دائرة المعارف
حرف الحاء
حقوق الإنسان
في دين الحق كل إنسان مكرم ومفضل من حيث أنه حامل للأمانة ومستخلف في الأرض، وهو مطالب بتحقيق مقاصد الدين العظمي ومنها أن يكون إنسانا ربانيا فائقا؛ أي إنسانا صالحا مفلحا محسنا شاكرا، وهذا يقتضي منه أن يسعى إلى أعلى مراتب الكمال وأن يعرف ربه وأن يتعامل مباشرة معه دون السماح لأي شخص أو كيان آخر بأن يقحم نفسه في هذه العلاقة أو أن يتطفل عليها.
كما أن من حقوقه أن يتعامل مباشرة مع القرءان وأن يتدبره كما هو متحررا من أية إلزامات يمليها الخوف من السلف أو تقديسهم، ذلك لأن التقديس المبالغ فيه للأشخاص هو عين الشرك المنهي عنه، فالقداسة المطلقة لله تعالى وحده، ويقتضي ذلك أن تكون القداسة لكتابه وكل ما تضمنه، لذلك فإن القداسة تكون أيضا لكرامة الإنسان وحقه في الالتزام بأوامر ربه ومعرفة الأمور كما هي عليه لا كما يريد البعض له أن يراها.
وكل ما يلزم المسلم لتدبر وفقه القرءان هو الرغبة الصادقة في المعرفة وإخلاص الدين لله تعالى والمعرفة اللغوية الكافية، وهو ليس مطالبا بمطالعة المجلدات الهائلة التي تراكمت عبر العصور نتيجة لمجهودات السلف، ذلك لأن كثيرا من آرائهم إنما أملتها عليهم ظروفهم ومعارفهم وأحوال عصورهم.
ولقد جاهد المسلمون الأوائل وارتقوا إلى أسمى المراتب من حيث أنهم بشر لديهم ما لدى البشر من الدوافع والغرائز، وهكذا عاملهم الكتاب العزيز، ولم يعاملهم أبدا على أنهم ملائكة يمشون في الأرض مطمئنين، وكان ذلك ضروريا ومقصودا وإلا فكيف كان سيكتمل الدين بما احتوى من تشريعات وقوانين إذا أنزل على ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
إن الله تعالى أرسل بشرا إلى بشر، ولم يجعل الرسل ملائكة، ولم يرسلهم إلى ملائكة يمشون على الأرض، بل إنه لا يرسل الرسل إلا عندما يتحتم حسم أمر أمة من الأمم.
أما الملائكة فهم بذواتهم رسل، وهم يتلقون الوحي الإلهي بذواتهم، ويتصرفون توًّا بمقتضاه.
والمغالاة في أمر الجيل الإسلامي الأول فضلا عن كونها من لوازم الشرك ومظاهره تلقي يأسًا بلا مبرر في القلوب أكثر من أن تنمي الرغبة في التأسِّي بهم، وبالتالي لن ينتفع لا السلف ولا الخلف بمثل هذه المغالاة، ولن يتحقق للخلف المقصد من ذكرهم والتنويه بشأنهم.
ولقد أمر الله تعالى الناس أن يستغفروا لهم وألا يحملوا غلا لهم، ولم يأمرهم أبدا بتقديسهم ولا بالتمسك بآرائهم، ولا ينتفع بهذه المغالاة إلا كهنة المعابد الشركية وحملة المباخر وسدنة المذاهب الذين كان وجودهم دائمًا مضادا للرسائل الإلهية وانتصارًا للمساعي الشيطانية وتقويضا للإنسانية والحضارة والعقلانية.
أما طاعة أولي الأمر فليس المقصود منها الخضوع والإذعان لطبقة كهنوتية طفيلية جاء الدين للقضاء على وجودها وعلى كل ما يؤدي إلى استنباتها وإنما المقصود طاعة أولي الأمر الحقيقيين الجديرين به والمتمكنين منه.
وتلك الطاعة محكومة ومسبوقة بطاعة الله ورسوله ومشروطة بأن يكونوا من المؤمنين الحقيقيين، فإن تحقق كل ذلك وجبت طاعتهم مهما كان في أوامرهم من مشقة.
*****
إن الإنسان مكرم في القرءان من حيث أنه إنسان ومن حيث أنه هو المخلوق الذي علمه ربه الأسماء واستخلفه في الأرض وحمَّله الأمانة التي أبى من هو أشد منه وأكبر أن يحملها، لذلك فإن ما يسمَّى بحقوق الإنسان هي أصلا واجبات إلزامية على الإنسان لا يملك أن يتخلى عنها لأنه بالأصالة لا يملكها وإنما استخلفه ربه فيها، فهي بالأصالة لمالكها الأصلي، فللإنسان مثلاً حق الحياة، ولذا حرِّم عليه أن يقتل نفسه أو غيره إلا بالحق، وكما حُرم عليه أن يقتل نفسه كذلك حرم عليه أن يتخلى عن إرادته وحريته واختياره.
وحقوق الإنسان المقررة في القرءان إنما هي للإنسان من حيث أنه إنسان، وكل من زعم أن حقوق الإنسان إنما هي للمسلم فقط فقد زعم ما زعمه بنو إسرائيل من قبل، بيْدَ أنه للمسلم على أخيه المسلم حقوق إضافية، كما أن عليه التزامات وواجبات أكثر من حيث أنه مسلم تجاه الأمة الإسلامية وتجاه البشرية جمعاء، وكل هذا يعنى أنه لا يحق للمسلم أن يستبيح ما هو لغير المسلم، بل إن المسلم يصبح محمَّلا بأعباء إضافية منها أن يكون أسوة حسنة لغير المسلم وتجسيدا لمنظومة الأخلاق الإسلامية التي هي أسمى ما عرفه الإنسان من منظومات أخلاقية وأكملها، فإن لم يستطيع فلا أقل من ألا يكون فتنة للناس وليعلن على رؤوس الأشهاد أنه غير أهل لحمل ذلك الاسم النبيل أو لتمثيله، وعليه مع ذلك أن يزداد تمسكا بدينه وأنه يعمل بجد لتزكية نفسه.
