نظرات في تاريخ مصر
الملك المصري نخو الثاني ويوشيا ملك يهوذا
الملك المصري نخو الثاني ويوشيا ملك يهوذا
الملك المصري نخو الثاني 610-595 ق.م. هو أحد ملوك الأسرة المصرية السادسة والعشرين المعروفة بالأسرة الصاوية، كان ملكا مجيدا ذا أفكار تقدمية، قرر أن يقوم بدور فعال في العالم الخارجي، درس الموقف ورأى أن آشور عدوة مصر القديمة على وشك السقوط تحت أقدام من هم أكثر شراسة، قرر أن يتدخل لصالح آشور!! بمجرد أن تبوأ العرش، قاد جيشا هائلا لنجدة آشور، تصدَّى له يوشيا ملك يهوذا!!! حاول إقفال الطريق أمامه بعد أسوار مجدو، قتله رماة الجيش المصري، وتبدد جيشه، ولكن كان قد ضاع وقت ثمين، ولم تفلح جهود نخو في إنقاذ آشور.
في عام 608 ق.م. وصلت القوات المصرية إلى الفرات في شمال العراق، وحاربت البابليين ثلاث سنوات متواصلة، وفي عام 605 ق.م. ألحق البابليون بقيادة نبوختنصر ابن نبوبولصر، الهزيمة بالقوات المصرية عند مدينة كركميش، لم يستطع نخاو نجدة آشور التي سقطت بسهولة عجيبة وأُبيد أهلها في عام 604 ق.م، ودمر البابليون نينوى تدميرا تاما، وبذلك انتهى هذا الكيان الدموي من التاريخ!
أما يوشيا الذي كان ملكا صالحا فقد بكته ورثته كل يهودا وأورشليم ومازال المنشدون اليهود ومعهم المسيحيون أيضا يرثونه إلى الآن، وكانت هناك مراثي يرتلها المغنيون والمغنيات لمدة طويلة عندهم.
بسط البابليون سيطرتهم على الجزء الأكبر من الشام بعد انسحاب نخو بجيشه، وظلت آرام والإسرائيليون يثورونبدعم من مصر فقرر الملك نبوختنصر أن يشن حربا عليها، وبالفعل جهز جيشا كبيرا للهجوم على مصر فخرج نخو الثاني (أو إبريس، واح-إيب راع، حفرع!) على رأس الجيش المصري لمقابلة البابليين سنة 601 ق.م (ربما بعد ذلك) في المكان المعروف حاليا بقطاع غزة وقامت حرب ضروس ومميتة كبدت الطرفين خسائر فادحة وانتهت المعركة بانسحاب البابليين من أرض المعركة والعودة إلى بابل. (ربما تكون المعركة قد حدثت بعد سقوط أورشليم).
وقد أعاد نخو2 حفر القناة التي سبق أن حفرها سيتي الأول، من النيل إلى البحر الأحمر، كما أرسل أسطولا ببحارة من الفينيقيين للدوران حول أفريقية من الشرق إلى الغرب، قبل قيام "فاسكودي جاما" البرتغالي برحلته من الغرب إلى الشرق، بنحو ألفي عام، وقد استغرقت الرحلة أكثر من سنتين، وعندما زار "هيرودوت" مصر، رأي حطام الأرصفة التي كان "نخو" قد بناها لأسطوله.
*****
الملك يوشــيا Josiah (639-609 ق.م) هو يوشيا بن آمون، وهو آخر ملوك يهوذا الصالحين، و"يوشيا" اسم عبري معناه "يهوه يواسي"، وقد اعتلى يوشيا عرش المملكة الجنوبية وهو بعد في الثامنة، وكان يرشده في حداثته حلقيا (الكاهن الأعظم) الذي أدار شئون المملكة باسمه.
