top of page

دائرة المعارف

حرف العين

الإمام عليّ

الإمام عليّ


القول بأن الإمام عليّ عليه السلام هو قسيم الجنة والنار مفسَّر بالقول بأنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، وهذا لا يعني بأن المسلم مأمور بأن يحبه؛ فيمكن للمسلم أن يمارس دين الحق دون أن يعرف شيئا عن الأمور التاريخية إلا ما ذكره القرءان فقط، ولكن هذا يعني أن المسلم الذي يعلم شيئا عن العصر النبوي والفترة التي تلته سيعلم بالضرورة أن الإمام علي يتميز بما يلي:

1. أنه نشأ مسلما ومارس الإسلام مدة طويلة قبل أن يعتنق الإسلام أي فرد من الأمة باستثناء السيدة خديجة عليها السلام، فهو لم يسجد لصنم، ولم يتأثر بحمية الجاهلية، كما لم يتصرف أبدا بمقتضى العصبية القبلية في حين فعل ذلك غيره، فهو سابق الأمة بلا جدال.

2. أنه افتدى الرسول بنفسه في ليلة الهجرة.

3. أنه كان في مقدمة الصفوف في المعارك لإعلاء كلمة الله والانتصار لدينه في حين لم يشارك من يقارنونهم به في هذه المعارك رغم أنهم لم يكونوا مسنين مثلا بل كان بعضهم يولون مدبرين عند الخطر كما ذكر القرءان، وهو الذي تصدى لفارس قريش في غزوة الخندق في حين جبن غيره، وهو الذي قاد فتح خيبر من بعد أن انهزم الآخرون.

4. أن الرسول قد أشار إلى علوّ مكانته في عبارات قوية واضحة مثل: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى".

5. أن الرسول لم يأتمن غيره لإبلاغ الناس بالوحي.

6. أن الرسول أسند إليه ولاية أمر الأمة واستكمال مهام التربية والتعليم والتزكية الدينية من بعده، عندما قال: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، ويجب التذكير هنا بأن الرسول بنى وأعدَّ أمة، ولا علاقة لذلك بموضوع الدولة، فهذه مسألة أخرى.

7. أنه هو والسيدة فاطمة عليها السلام وابناهما هم أهل الكساء، الذين سيكونون مع النبي في درجته في الجنة.

8. أنه المقصود أساسا هو والسيدة فاطمة عليها السلام وابناهما في حديث العترة الذي يوجب على المسلمين التمسك بالقرءان وبهم حتى لا يضلوا.

9. أنه إمام من صدقوا ما عاهدوا الله عليه ولم يبدلوا تبديلا.

10. أنه تصدى لأهل البغي والداعين إلى النار من الأمويين والمنافقين ولم يهادنهم أبدا.

11. أنه تصدى للخوارج المتطرفين المضللين الذين ما إن يهلك منهم قرن إلا ويظهر آخر في صورة أخرى.

12. أنه جسَّد الإسلام الصافي النقي طوال حياته وفي فترة ولايته للأمر.

وهناك أمر آخر يعلمه الصفوة بالضرورة، وهو أن كل ولي صالح أو إمام حقيقي أو مجدد لهذا الدين لابد أن يكون منتميا إليه بسبب.

فمن علم كل ذلك سيجد نفسه يحبه بالضرورة، ولن يبغضه إلا من كان في قلبه شعبة من النفاق، ومن أسباب البغض تأصل الاتجاهات والشوائب الأموية أو الخوارجية في نفوس المبغضين أو كراهية دفينة للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ.

فالأقوال المذكورة هي لكي يفتش الإنسان في نفسه وليكون على بصيرة من أمره فيبادر بتطهيرها من نفاقها وإصلاح عوجها، وإلا فهو في خطر عظيم.

*******

1

bottom of page