل مصدر كل أمور الدين الكبرى، هو القرءان الكريم.

والآن: هل يوجد أي نصّ قرءاني يقول بهذه العقيدة؟ كلا بالطبع، هي عقيدة قررها بعضهم، ثم حاولوا استنطاق القرءان بها.

هل هذه العقيدة متسقة مع القرءان؟

كلا بالطبع، ذلك لأن الله تعالى له العلم المطلق المحيط الشامل والإحاطة الكلية المطلقة، وقولهم مهما جادلوا يتضمن وصفه بالجهل بما سيفعله الإنسان، ولذلك اضطر لأن يقدر له عمرين! سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.

المعلم الحاذق المحيط بقدرات أحد تلاميذه إحاطة حقيقية دقيقة يستطيع أن يقدر بدقة تامة الدرجة التي سيحصل عليها في الاختبار.

من هو أقلّ منه سيضطر لوضع احتمالين أو أكثر!!

بعد أن يخوض التلميذ الاختبار ستأتي الدرجة مصدقة لكلام المعلم الحاذق دون جبرٍ أو إكراه، فلا جبرية هنا.

هل لا توجد وسائل للحصول على هذه الدرجة، نعم توجد وسائل لابد أن المعلم الحاذق قد بينها لتلاميذه.

وكذلك بيَّن الله تعالى في كتابه للناس كل الوسائل للحصول على أعلى الدرجات، ومنها الدعاء وكل الأعمال الصالحات.

أرجو أن يكون الكلام مفهومًا.

هل طرق آذانكم من قبل مثل هذا البيان؟!

*******

أتصف أمثلة علمائكم لتوضيح معنى البداء والتي أرسلها المتابعون منكم بالخسة؟ اذكر أنت تعريفك الحدي أو الرسمي!

*******

دين الحقّ يخاطب كافة المستويات، وممن يخاطبهم ويعظِّم قدرهم أولو الألباب

*******

المشكلة أن بعض الناس يتصورون أنه يمكنهم أن يفاجئوا ربهم بفعل لم يقدّره فيضطر إلى تعديل تقديره بسبب ذلك.

والمشكلة الأكبر أنهم لا يفقهون أن ذلك يتضمن طعنًا في كمال وطلاقة العلم الإلهي والإحاطة الإلهية والأقربية الإلهية والمعية الإلهية!! ألا تعلمون أن الله هو الذي خلق الإنسان، ويعلم عنه ما لا يعلمه الإنسان عن نفسه؟!

هل يمكن أن تفاجئك أنت آلة صنعتها بما لم يخطر ببالك إلا إذا كنت جاهلا لم تحط بكل ما يتعلق بها علما؟!

*******

1

bottom of page