top of page

نظرات في المذاهب

22

الخفي طبقًا لمنهجنا

الخفي من الألفاظ هو ما استتر معناه لذاته أو لأمر آخر، فهو ما لا يدل على المراد منه بنفس صيغته، وهو ينقسم إلى:

1. ما كان خفاؤه نسبيا، بمعنى أنه يمكن بإعمال المنهج القرءاني إزالة هذا الخفاء وإدراك معانيه الممكنة، ومن ذلك ما ورد فيه ألفاظ مشتركة وأسماء أو مصطلحات شرعية.

2. ما كان خفاؤه نسبيا، ولكن لا توجد سبل تقليدية لكشف خفائه، وهو يتضمن الآيات المتشابهات التي تتحدث عن الغيب النسبي، والذي يمكن أن ينكشف لبعض الناس أو يتحسن إدراك الناس له باطراد التقدم أو تنكشف في وقتها المقدر المعلوم.

3. ما كان خفاؤه أصيلا، ومنه الآيات المتشابهات التي تتحدث عن الغيب المطلق؛ أي تتحدث عن الله تعالى وعن الحقائق الإلهية باللسان المعلوم والمألوف للناس، وهذه يمكن أن يدرك الناس منها مقتضياتها ولوازمها وظواهرها، وتخفى عليهم حقائقها.

4. ما كان خفاؤه أصيلا، ومنه الآيات المتشابهات التي تتحدث عن الغيب المطلق؛ أي تتحدث عن الله تعالى وعن الحقائق الإلهية باللسان المعلوم والمألوف للناس، ولكنها تضيف إلى الله تعالى أسماء الأعضاء والجوارح ذات الدلالات الحسية، وهذه لا ظاهر لها، ولكن يمكن أن يدرك الناس منها مقتضياتها، وتخفى عليهم حقائقها.

وفي كل الأحوال فإن للآيات المتشابهات لوازمها ومقتضياتها من الناس والمشار إليها في سياق الآيات.

واللفظ ذو الخفاء النسبي يتضمن ما له اسم شرعي مفتوح، وما كان كذلك يمكن لأولي الأمر تحديد مصاديقه في كل عصر ومصر، فالسرقة، مثلا، أصبحت أشد تنوعا الآن بكثير مما كانت في الزمن الماضي، وبالتالي اتسع مفهوم السارق ليشمل ما استجد منها، وتحديد العقوبة في مثل هذه الحالات هو مفوض إليهم أيضا، وكذلك الأمر بالنسبة للفواحش وما استجد من طرق إشاعتها والترويج لها.

والأسماء القرءانية ليست مصطلحات فقط بالمعنى القانوني والشكلي، وإنما هي أسماء دينية عامة تشمل أسماء مثل: القيامة، الساعة، الحاقة، القارعة، إقامة الصلاة، إيتاء الزكاة، الفردوس، الجنة، النار، السعير .... الخ.

المصطلحات القرءانية هي نوع خاص من الأسماء.

1

bottom of page