والمسلم مطالب بالإيمان بوحدة النوع الإنسان، وهو مطالب بالوفاء بمقتضيات ذلك من العمل لصالح الإنسانية جمعاء، فهو مأمورٌ بالقيام بالقسط والحكم بالعدل ومقاومة الظلم والجور والدفاع عن المستضعفين في الأرض من خلال الأمة التي ينتمى إليها، والمسلم مطالب بالدفاع عن كرامة الإنسان وهو يؤمن بأن اختلاف الناس من حيث السلالة واللغة والدين والمذهب هو من آيات الله تعالى اللازمة لصلاح الأرض ودفع فسادها، وبالتالي فهو لا ينتهك حقوق إنسان آخر ولا يعتدى على كرامته للاختلاف في تلك الأمور المذكورة، والأوامر القرءانية بهذا الشأن لا تفرق بين الناس، قال تعالى:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء:58]، {وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون} [الأنعام:152]، {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [الإسراء:35]، {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز} [الحديد:25]
وقال عمر بن الخطاب: "ألا إني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم ليعلموكم أمور دينكم"، وقال لعماله: "متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، إني لم أسلطكم على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ولكنى بعثتكم لتقيموا الصلاة وتقسموا فيهم فيئهم وتحكموا بالعدل".
ولكن للأسف أدَّت سياسته في توزيع الأموال على العرب إلى إحداث طبقات جديدة من السادة والعبيد، كما أن عماله وأعوانهم لم يكونوا عند مستوى ما يقتضيه الإسلام منهم.
وكذلك قال الإمام علي: "إن آدم لم يلد عبيدا أو إماء، وإن الناس كلهم أحرار"، ولقد سوَّى في العطاء بين كل الناس فسوي بين أخته ومولاتها، فلما راجعته قال لها: "يا أختاه انصرفي رحمك الله، ما وجدنا في كتاب الله فضلًا لآل اسماعيل على آل اسحق".
إن الحق الجامع الشامل للإنسان هو حقه في القيام بأركان الدين لتحقيق مقاصد الدين، وهو بصياغة أخري حق الإنسان في اكتساب كافة عناصر منظومة القيم الإسلامية والتحلي بها، ومن الحقوق الإنسانية العامة التفصيلية:
حق الحياة: الحياة هبة من الخالق الأعظم؛ رب العالمين، وهى لازمة للإنسان بصفة عامة ليقوم بواجباته كخليفة في الأرض وللمسلم بصفة خاصة ليحقق المقاصد الإلهية العظمى وليصل إلى مرتبته اللائقة وكماله المنشود، ولذا فمن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، فالحياة الإنسانية هبة إلهية ليس للإنسان حق ردها أو التخلي عنها، ولكن له أن يشرى نفسه ابتغاء مرضاة ربه وأن يقاتل في سبيل إعلاء كلمته، وقتل النفس المحرم ليس فقط ذلك القتل المعلوم بل هو كل ما يؤدي إلى المساس بالكرامة الانسانية من قهر وكبت وتجويع وحرمان وإذلال وازدراء وسخرية واستهانة وقذف بالتهم الباطلة وغيرها من الأعمال التي تؤدي إلى وأد الإنسان حيا، ولا يوجد الآن من يعتبر قتل الإنسان واغتياله ماديا ومعنويا من أركانه الحقيقية إلا الدين الأعرابي الأمة، وخاصة فرعه الوهابي.
حق الإنسان في الأمن، وهو من الحقوق الإنسانية المقدسة، ولقد ذكر الكتاب العزيز الأمن كنعمة كبرى وجزاء للمؤمنين في الجنة.
الحرية: فالإنسان حر مختار لأن ربه خاطبه على أنه كذلك؛ فأمره ونهاه وحثه على الطاعة وخوفه من المعصية وأمره أن يأكل مما في الأرض وألا يتبع خطوات الشيطان، ولقد أعلن الله سبحانه أنه خلق الإنسان لنفسه وأنه سخَّر له ما في السموات وما في الأرض، وأنه كرم الإنسان وحمله في البر والبحر، وأمره ألا يستعبد نفسه للأشياء وألا يتخذ إنسانا مثله ربا له وألا يستعبد نفسه لتراث الآباء والأسلاف، كما أعلن أنه لا إكراه في الدين فهو يريد من عباده أن يأتوه طوعًا لا كرها لأن تلك هي العبادة اللائقة بمن لديه ملكة الإرادة والاختيار، إن الإسلام بإعلانه أنه لا إله إلا الله قد حرم على الإنسان أن يستعبد إنسانا آخر كما حرم عليه أن يتخذ ربا من دون الله أو أن يرضي أن يُستَعبد، وكذلك بإعلانه الأسماء الحسنى عرَّف الإنسان أن ربه أقرب إليه من نفسه، وبالتالي فإنه قد حرره من العبودية لأهواء نفسه، وبحثِّـه الإنسان على التحقق بالكمال وبإعلانه أن كل ما في السمـوات وما في الأرض مخلوق ومسخر له فإنه حرره من التعلق بالأشياء وبكل ما يشده إلى ما هو دون مرتبته، والحرية هي من خصائص الإنسان الرباني ومن لوازم إعداده، ولذا لا يجوز المساس بها أو تقييدها إلا بالحق، وعلى من يريد أن يقيدها بالنسبة لأمر ما أن يأتي ببينات لا ريب فيها، ولذا فإن قاعدة سد الذرائع وهى قاعدة اجتهادية مستنبطة ليست بمسوغ للمساس بالحرية الإنسانية، وعلى من يعمل على سد ذريعة ما أن يلجأ إلى أي أسلوب آخر لا يقيد الحرية الإنسانية كعمل التوعية اللازمة والتعليم والإعلان المناسب والبيان المقنع والبرهان المبين، كذلك لا يجوز جعل سلب الحرية أسلوبا للعقاب، ولقد عبر سبحانه عن الحرية في الكتاب بمقتضياتها ولوازمها وذلك بإعلانه أنه قد خلق الإنسان لعبادته وحده لا لعبادة غيره، وأعلمه أنه لا إله إلا الله وأن لا رب سواه، ولذى فليس للإنسان أن يسمح لأحد بأن يستعبده أو أن يتسلط عليه ظاهرا أو باطنا، وإنما له أن يقيم علاقات مع غيره من الناس وفقا للأسس التي نص عليها القرءان وكلها عقود أساسها التراضي والسماحة والعدل وليس القهر أو التسلط أو الظلم، ومن سمح لإنسان أن يتسلط على ملكة من ملكاته فقد اتخذه ربا من دون الله وكفر بكلمة لا إله إلا الله، كذلك من ظنَّ أن عبدا مثله يملك قدرة ذاتية على النفع أو التأثير فقد زعم له سمات إلهية ليست له، وذلك هو الشرك المهلك إذ هو مضاد لمقاصد الدين العظمى، إنه كما يأنف الإنسان أن يستعبده إنسان مثله ظاهرا فعليه ألا يرضى أن يستعبده أيضا باطنا فيقوده كما تقاد الدابة، إن الإنسان مأمور باتباع ما أنزل إليه من ربه وبألا يتخذ من دونه أولياء فهو لايتبع إنسانا مثله إلا إذا أتاه ببينة من ربه أو كان لديه أمر من الله بذلك فيكون بذلك أيضا متبعا لربه.
