top of page

نظرات في تاريخ مصر

من هو فرعون؟

من هو فرعون؟

من الثابت عندنا أن فرعون هو رعمسيس الثامن ابن رعمسيس الثالث، وحكمه استمر حوالي 46 سنة وليس سنة واحدة! أي من 1290 إلى 1244 ق. م طبقا لما تقرر هنا، وهو اغتصب الملك ممن كانوا قبله بحكم أنه من المتبقين من أبناء رعمسيس الثالث وأقواهم.

ورعمسيس الثامن هذا هو الذي جعل أهل مصر شيعًا، وانتشرت في عهده الجيوش الخاصة لكبار رجال الدولة والكهمة، وأمعن في اضطهاد بني إسرائيل، وهو الذي تتبعهم إلى أن غرق بجيشه في أحد فروع النيل التي كانت تصب في البحر المتوسط شمال سيناء.

وحسب كلامهم فإن رعمسيس 8 لم يحكم إلا سنة واحدة (1130-1129 BC)، وهم لا يكادون يعرفون شيئًا عنه ولم يعثروا على مقبرة له، فهذا الرعمسيس بالذات هو فرعون موسى، وقد انتهت به تقريبا أسرة الرعامسة رغم وجود ملوك دمى من أسرته من بعده.

ومن الواضح أنه تم حذفه من التاريخ المصري ولم يبقوا عليه إلا للحد الأدنى لكون من خلفه يحمل لقب رعمسيس التاسع.

يقول المؤرخون: وسر ماعت رع آخن آمون رمسيس الثامن ويعرف أيضا باسم رعمسيس ست حرخبشف مري آمون (وتعني القوي بـ"ست" محبوب آمون بالهيروغليفية، اعتلى عرش مصر لمدة عام واحد تقريبا في الفترة ما بين 1130 ق.م. و1129 ق.م. (أو اختصارا عام 1130 ق.م.) وهو سابع فراعنة الأسرة العشرين في عصر الدولة الحديثة بمصر القديمة وكان وقتها آخر أبناء رمسيس الثالث الأحياء.

ومن الواضح أن ما قاله المؤرخون عنه هو مجرد اجتهادات وتخمينات، وهم يقرون بذلك.

ورعمسيس الثامن من أكثر الفراعنة الأسرة العشرين غموضا بسبب ندرة المعلومات المعروفة عنه بسبب فترة حكمه متناهية الصغر (في ظنهم) والتي لم تتجاوز العام الواحد فوق عرش البلاد، في حين يرجح بعض العلماء بقاءه فوق سدة الحكم لمدة عامين كأقصى تقدير، ووصوله لحكم البلاد في أعقاب وفاة رمسيس السابع أحد أبناء رمسيس الرابع يشير إلى استمرار النزاعات التي حامت حول توريث العرش وتتابع سلطة الحكم.

ومع اعتلائه عرش مصر حمل رمسيس الثامن لقب "وسر ماعت رع إخن آمون"؛ أي معين آمون بعدالة رع القوية.

لم يترك رمسيس الثامن الكثير من الآثار، فلم يعثر له سوى على نقش على جدران معبد والده الجنائزي بمدينة هابو ونقش آخر على أحد الشواهد الموجودة حاليا بألمانيا ويعرف باسم شاهد برلين رقم 2081، وعثر عليه في أبيدو، بالإضافة إلى جعران واحد يحمل اسمه.

كان ذلك لكون آثاره قد دُمرت بسبب الاضطرابات التي حدثت بعده، وبسبب أن المصريين القدماء كانوا يكرهون الفشل الهزيمة ويقدسون النجاح والنصر، وكيف يمكن أن يفشل من هو إله أو ابن إله؟!

ورعمسيس الثامن هو الوحيد من فراعنة الأسرة العشرين الذي لم تتم تحديد مقبرته والحق هو أنهم لم يتمكنوا من دفنه لعدم تمكنهم من الحصول على جثته، وهذا بسبب غموض موقفه بعد نجاته من الغرق.

ومن أسباب اللبس عند المؤرخين القدماء أن الخروج حدث في سنة بالفعل تقع في زمن رعمسيس الثاني طبقا لحسابات المؤرخين الخاطئة، فالخروج حدث حوالي عام 1244 ق.م. طبقا لتقديرنا، وهذه السنة تقع بالفعل في فترة حكم رعمسيس الثاني المعتمدة لديهم وهي من 1290 إلى 1224 ق.م.

كان الملوك الذين حكموا مصر حتى قيام أسرة الرعامسة ينتمون إلى عائلات جاءت من وسط مصر أو صعيدها، أما الرعامسة فكانوا اول أبناء الدلتا وبالتحديد شرقها الذين يجلسون على عرش البلاد، وكانت هذه الأسرة أو العائلة تقيم بجوار بني إسرائيل في شرق الدلتا.

وأقوى ملوك هذه الأسرة هو رعمسيس الثالث (وسر ماعت آمن) (مر آمون)، فهو ثاني فرعون في الأسرة العشرين الذين حكموا مصر في الدولة الحديثة، وهو ابن للملك (ست ناختى، مؤسس الأسرة العشرين)، وهو آخر الملوك العظام في الدولة الحديثة، وقد اتبع نفس سياسة رعمسيس الثاني ومن أهم أعماله، هزم اللوبيين في غرب الدلتا، عندما اكتسحت شعوب البحر الشرق الأوسط وهاجمت شمال مصر أعد حملة ونجح في هزيمتهم برا وفي معركة بحرية، سجلت على حوائط معبده بمدينة (هابو) في طيبة، وهذا يدل على نجاحه في إنشاء قوة حربية بحرية قوية، وأصبحت هذه المعركة (أول معركة بحرية كبرى في تاريخ المعارك البحرية)، ورعمسيس الثالث هذا هو والد رعمسيس الثامن وهو فرعون المشهور.

وكل ما هو معروف عن عهود الرعامسة المتأخرين هو أن سرقة المقابر الملكية كانت على أشدها، وأن العمال العاملين في بناء المقابر كانوا كثيرا ما يتغيبون عن أعمالهم، وكل ذلك يبين مدى فداحة الكارثة التي ضربت البلاد والتي صاحبها انهيار منظومة القيم عندهم.

1

bottom of page