وعندما تولى يوشيا حكم يهودا سنة 641/640 ق.م. كانت الظروف مواتية له تماما، فالإمبراطورية الأشورية قد دخلت في طور التحلل والاحتضار ولم تكن مصر قد استعادت بعد عافيتها، وكانت تعيد ترتيب أوراقها وإصلاح بيتها، ولم يكن البابليون قد أصبحوا قوة عظمى، في فراغ القوى هذا وجد يوشيا المجال متاحا للإصلاح الديني، قام بخطوات كبرى في هذا المجال.
ساعد أحوال المنطقة يوشيا على توسيع رقعة استقلال المملكة الجنوبية، الأمر الذي انعكس على الدين والمؤسسة الدينية، وعندما بلغ يوشيا الثامنة عشرة من عمره، عثر شافان (الكاتب) على كتاب سفر الشريعة (نواة السفر المعروف بسفر التثنية) وعلى مجموعة من المواد التشريعية أثناء دفعه أجور العمال الذين كانوا يقومون بأعمال الترميم في الهيكل، وأَخبَر شافان بذلك الكاهن الأعظم حلقيا الذي قرأ السفر على يوشيا، ومن هنا بدأت حركة إصلاح ديني جذري، قُرئ السفر على أفراد الشعب، انتابتهم صحوة دينية، فعاهدوا أنفسهم على عبادة يهـوه دون سـواه، وهـدموا مذابح البعل وأزالوا المرتفعات وحطموا التماثيل، ولذلك يعتبره اليهود والمسيحيون آخر الملوك الصالحين!
ومما لا شك فيه أن أكثر الأسفار المقدسة قد أُتلف أو فقدت في عصر الارتداد عن الله والاضطهاد في مدة حكم منسى الطويل، كان منسى (الملك الشرير) قد تولى الملك وعمره 12 سنة، وهلك عن 55 سنة، وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ حَسَبَ رَجَاسَاتِ الأُمَمِ الَّذِينَ طَرَدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَأَكْثَرَ عَمَلَ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ، وَسَفَكَ أَيْضًا مَنَسَّى دَمًا بَرِيئًا كَثِيرًا جِدًّا حَتَّى مَلأَ أُورُشَلِيمَ مِنَ الْجَانِبِ إِلَى الْجَانِبِ، فَضْلاً عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي بِهَا جَعَلَ يَهُوذَا يُخْطِئُ بِعَمَلِ الشَّرِّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.
من البديهي أن يلقى مثل هذا الملك مقاومة من الصالحين وأن تتبدد في عهده الكثير من أسفار الأنبياء ووثائقهم.
ويرجَّح أن المخطوطة التي عثر عليها وسلمت إلى حلقيا كانت نسخة الشريعة المحفوظة في الهيكل، وقد أخفيت أو عبث بها عند تدنيس الهيكل أو إنها وضعت في السور وفقًا للعادة التي كانت متبعة قديمًا عندما بُني الهيكل للمرة الأولى، ويرجع تاريخ السفر الذي عثر عليه إلى ما قبل عصر يوشيا بزمن طويل، ذلك لأنه يوصي باستئصال شأفة الكنعانيين والعمالقة، ولم يكن لذلك من داع في أيام يوشيا، فلم تكن المسألة يومئذ مسألة انتصارات وتوسع، بل مجرد الصراع من أجل البقاء.