ومن حقوق الإنسان حرية الفكر وحرية التعبير عما يجول في باطنه من المعتقدات والأفكار بل والشكوك حق كفله الكتاب العزيز، فها هم الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم يكادون يلومونه على قرار اتخذه لظنون عندهم ولكنه سبحانه لم يبطش بهم وإنما قدم لهم الحجة والبرهان على أهلية آدم للاستخلاف في الأرض ببيان عملي مما حملهم على الاعتراف له بأنه هو العليم الحكيم فعرفوا المزيد من صفاته فازدادوا قربا منه، وها هو إبليس يضل ويعصى الأمر ويأبى ويستكبر ويتعالى على غيره ثم يرفض الاعتراف بذنبه بل يكابر وينسب ذنبه وغوايته إلى ربه ويهدد ويتوعد ويغالط ويسئ الأدب، وبعد كل هذا يمهله ربه إلى الوقت المعلوم ولا يجازيه إلا بأن يكلفه بعمل ما تتوق إليه نفسه من محاولة إغواء بنى آدم وإضلالهم، وها هو الكتاب العزيز يقص كافة آراء وأقوال ومعتقدات الكفار والمشركين والمنافقين والمغضوب عليهم والضالين فتارة يبين بمجرد عرضها بطلانها وتهافتها وتارة يرد عليها بالحجة الدامغة، ذلك لأن الحق لا يخشى الباطل، وإن ترك الفرصة لجند الباطل لعرض آرائهم يدفع جند الحق إلى إعمال ملكاتهم لتفنيد حججهم فتتزكى بذلك ملكاتهم ويزداد إيمانهم منعة وقوة ويكتسب الجسد الإسلامي المناعة الكافية والكفيلة بمواجهة ضلالات أعتى وأشد إذ لا خير في إيمان ضعيف يتبدد لدى أول مواجهة بين الحق وبين الباطل، أما أسمى مراتب حرية الإنسان فهي ألا يكون لمخلوق على قلبه سبيل أو حكم، وذلك لا يكون إلا إذا أسلم هذا الإنسان كل كيانه لله تعالى فيصبح ما يريده الرحمن عين ما يختاره الإنسان، هذه المرتبة هي مقتضى الإيمان الحقيقي بأنه لا إله إلا الله.
للإنسان الحق في الانتفاع بكل ما خلقه ربه له، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إلى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم} [البقرة:29]، والانتفاع بكل ما استخلفه فيه وبكل ما سخره له: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون} [الجاثية:13]، وذلك في إطار الالتزام بكافة التعاليم الدينية الأخرى.
التساوي أمام القانون والقضاء، وهي من مقتضيات القيام بالقسط، وهي الوسيلة لتقوية بنيان الأمة والصلات بين أبنائها ولضمان السلام الاجتماعي ولحماية الأفراد من الإحساس بالظلم والغبن ومن الاكتواء بنار الحقد والغضب وغير ذلك من المشاعر المخربة المدمرة، وبالتالي يمكن للإنسان أن يتابع الترقي دون أن يضطر لمقاومة المشاعر الضارة والأخلاق السيئة، وذلك يتضمن حق كل إنسان في مقاضاة من ظلمه أو أخطأ في حقه التحقيق السريع للعدالة، وكذلك حقه في محاكمة عادلة إذا ما اتهم بجرم ما، وهذا ما يوفر لكل فرد الأمان المنشود واللازم لتزكية نفسه.
حق كل فرد في تزكية نفسه باستعمال ملكاته القلبية من فقه وفهم وعقل وفكر وغيرها في مجالاتها من الآيات الكتابية والكونية، فذلك الاستخدام هو السبيل لتحقيق مقاصد الدين العظمى وليس لأحد أن يمنع إنسانا مما أوجبه ربه عليه.
حق كل إنسان في تلقي العلم والوصول فيه إلى أعلى درجة تؤهلها لها إمكاناته وقدراته.
حق كل إنسان في العمل وفق علمه وتأهيله وقدراته.
حق كل فرد في إعلان نتائج إعمال ملكاته على الناس وتقديم الحجج والبراهين على صدقها، وكذلك حقه في إبداء الرأي وفي أن يُسمع، ولقد رأى الناس كيف سمع الله تعالى قول المرأة التي جاءت تجادل الرسول في زوجها وكيف استجاب الله لها وأنزل في شأنها قرءانا يُتلى، ولذا فأحرى بالناس أن يتعلموا كيف يسمع بعضهم بعضا، ولقد رأى الناس كيف كان الوحي يستجيب لآمال الناس وأمانيهم الطيبة عندما نزلت الآيات تشيد بالنساء المؤمنات استجابة لملاحظة أبدتها الأنصارية نسيبة بنت كعب.
حق كل فرد في الدعوة إلى الخير وإسداء النصح والتواصي بالحق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وكل هذا ينمى في الفرد الحاسة الاجتماعية، ويزكي في نفسه روح المسؤولية تجاه الجماعة التي ينتمي إليها فتنتفع الأمة بجهود وطاقات كل أبنائها الذين يصبحون عوامل بناء لا أدوات هدم وتخريب.
حق كل إنسان في أن يتلقَّى تعليما يتناسب مع ميوله وملكاته وقدراته، وينمى به ملكاته، ويؤهله لعمل ينفع به نفسه وأمته.
حق كل إنسان في عمل نافع يتناسب مع قدراته وتعليمه وتأهيله وهذا هو السبيل لنفع أمته واستمرار ترقية نفسه وتزكيتها وزيادة علمها ومعارفها.
حق كل إنسان في ألا يضار بسبب دينه أو مذهبه الديني أو سلالته العرقية أو مهنته التي يمارسها.
حق كل فرد في أن يسلك كافة السبل المشروعة للرقى بنفسه وبأهله.
حق كل فرد في الأمن وفى أن يكرم وأن تصان كرامته فلا يهان إجلالاً لمن كرَّمه وخلق له ما في الأرض وسخر له كل شيء، ولقد أعلن الله سبحانه أنه كرم الإنسان وعاقب من رفض السجود له وطرده من جنته.
حق كل إنسان في القيام بواجباته تجاه أمته فإنما هو عضو في جسد تلك الأمة لها عليه حق النصح والدعوة إلى الخير، بل الإنسان ملزم بأن يكون لديه ما ينفع الناس من علم أو عمل.
حق الإنسان في بناء أسرة فذلك أمر لازم لاكتمال نفسه بتذوق مشاعر جديدة عليه لازمة له ولضمان استمرار الأمة وقوتها، فإن كل إنسان يضاف إلى الأمة هو ثروة تفوق ما لديها من ثروات أخرى.
