من هدي القرءان الكريم
سورة الحج
سورة الحج 68-69
{وَإِن جَٰدَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ (68) ٱللَّهُ يَحۡكُمُ بَيۡنَكُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ فِيمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ (69)} سورة الحج
القول اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ لمن يجادل في الحق من بعد أن تبين أو يجادل معاجزة في آيات الله هو تهديد رهيب لو فقهوا، فالقول يتضمن تفويض الأمر لمن بيده كل أمر، وهو القاهر فوق عباده، الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو القاهر ذو البطش الشديد الذي لا يُطاق انتقامه، واستخفاف المجادلين بكل ذلك لن يغني عنهم شيئا، وإنما سيذوقون به عذابًا فوق العذاب.
*******
الحكم الحقيقي والنهائي بين الناس سيكون في يوم القيامة، حيث الفراغ للحساب، وذلك بمعنى أنه لا مجال للإمهال هناك، ولا مجال لإرجاء الانتقام من المجرمين.
ففي الحياة الدنيا كانت الأسبقية لتحقيق المقاصد الوجودية، وذلك كان يقتضي الإمهال والإرجاء.
وهذه الآية تشير إلى أنه لا جدوى من أي محاولة لحسم الاختلافات في الأمور الدينية في الحياة الدنيا، فلا مبرر لأي صراعات على أسس دينية ولا من محاولات استئصال أتباع الأديان أو المذاهب الأخرى.
وهذا ما تعلمه الناس في الغرب بعد أن ذاقوا مرارة محاكم التفتيش البشعة والحروب الدينية المروعة، فاضطروا إلى ابتداع واتباع العلمانية، وأقروا بالحرية الدينية.
والبشرية في كل ذلك إنما كانت تسعى إلى الأخذ بما قرره الإسلام الحقيقي الذي جعل من احترام حقوق وكرامة الإنسان عبادة يتقرب بها الإنسان إلى ربه، وقيمة من أركان منظومة القيم الإسلامية، وسنة تشريعية (مبدأً قانونيا مهيمنا).
*******
1