جاء في سفر الأخبار2 ( Chronicles2) الإصحاح 34:
14وَعِنْدَ إِخْرَاجِهِمِ الْفِضَّةَ الْمُدْخَلَةَ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ، وَجَدَ حِلْقِيَا الْكَاهِنُ سِفْرَ شَرِيعَةِ الرَّبِّ بِيَدِ مُوسَى. 15فَأَجَابَ حِلْقِيَا وَقَالَ لِشَافَانَ الْكَاتِبِ: «قَدْ وَجَدْتُ سِفْرَ الشَّرِيعَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ». وَسَلَّمَ حِلْقِيَا السِّفْرَ إِلَى شَافَانَ، 16فَجَاءَ شَافَانُ بِالسِّفْرِ إِلَى الْمَلِكِ وَرَدَّ إِلَى الْمَلِكِ جَوَابًا قَائِلاً: «كُلُّ مَا أُسْلِمَ لِيَدِ عَبِيدِكَ هُمْ يَفْعَلُونَهُ، 17وَقَدْ أَفْرَغُوا الْفِضَّةَ الْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَدَفَعُوهَا لِيَدِ الْوُكَلاَءِ وَيَدِ عَامِلِي الشُّغْلِ». 18وَأَخْبَرَ شَافَانُ الْكَاتِبُ الْمَلِكَ قَائِلاً: «قَدْ أَعْطَانِي حِلْقِيَا الْكَاهِنُ سِفْرًا». وَقَرَأَ فِيهِ شَافَانُ أَمَامَ الْمَلِكِ. 19فَلَمَّا سَمِعَ الْمَلِكُ كَلاَمَ الشَّرِيعَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، 20وَأَمَرَ الْمَلِكُ حِلْقِيَا وَأَخِيقَامَ بْنَ شَافَانَ وَعَبْدُونَ بْنَ مِيخَا وَشَافَانَ الْكَاتِبَ وَعَسَايَا عَبْدَ الْمَلِكِ قَائِلاً: 21«اذْهَبُوا اسْأَلُوا الرَّبَّ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ مَنْ بَقِيَ مِنْ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا عَنْ كَلاَمِ السِّفْرِ الَّذِي وُجِدَ، لأَنَّهُ عَظِيمٌ غَضَبُ الرَّبِّ الَّذِي انْسَكَبَ عَلَيْنَا مِنْ أَجْلِ أَنَّ آبَاءَنَا لَمْ يَحْفَظُوا كَلاَمَ الرَّبِّ لِيَعْمَلُوا حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي هذَا السِّفْرِ». 22فَذَهَبَ حِلْقِيَا وَالَّذِينَ أَمَرَهُمُ الْمَلِكُ إِلَى خَلْدَةَ النَّبِيَّةِ امْرَأَةِ شَلُّومَ بْنِ تُوقَهَةَ بْنِ حَسْرَةَ حَارِسِ الثِّيَابِ، وَهِيَ سَاكِنَةٌ فِي أُورُشَلِيمَ فِي الْقِسْمِ الثَّانِي، وَكَلَّمُوهَا هكَذَا. 23فَقَالَتْ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: قُولُوا لِلرَّجُلِ الَّذِي أَرْسَلَكُمْ إِلَيَّ: 24هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا جَالِبٌ شَرًّا عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ، جَمِيعَ اللَّعَنَاتِ الْمَكْتُوبَةِ فِي السِّفْرِ الَّذِي قَرَأُوهُ أَمَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 25مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَوْقَدُوا لآلِهَةٍ أُخْرَى لِكَيْ يَغِيظُونِي بِكُلِّ أَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ، وَيَنْسَكِبُ غَضَبِي عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَلاَ يَنْطَفِئُ. 26وَأَمَّا مَلِكُ يَهُوذَا الَّذِي أَرْسَلَكُمْ لِتَسْأَلُوا مِنَ الرَّبِّ، فَهكَذَا تَقُولُونَ لَهُ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ مِنْ جِهَةِ الْكَلاَمِ الَّذِي سَمِعْتَ: 27مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ رَقَّ قَلْبُكَ، وَتَوَاضَعْتَ أَمَامَ اللهِ حِينَ سَمِعْتَ كَلاَمَهُ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ، وَتَوَاضَعْتَ أَمَامِي وَمَزَّقْتَ ثِيَابَكَ وَبَكَيْتَ أَمَامِي يَقُولُ الرَّبُّ، قَدْ سَمِعْتُ أَنَا أَيْضًا. 28هأَنَذَا أَضُمُّكَ إِلَى آبَائِكَ فَتُضَمُّ إِلَى قَبْرِكَ بِسَلاَمٍ، وَكُلَّ الشَّرِّ الَّذِي أَجْلِبُهُ عَلَى هذَا الْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ لاَ تَرَى عَيْنَاكَ». فَرَدُّوا عَلَى الْمَلِكِ الْجَوَابَ.