حق كل إنسان في الانتفاع بماله والإنفاق منه واستثماره كيف يشاء طالما أدى حق الله وحق أمته فيه واعتبر نفسه مستخلفا فيه يديره طبقا لأوامر من استخلفه.
*****
إن حقوق الإنسان إذًا هي كل ما يجب على أمته توفيره له وكل ما يجب عليه هو أن يتمسك به حتى يحقق مقاصد الدين العظمي اللازمة له، ويجب القول بأن التفريط في حقوق الإنسان أو إهدارها هو من كبائر الإثم ومن أسرع السبل إلى هلاك الأمم، فعلى كل من يريد أن يكون إنسانًا ألا يفرط في حقوقه كإنسان، فمن يرضي لنفسه أن يهمل ملكاته كإنسان وأن يحيا كالأنعام فهو ليس بإنسان، ومن استطاب الهوان والذل والطغيان فلن يعرف أبدًا قدر كرامة الإنسان.
إن أكثر الناس يرضى بأن يسلم قياده لغيره بل ويتطلع إلى ذلك حتى لا يتحمل أعباء قدَره، ذلك لأنهم لا يعرفون قدْر الحرية وأنها هي شرف الإنسان، كما أنها أمانة ومسؤولية.
وعلى الناس أن يعلموا أنه ليس من حق أحد أن يجعل من نفسه وصيا على الناس أو وكيلا حفيظا جبارًا عليهم، ولقد قال الله تعالى لرسوله الحبيب:
{وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ(66)} (الأنعام)، {وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(107)} (الأنعام)، {مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا(80)} (النساء)، {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلا الْبَلاغُ} (الشورى: 48)، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ(108)} (يونس)، {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنْ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ(41)} (الزمر)، {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَـوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا(132)} (النساء)،وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلا} (الإسراء: 54).
ولقد أُمِر هو نفسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ أن يتخذ ربه وكيلا فأحرى بذلك غيره، قال تعالى:
{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلا (9)} (المزمل)،
وهكذا فليس لأحد أن يكل أمر دينه وعقيدته لغيره، وليس لأحد أن ينصب من نفسه وكيلا أو حفيظا على سائر الناس في أمور دينهم، وكل ذلك يؤكد مبدأ الحرية الفردية وما يترتب عليها من مسؤولية، ألا فليعلم كل إنسان أنه آتٍ ربه يوم القيامة فردا وأن الاعتصام بغير ربه لن يجديه نفعا.
*****
حق الاختلاف
لما كانت الأمانة هي الاستعداد للقيام بحقوق الأسماء الإلهية الحسنى والتفصيلية مما يؤدى إلى تمام تفصيل وظهور الكمالات الإلهية، فقد اقتضى هذا أن يتفاوت الناس في ماهياتهم وأن تختلف صفاتهم، لهذا أعلن القرءان أن الناس خلقوا مختلفين وأن هذا الاختلاف لم يكن عبثا وإنما كان بالحق وأن الناس درجات وأن تلك الدرجات منوطة بالسعي والعمل الصالح واستباق الخيرات.
إن اختلاف الناس يوجب تدافعهم وهذا التدافع من وسائل درء الفساد في الأرض إذ به تُستَحثُّ الملكات والقدرات وترقى، ويكون على الفئة المؤمنة ان توفر لنفسها القوى النفسية والمادية اللازمة لكبح جماح أعدائها أو لهزيمتهم إذا ما بادروا بالعدوان فيحملهم ذلك على مسالمة المؤمنين.
إن حق الاختلاف هو حق مقدس وهو من مقتضيات تكريم الانسان ومن وسائل الظهور التفصيلي للكمال المطلق، لذلك لابد من احترام حق الاختلاف، وبالمثل لابد من احترام باطن الانسان وجوهره الذي من لوازمه الحرية والخصوصية والتفرد، فباطن الانسان هو قدس الاقداس الذي ينبغي الحرص عليه وعدم انتهاكه أو عمل أي محاولة غير مجدية للتأثير عليه، وفيما يتعلق بهذا الباطن فإن الله سبحانه لم يسمح لرسوله الحبيب ولا حتى لنفسه ان يفرض عليه شيئا، قال تعالى:
{وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)} (يونس)، {.... وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِين} [الأنعام:35]، {وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} (السجدة: 13).
فهو ما شاء لأن مشيئته اقتضت ألا يكره الانسان على أمر ما من الاوامر التكليفية، فرغم أنه خلقهم لعبادته فإنه لم يكرههم عليها وإنما حثهم عليها ونصحهم بها، ذلك لأن عبادة الكائن المريد المختار لابد أن تكون بمحض إرادته واختياره، فأولي بالناس أن يتأسوا بربهم وان يحترموا مشيئته وألا يزعموا لأنفسهم سلطانا على ضمائر الناس وبواطنهم وألا يزاحموه في ملكه وألا يقحموا أنفسهم على مشيئته وإلا فلن يفلتوا من عقابه، هذا بالإضافة إلى حتمية فشلهم في قصدهم، وعلى الإنسان ان يأتي البيوت من أبوابها فمن أراد هداية انسان آخر فليس له إلا أن يدعوه باستخدام ما شرعه الله تعالى وسنَّه من وسائل، فالدعوة إلى الله تعالى إنما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن وضرب الأمثال بالأخلاق والأفعال، وفي ذلك تنمية وتزكية لملكات الإنسان وقدراته وأخلاقه.
*****
مناط التفاضل
قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا(1)} (النساء: 1)، {يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(11)} (المجادلة : 11)، {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(13)} (الحجرات)، {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(97)وَمِنْ الأَعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمْ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(98)} (التوبة)، {وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إلى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(105) (التوبة)، {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْض}ٍ (آل عمران: 195)، {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ(101)} (المؤمنون).
ورووا أن الرسول قال: "إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"، "هلكة أمتى على يد أغيلمة سفهاء من قريش"، "من قاتل تحت راية عمية يدعو لعصبية أو ينصر عصبية فقتلته جاهلية"، "إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقى أو فاجر شقى، كلهم بنو آدم وآدم خلق من تراب".
فهذه الآيات وهذه الأحاديث تنسف كل ادعاءات التميز والتفوق العنصري، ويوجد الكثير من الآيات والأحاديث التي تبين وحدة النوع الإنساني وتؤكد أن مناط التفاضل هو سمو الملكات الوجدانية مثل التقوى وسمو الملكات الذهنية مثل العلم وما يترتب علي ذلك من العمل الصالح، وكل ذلك خير رد على النعرة العنصرية والعصبية القبلية التي كانت الدين الحقيقي الذى يعتنقه الأعراب، والذى أقحموه على الدين العالمي الخاتم بل وأعادوا صياغة المعطيات الدينية لتتفق مع دينهم هذا، فتحول الدين علي أيديهم من دين عالمي إلى دين عربي محلي أرادوا به تخليد عاداتهم وتقاليدهم وميولهم واتجاهاتهم، والدليل علي ذلك موقفهم من المرأة وممن اعتنق الإسلام من الشعوب الأخرى وموقفهم من ولاية الأمر والتي حولوها إلى ملك استبدادي عضوض واقتناؤهم الألوف المؤلفة من الجواري والعبيد وولعهم بسفك الدماء ونهب الأموال وانتهاك كرامة الإنسان وغير ذلك من مظاهر العودة المظفرة للمنظومة الأمرية الجاهلية.
وكان كل ذلك من أعظم أسباب ما اعترض مسيرة الدين من فتن ومحن وأهوال، ويجب العلم بأن التحريف لم ينفرد به الأعراب بل ساهمت فيه كل شعوب الشرق الأدنى؛ فحاولت كل طائفة فرض ما هو عزيز عليها من معتقدات على هذا الدين بعد إلباسه ثوبا إسلاميا كما حدث مع الشرائع الخالية.
ولقد قال تعالى في الكتاب العزيز:
{الحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمين} (الفاتحة)،
فأعلن أن كل آيات الثناء والمجد وسمات الكمال هي بالأصالة لله رب العالمين وليس رب بني إسرائيل فقط ولا رب قريش فقط، وأن تلك السمات ليست لشعب مختار أو لقبيلة مصطفاة لأسباب عرقية.
ورغم كل التأكيدات والتحذيرات الواردة في الكتاب العزيز وأقوال الرسول فإنه سرعان ما ارتد العرب إلىمُثُل الجاهلية فظنوا أن قريشا قبيلة مقدسة وأن الإسلام إنما جاء ليجعل منهم السادة وليجعل من باقي البشر العبيد، وتلك العصبية كانت قد توارت بسبب نور النبوة الساطع، ولكنها سرعان ما أطلت برأسها ثم استفحل خطرها، واستغلت الدين لتحقيق مآربها، بل وحاولت بنجاح صياغته وفق أهوائها.
وكان من الطبيعي بعد أن عادت العصبية أن تسيطر علي الأمر أقوي بطون قريش وأعظمها تمكنا من الأساليب المكياڤيللية وأقلها اكتراثا بالأوامر الدينية وأكثرها قبولا لدي القبائل البدوية فكانت دولة الأمويين ثم دولة العباسيين الذين باندحارهم المهين انتهت سلطنة قريش، وقد عادت الجزيرة العربية إلى أسوأ مما كانت عليه بكثير، هذا بالإضافة إلىنشأة دول الأقاليم كدول الساسانيين والبويهيين والسلاجقة ....... إلخ، وهكذا استبدل بعالمية الإسلام دول القبائل والعشائر، وصارت أمة المسلمين تراثا تتوارثه القبائل، وكرد فعل علي كل ذلك فإن الشعوب الأخرى ارتدت إلى تراثها وموروثاتها وأضمرت حقدا علي العرب وعلي الرسالة التي حملوها فعملوا على الكيد لها وتحريفها، ولقد أدى ذلك إلى الانهيار السريع لسلطان الأمويين وإبادتهم والتمثيل بهم ونبش قبورهم كما لم يحدث مع أسرة حاكمة أخري علي مدي التاريخ، ولقد فر بعضهم إلى الأندلس حاملاً معه بذور الجاهلية الخبيثة والتي وجدت هناك بيئة خصبة نمت فيها واستغلظت وأشعلت صراعات شغلت الناس عن دعوة برابرة أوروبا بالحسني إلىالإسلام، وما زالت آفات الجاهلية تعمل عملها حتى أدت إلى إبادة كل المسلمين هناك أيضا.
*****
الإسلام والإعلان العالمي لحقوق الإنسان
المادة 1.
يولد جميع الناس أحرارا متساوين في الكرامة والحقوق، وقد وهبوا عقلًا وضميرا، وعليهم أن يعامل بعضهم بعضا بروح الإخاء.
Tous les êtres humains naissent libres et égaux en dignité et en droits. Ils sont doués de raison et de conscience et doivent agir les uns envers les autres dans un esprit de fraternité.
All human beings are born free and equal in dignity and rights. They are endowed with reason and conscience and should act towards one another in a spirit of brotherhood.
هذه المادة متفقة تماما مع دين الحق، فكل إنسان مكرَّم ومفضل ومستخلف في الأرض وحامل للأمانة من حيث أنه إنسان ولمجرد أنه إنسان، وكلهم مخلوقون من نفس واحدة، فهم إخوة في الإنسانية، والاختلاف فيما بينهم هو أدعى للتعارف وإثراء الحضارة ودفع عجلة التقدم، الإخوة في الإنسانية هي الأصل، ولها حقوقها على كل إنسان يجب أن يؤديها تجاه أخيه الإنسان، وتقتضي واجبات من كل إنسان، وكل إنسان مزود بالملكات القلبية؛ الذهنية والوجدانية، وحقه في استعمالها مقدس فضلًا عن كون استعمالها أمرًا قرءانيا كبيرًا، ومن لوازم تحقيق مقاصد الدين العظمى، ولا يجوز الاعتداء على حق الإنسان في استعمال ملكاته ولا منعه من إعلان نتائج إعمالها.
والحرية حق من حقوقه الدينية، والكلمة الطيبة في الإسلام هي أبلغ تعبير عن الحرية، فالحرية هي العلم والعيش بمقتضى أنه لا إله إلا الله.
المادة 2.
لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء. وفضلا عما تقدم فلن يكون هناك أي تمييز أساسه الوضع السياسي أو القانوني أو الدولي لبلد أو البقعة التي ينتمي إليها الفرد، سواء كان هذا البلد أو تلك البقعة مستقلا أو تحت الوصاية أو غير متمتع بالحكم الذاتي أو كانت سيادته خاضعة لأي قيد من القيود.
Chacun peut se prévaloir de tous les droits et de toutes les libertés proclamées dans la présente Déclaration, sans distinction aucune, notamment de race, de couleur, de sexe, de langue, de religion, d'opinion politique ou de toute autre opinion, d'origine nationale ou sociale, de fortune, de naissance ou de toute autre situation.
De plus, il ne sera fait aucune distinction fondée sur le statut politique, juridique ou international du pays ou du territoire dont une personne est ressortissante, que ce pays ou territoire soit indépendant, sous tutelle, non autonome ou soumis à une limitation quelconque de souveraineté.
Everyone is entitled to all the rights and freedoms set forth in this Declaration, without distinction of any kind, such as race, color, sex, language, religion, political or other opinion, national or social origin, property, birth or other status.
Furthermore, no distinction shall be made on the basis of the political, jurisdictional or international status of the country or territory to which a person belongs, whether it be independent, trust, non-self-governing or under any other limitation of sovereignty.