29وَأَرْسَلَ الْمَلِكُ وَجَمَعَ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، 30وَصَعِدَ الْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ الرَّبِّ مَعَ كُلِّ رِجَالِ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَالْكَهَنَةِ وَاللاَّوِيِّينَ وَكُلِّ الشَّعْبِ مِنَ الْكَبِيرِ إِلَى الصَّغِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ الْعَهْدِ الَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. 31وَوَقَفَ الْمَلِكُ عَلَى مِنْبَرِهِ وَقَطَعَ عَهْدًا أَمَامَ الرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ الرَّبِّ وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ، لِيَعْمَلَ كَلاَمَ الْعَهْدِ الْمَكْتُوبِ فِي هذَا السِّفْرِ. 32وَأَوْقَفَ كُلَّ الْمَوْجُودِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَنْيَامِينَ، فَعَمِلَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ حَسَبَ عَهْدِ اللهِ إِلهِ آبَائِهِمْ. 33وَأَزَالَ يُوشِيَّا جَمِيعَ الرَّجَاسَاتِ مِنْ كُلِّ الأَرَاضِي الَّتِي لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلَ جَمِيعَ الْمَوْجُودِينَ فِي أُورُشَلِيمَ يَعْبُدُونَ الرَّبَّ إِلهَهُمْ. كُلَّ أَيَّامِهِ لَمْ يَحِيدُوا مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمْ.
وكان لتلاوة السفر على الملك وعلى الشعب عميق الأثر، لذلك أخذوا الأصنام التي عبدوها وأحرقوها وذروا رمادها في الماء في وادي قدرون، وأزال يوشيا المرتفعات وكسر التماثيل وهدم مذابح البعل.
وقام بإصلاح ديني جذري، وقاد شعبه في طريق الرب، وسلك زعماء الأمة بعد السبي بموجب المثل العليا التي سار عليها يوشيا، وقد أثبتت خلدة (النبية) أصلية السفر وصرحت بأن القضاء المخيف الذي يشير عليه لن يتم في مدة ملك يوشيا، بل في مدة ملك خلفه، وذلك كما جاء في النص السابق.
ولكن في سنة 609 ق.م. قام الملك المصري نخو2 بالحملة على سوريا كان المقصد منها إنقاذ حلفائه الأشوريين، احتل غزة وعسقلان وغيرهما من المدن الفلسطينية، تصدى له الملك الصالح يوشيا، ولم تفلح محاولات المصريين السلمية لحمله على إفساح الطريق للجيش، كان لسببٍ ما مصممًا على القتال، حاول نخو عبثا أن يبلغه بأنه لا يريد به شرا وإنما يريد إنقاذ أشور، ولكنه أصر على الوقوف في وجهه، تعرض يوشيا ومن حوله لقصف سريع من الرماة المصريين، تلقى هو إصابة قاتلة وتبدد جيشه.