كل ذلك متفق تماما مع دين الحق، فهو من مقتضى الإيمان بأن الله هو رب العالمين وأنه هو رب الناس، ملك الناس، إله الناس، وليس رب طائفة خاصة من دون الناس، وهي الحقوق اللازمة للإنسان العالمي الذي يسعى للتعايش السلمي المثمر البناء مع بني الإنسان.
المادة 3.
لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه.
Tout individu a droit à la vie, à la liberté et à la sûreté de sa personne.
Everyone has the right to life, liberty and security of person.
دين الحق يقرر أن للإنسان حقًّا مقدسا في الحياة، ويسنُّ ما يلزم للحفاظ عليها، وحرية الإنسان هي مقتضى الإيمان بأنه لا إله إلا الله، ولا يجوز لأحد إلحاق أي أذى بالإنسان بدون حق، وحق الأمن هو حق إنساني ديني ونعمة من الله تعالى، والله تعالى هو الْقُدُّوسُ السَّلاَمُ الْمُؤْمِنُ، وقيم الإسلام العليا هي مقتضيات الأسماء الحسنى، فالسلام والأمن من أركان منظومة القيم الإسلامية، فلكل إنسان الحق في السلام والأمن.
إنه يجب أن يعلم الإنسان أنه لا إله إلا الله وأن يؤمن بذلك وأن يتذكره دائما باللسان وبالقلب، وعليه ألا يسهو طرفة عين عن هذه الحقيقة الوجودية العظمى وأن يعيش بمقتضاها.
المادة 4.
لا يجوز استرقاق أو استعباد أي شخص، ويحظر الاسترقاق وتجارة الرقيق بكافة أوضاعهما.
Nul ne sera tenu en esclavage ni en servitude; l'esclavage et la traite des esclaves sont interdits sous toutes leurs formes.
No one shall be held in slavery or servitude; slavery and the slave trade shall be prohibited in all their forms.
حرية الإنسان هي مقتضى الإيمان بأنه لا إله إلا الله، ودين الحق يقرر أن البشر مخلوقون من نفس واحدة وأنهم إخوة، والإسلام قضى على كل مصادر الرق في العالم القديم:
كان من مصادره الأسرى، وحكم الأسير في الإسلام هو المن أو الفداء، ولا شرعية لما أجازه (الفقهاء) لسلاطينهم، ولا يتحمل الدين مسؤوليته.
العصابات التي كانت تخطف الأطفال من البلدان المجاورة للبلدان المحسوبة على الإسلام وتبيعهم فيها، والإسلام يعتبر مثل هذه الأعمال من الإفساد في الأرض، ولا يقره أبدا، وهذه العصابات كان من الواجب على المتسلطين التصدي لها بقوة بدلا من جعل بلادهم أكبر سوق عالمي لتجارة الرقيق على مدى حوالي أربعة عشر قرنا، ولكن المتسلطين كانوا بالفعل بحاجة إلى تشجيع تجارة الرقيق لسد حاجات فروجهم، ولحمايتهم من (الرعية) التي ابتليت بهم.
الضريبة البشرية التي فرضها العثمانيون على شعوب أوروبا الشرقية والبلقان، هذه الضريبة يحرِّمها ويجرِّمها الإسلام، فالمسلم يتعبد إلى ربه باحترام حقوق وكرامة الآخرين، وهو يأمر بمعاملة أهل الكتاب بالبر والإقساط، وليس بانتزاع أبنائهم منهم، ويتحمل العثمانيون مسؤولية شحن هذه الشعوب بالكراهية ضد الإسلام والمسلمين وصدهم عن سبيل الله.
المادة 5.
لا يعرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطّة بالكرامة.
Nul ne sera soumis à la torture, ni à des peines ou traitements cruels, inhumains ou dégradants.
No one shall be subjected to torture or to cruel, inhuman or degrading treatment or punishment.
الإنسان في دين الحق مفضل ومكرم، ولقد نسب الله تكريمه إلى نفسه بصيغة الجمع المتكلم، وهذا يشير إلى عظمة هذا الأمر وإلى أنه مقدر ومقرر بكل منظومة الأسماء الحسنى وما اقتضته من سنن، وممنوع منعًا باتًّا في الإسلام تعذيب إنسان أو التمثيل بجثته
المادة 6.
لكل إنسان أينما وجد الحق في أن يعترف بشخصيته القانونية.
Chacun a le droit à la reconnaissance en tous lieux de sa personnalité juridique.
Everyone has the right to recognition everywhere as a person before the law.
هذا حق مقرر لكل إنسان في القرءان.
المادة 7.
كل الناس سواسية أمام القانون ولهم الحق في التمتع بحماية متكافئة عنه دون أية تفرقة، كما أن لهم جميعا الحق في حماية متساوية ضد أي تميز يخل بهذا الإعلان وضد أي تحريض على تمييز كهذا.
Tous sont égaux devant la loi et ont droit sans distinction à une égale protection de la loi. Tous ont droit à une protection égale contre toute discrimination qui violerait la présente Déclaration et contre toute provocation à une telle discrimination.
All are equal before the law and are entitled without any discrimination to equal protection of the law. All are entitled to equal protection against any discrimination in violation of this Declaration and against any incitement to such discrimination.
من مقاصد إرسال الرسل بالبينات، وإنزال الكتب والميزان معهم أن يقوم الناس بالقسط، ومن أقوى الأوامر القرءانية أداء الأمانات إلى أهلها والحكم بالعدل والقيام بالقسط، والمساواة بين الناس أمام القانون من لوازم ذلك، القسط والعدل وأداء الأمانات إلى أهلها من أركان منظومة القيم الإسلامية، وللعمل بمقتضياتها ومراعاتها الحكم والتقدم على الأمور الجزئية والفرعية.
المادة 8.
لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق الأساسية التي يمنحها له الدستور أو القانون.
Toute personne a droit à un recours effectif devant les juridictions nationales compétentes contre les actes violant les droits fondamentaux qui lui sont reconnus par la constitution ou par la loi.
Everyone has the right to an effective remedy by the competent national tribunals for acts violating the fundamental rights granted him by the constitution or by law.
الإسلام يوفر هذا الحق لكل الناس.
المادة 9.
لا يجوز القبض على أي إنسان أو حجزه أو نفيه تعسفا.
Nul ne peut être arbitrairement arrêté, détenu ou exilé.
No one shall be subjected to arbitrary arrest, detention or exile.
الإسلام يحرم أي ظلم أو اعتداء على حقوق أي إنسان، ومن صور الظلم والاعتداء على حقوق الإنسان إخراج الناس من ديارهم أو حرمانهم من حرياتهم، كما ينهى الإسلام عن التعذيب والمثلة.
المادة 10.
لكل إنسان الحق، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، في أن تنظر قضيته أمام محكمة مستقلة نزيهة نظراً عادلاً علنياً للفصل في حقوقه والتزاماته وأية تهمة جنائية توجه إليه.
Toute personne a droit, en pleine égalité, à ce que sa cause soit entendue équitablement et publiquement par un tribunal indépendant et impartial, qui décidera, soit de ses droits et obligations, soit du bien-fondé de toute accusation en matière pénale dirigée contre elle.
Everyone is entitled in full equality to a fair and public hearing by an independent and impartial tribunal, in the determination of his rights and obligations and of any criminal charge against him.
كل ذلك من لوازم وتفاصيل ومتطلبات الحكم بالعدل والقيام بالقسط واحترام حقوق وكرامة الإنسان طبقا للإسلام
المادة 11.
( 1 ) كل شخص متهم بجريمة يعتبر بريئا إلى أن تثبت إدانته قانونا بمحاكمة علنية تؤمن له فيها الضمانات الضرورية للدفاع عنه.
( 2 ) لا يدان أي شخص من جراء أداة عمل أو الامتناع عن أداة عمل إلا إذا كان ذلك يعتبر جرماً وفقاً للقانون الوطني أو الدولي وقت الارتكاب، كذلك لا توقع عليه عقوبة أشد من تلك التي كان يجوز توقيعها وقت ارتكاب الجريمة.
1. Toute personne accusée d'un acte délictueux est présumée innocente jusqu'à ce que sa culpabilité ait été légalement établie au cours d'un procès public où toutes les garanties nécessaires à sa défense lui auront été assurées.
2. Nul ne sera condamné pour des actions ou omissions qui, au moment où elles ont été commises, ne constituaient pas un acte délictueux d'après le droit national ou international. De même, il ne sera infligé aucune peine plus forte que celle qui était applicable au moment où l'acte délictueux a été commis.
(1) Everyone charged with a penal offence has the right to be presumed innocent until proved guilty according to law in a public trial at which he has had all the guarantees necessary for his defence.
(2) No one shall be held guilty of any penal offence on account of any act or omission which did not constitute a penal offence, under national or international law, at the time when it was committed. Nor shall a heavier penalty be imposed than the one that was applicable at the time the penal offence was committed.
كل ذلك من لوازم وتفاصيل ومتطلبات الحكم بالعدل والقيام بالقسط واحترام حقوق وكرامة الإنسان طبقًا للإسلام.
والإسلام يقرر أن الأصل براءة الذمة، وأنه لا يجوز إيقاع العقوبة بإنسان إلا إذا ثبتت إدانته بأقوى أدلة ممكنة وأن الشك يفسر لصالحه، وأن اليقين لا يزول بالشك، واليقين هو البراءة الأصلية.
المادة 12.
لا يعرض أحد لتدخل تعسفي في حياته الخاصة أو أسرته أو مسكنه أو مراسلاته أو لحملات على شرفه وسمعته، ولكل شخص الحق في حماية القانون من مثل هذا التدخل أو تلك الحملات.
Nul ne sera l'objet d'immixtions arbitraires dans sa vie privée, sa famille, son domicile ou sa correspondance, ni d'atteintes à son honneur et à sa réputation. Toute personne a droit à la protection de la loi contre de telles immixtions ou de telles atteintes.
No one shall be subjected to arbitrary interference with his privacy, family, home or correspondence, nor to attacks upon his honor and reputation. Everyone has the right to the protection of the law against such interference or attacks.
في دين الحق لا يجوز المساس بنفس أو مال أو دم أو عرض أو كرامة أي إنسان.
المادة 13.
( 1 ) لكل فرد حرية التنقل واختيار محل إقامته داخل حدود كل دولة.
( 2 ) يحق لكل فرد أن يغادر أية بلاد بما في ذلك بلده كما يحق له العودة إليه.
1. Toute personne a le droit de circuler librement et de choisir sa résidence à l'intérieur d'un Etat.
2. Toute personne a le droit de quitter tout pays, y compris le sien, et de revenir dans son pays.
(1) Everyone has the right to freedom of movement and residence within the borders of each state.
(2) Everyone has the right to leave any country, including his own, and to return to his country.
حق السير في الأرض وحق الهجرة من الأمور التي كفلها دين الحق للإنسان.
المادة 14.
( 1 ) لكل فرد الحق في أن يلجأ إلى بلاد أخرى أو يحاول الالتجاء إليها هربا من الاضطهاد.
( 2 ) لا ينتفع بهذا الحق من قدم للمحاكمة في جرائم غير سياسية أو لأعمال تناقض أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
1. Devant la persécution, toute personne a le droit de chercher asile et de bénéficier de l'asile en d'autres pays.
2. Ce droit ne peut être invoqué dans le cas de poursuites réellement fondées sur un crime de droit commun ou sur des agissements contraires aux buts et aux principes des Nations Unies.
(1) Everyone has the right to seek and to enjoy in other countries asylum from persecution.
(2) This right may not be invoked in the case of prosecutions genuinely arising from non-political crimes or from acts contrary to the purposes and principles of the United Nations.
يقرر الإسلام حق الإنسان في الهجرة في أرض الله الواسعة إذا تعرض لاضطهاد في دينه.
المادة 15.
( 1 ) لكل فرد حق التمتع بجنسية ما.
( 2 ) لا يجوز حرمان شخص من جنسيته تعسفًا أو إنكار حقه في تغييرها.
1. Tout individu a droit à une nationalité.
2. Nul ne peut être arbitrairement privé de sa nationalité, ni du droit de changer de nationalité.
(1) Everyone has the right to a nationality.
(2) No one shall be arbitrarily deprived of his nationality nor denied the right to change his nationality.
للإنسان حقوق تستجد بسبب طبيعة العصر واطراد التقدم، كلها من مقتضيات القيام بالقسط والحكم بالعدل واحترام كرامة الإنسان، فهي بذلك حقوق مقدسة، يجب سنّ ما يلزم من قوانين لحمايتها وتجريم المساس بها.
المادة 16.
( 1 ) للرجل والمرأة متى بلغا سن الزواج حق التزوج وتأسيس أسرة دون أي قيد بسبب الجنس أو الدين، ولهما حقوق متساوية عند الزواج وأثناء قيامه وعند انحلاله.
( 2 ) لا يبرم عقد الزواج إلا برضى الطرفين الراغبين في الزواج رضى كاملاً لا إكراه فيه.
( 3 ) الأسرة هي الوحدة الطبيعية الأساسية للمجتمع ولها حق التمتع بحماية المجتمع والدولة.
1. A partir de l'âge nubile, l'homme et la femme, sans aucune restriction quant à la race, la nationalité ou la religion, ont le droit de se marier et de fonder une famille. Ils ont des droits égaux au regard du mariage, durant le mariage et lors de sa dissolution.