دُفن يوشيا في قبور الملوك وكانت خسارته لبلاده جسيمة، وبموته زال عز مملكة يهوذا وذهبت مكانتها، وقُضي على الحرية التي تمتعت بها بلاده والإصلاحات الدينية التي قام بها، وكان عمره عند وفاته 39 سنة، وملك 31 سنة، ومازال اليهود والنصارى يبكونه إلى الآن، وفي المدة الأخيرة من ملكه تنبأ إرميا Jeremiah وصفنياZephania ورثاه إرميا (2 اخبار 35: 25)، جاء في الأخبار2 Chronicles2 إصحاح 35:
20بَعْدَ كُلِّ هذَا حِينَ هَيَّأَ يُوشِيَّا الْبَيْتَ، صَعِدَ نَخُوُ مَلِكُ مِصْرَ إِلَى كَرْكَمِيشَ لِيُحَارِبَ عِنْدَ الْفُرَاتِ. فَخَرَجَ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ. 21فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رُسُلاً يَقُولُ: «مَا لِي وَلَكَ يَا مَلِكَ يَهُوذَا! لَسْتُ عَلَيْكَ أَنْتَ الْيَوْمَ، وَلكِنْ عَلَى بَيْتِ حَرْبِي، وَاللهُ أَمَرَ بِإِسْرَاعِي. فَكُفَّ عَنِ اللهِ الَّذِي مَعِي فَلاَ يُهْلِكَكَ». 22وَلَمْ يُحَوِّلْ يُوشِيَّا وَجْهَهُ عَنْهُ بَلْ تَنَكَّرَ لِمُقَاتَلَتِهِ، وَلَمْ يَسْمَعْ لِكَلاَمِ نَخُوٍ مِنْ فَمِ اللهِ، بَلْ جَاءَ لِيُحَارِبَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّو. 23وَأَصَابَ الرُّمَاةُ الْمَلِكَ يُوشِيَّا، فَقَالَ الْمَلِكُ لِعَبِيدِهِ: «انْقُلُونِي لأَنِّي جُرِحْتُ جِدًّا». 24فَنَقَلَهُ عَبِيدُهُ مِنَ الْمَرْكَبَةِ وَأَرْكَبُوهُ عَلَى الْمَرْكَبَةِ الثَّانِيَةِ الَّتِي لَهُ، وَسَارُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قُبُورِ آبَائِهِ. وَكَانَ كُلُّ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ يَنُوحُونَ عَلَى يُوشِيَّا. 25وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى الْيَوْمِ، وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي الْمَرَاثِي. 26وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَمَرَاحِمُهُ حَسْبَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ. 27وَأُمُورُهُ الأُولَى وَالأَخِيرَةُ، هَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا.
In the eighteenth year of the reign of Josiah was this passover kept.
After all this, when Josiah had prepared the temple, Necho king of Egypt came up to fight against Charchemish by Euphrates: and Josiah went out against him.
But he sent ambassadors to him, saying, What have I to do with thee, thou king of Judah? I come not against thee this day, but against the house wherewith I have war: for God commanded me to make haste: forbear thee from meddling with God, who is with me, that he destroy thee not.
Nevertheless, Josiah would not turn his face from him, but disguised himself, that he might fight with him, and hearkened not unto the words of Necho from the mouth of God, and came to fight in the valley of Megiddo.
And the archers shot at king Josiah; and the king said to his servants, Have me away; for I am sore wounded.
His servants therefore took him out of that chariot, and put him in the second chariot that he had; and they brought him to Jerusalem, and he died, and was buried in one of the sepulchres of his fathers. And all Judah and Jerusalem mourned for Josiah.
And Jeremiah lamented for Josiah: and all the singing men and the singing women spake of Josiah in their lamentations to this day, and made them an ordinance in Israel: and, behold, they are written in the lamentations.
Now the rest of the acts of Josiah, and his goodness, according to that which was written in the law of the LORD,
And his deeds, first and last, behold, they are written in the book of the kings of Israel and Judah.
كان مصرع يوشيا إيذانا ببدء تدهور يهودا، من مظاهر ذلك الفترات القصيرة التي كان خلفاء يوشيا يتولون فيها وكذلك لكونها أصبحت تابعة لمصر التي كانت تسعى لاستعادة نفوذها التقليدي في المنطقة، وكذلك أيضا لوجود قوة جديدة صاعدة تتسم بالشراسة والقسوة وهي قوة البابليين.
*****
1