2. Le mariage ne peut être conclu qu'avec le libre et plein consentement des futurs époux.
3. La famille est l'élément naturel et fondamental de la société et a droit à la protection de la société et de l'Etat.
(1) Men and women of full age, without any limitation due to race, nationality or religion, have the right to marry and to found a family. They are entitled to equal rights as to marriage, during marriage and at its dissolution.
(2) Marriage shall be entered into only with the free and full consent of the intending spouses.
(3) The family is the natural and fundamental group unit of society and is entitled to protection by society and the State.
من مقاصد الدين العظمى إعداد الأسرة الخيرة الصالحة، وجانب كبير من التشريعات في دين الحق هو لإعداد وبناء الأسرة والحفاظ عليها.
المادة 17.
( 1 ) لكل شخص حق التملك بمفرده أو بالاشتراك مع غيره.
( 2 ) لا يجوز تجريد أحد من ملكه تعسفا.
1. Toute personne, aussi bien seule qu'en collectivité, a droit à la propriété.
2. Nul ne peut être arbitrairement privé de sa propriété.
(1) Everyone has the right to own property alone as well as in association with others.
(2) No one shall be arbitrarily deprived of his property.
حق الملكية من حقوق الإنسان المقدسة في الإسلام، ولا يجوز لأحد أخذ شيءٍ من ماله إلا بحق، ودين الحق يتضمن التشريعات اللازمة لضمان ذلك، ويعاقب السارق.
المادة 18.
لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنهما بالتعليم والممارسة وإقامة الشعائر ومراعاتها سواء أكان ذلك سراً أم مع الجماعة.
Toute personne a droit à la liberté de pensée, de conscience et de religion ; ce droit implique la liberté de changer de religion ou de conviction ainsi que la liberté de manifester sa religion ou sa conviction seule ou en commun, tant en public qu'en privé, par l'enseignement, les pratiques, le culte et l'accomplissement des rites.
Everyone has the right to freedom of thought, conscience and religion; this right includes freedom to change his religion or belief, and freedom, either alone or in community with others and in public or private, to manifest his religion or belief in teaching, practice, worship and observance.
حرية العقيدة والمذهب
إنها من حقوق الإنسان الأساسية المقررة في القرءان، قال تعالى:
{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ} (البقرة:256)،
فالآية تعنى أن الإكراه في أي أمر يتعلق بالدين مرفوض رفضا نهائيا ومنهيٌّ عنه نهيا باتا، فلن ينتفع به لا المكرِه ولا المكرَه، فالمكرِه لا ينتفع لأنه لا يمكن أن يتقرب الإنسان إلى ربه بعصيان أمره، أما المكرَه فلأن الإنسان لن ينتفع بأمر لم يكن الدافع عليه نابعًا من صميم قلبه، ولذا لا يجوز حمل غير المسلمين على اعتناق الإسلام، ولا يجوز حمل المسلم على الالتزام بأي أمر ديني، كما لا يجوز حمل المسلم على تغيير مذهبه الفقهي أو الكلامي، هذا مع العلم بأن الإسلام الحق هو فوق كل المذاهب، وعلى من يريد أن يروج لما يرى أنه الحق أن يسلك السبل المشروعة والمبينة في الكتاب فإن ثواب الله لن ينال بعصيان أمره.
المادة 19.
لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية.
Tout individu a droit à la liberté d'opinion et d'expression, ce qui implique le droit de ne pas être inquiété pour ses opinions et celui de chercher, de recevoir et de répandre, sans considérations de frontières, les informations et les idées par quelque moyen d'expression que ce soit.
Everyone has the right to freedom of opinion and expression; this right includes freedom to hold opinions without interference and to seek, receive and impart information and ideas through any media and regardless of frontiers.
الإنسان مأمور في الإسلام بأن يستعمل كافة ملكاته الذهنية إلى المدى الأقصى، ومأمور بطلب العلم وبالجهر بالحق وبالدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
المادة 20.
( 1 ) لكل شخص الحق في حرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية.
( 2 ) لا يجوز إرغام أحد على الانضمام إلى جمعية ما.
1. Toute personne a droit à la liberté de réunion et d'association pacifiques.
2. Nul ne peut être obligé de faire partie d'une association.
(1) Everyone has the right to freedom of peaceful assembly and association.
(2) No one may be compelled to belong to an association.
الإنسان مأمور في الإسلام بالتعاون مع الآخرين على البر والتقوى والعمل بالشورى وبالتكافل والتضامن والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.
ومن مقاصد الدين العظمى إعداد الأمة الخيرة الفائقة، ومن لوازم ذلك تقوية الصلات بين مكوناتها من هيئات وأفراد.
المادة 21.
( 1 ) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختيارا حرا.
( 2 ) لكل شخص نفس الحق الذي لغيره في تقلد الوظائف العامة في البلاد.
( 3 ) إن إرادة الشعب هي مصدر سلطة الحكومة، ويعبر عن هذه الإرادة بانتخابات نزيهة دورية تجري على أساس الاقتراع السري وعلى قدم المساواة بين الجميع أو حسب أي إجراء مماثل يضمن حرية التصويت.
1. Toute personne a le droit de prendre part à la direction des affaires publiques de son pays, soit directement, soit par l'intermédiaire de représentants librement choisis.
2. Toute personne a droit à accéder, dans des conditions d'égalité, aux fonctions publiques de son pays.
3. La volonté du peuple est le fondement de l'autorité des pouvoirs publics ; cette volonté doit s'exprimer par des élections honnêtes qui doivent avoir lieu périodiquement, au suffrage universel égal et au vote secret ou suivant une procédure équivalente assurant la liberté du vote.
(1) Everyone has the right to take part in the government of his country, directly or through freely chosen representatives.
(2) Everyone has the right of equal access to public service in his country.
(3) The will of the people shall be the basis of the authority of government; this will shall be expressed in periodic and genuine elections which shall be by universal and equal suffrage and shall be held by secret vote or by equivalent free voting procedures.
من مقاصد الإسلام العظمى تحقيق التعايش السلمي البناء المثمر بين الأمة الإسلامية وبين الآخرين بغض التنظر عن شكل الكيان السياسي الكبير الشامل للجميع، ويمكنهم الاتفاق على أفضل الأسس والآليات التي تحقق ذلك، كما يمكن تسجيل ذلك في عقد أو دستور أو معاهدة.
ويمكن للأمة إحداث أية آلية تسمح لأولي الأمر الحقيقيين المؤهلين في مجالٍ ما بأن يكون هم بالفعل أولي الأمر التنفيذيين؛ أي يمتلكوا سلطة إلزام الناس بالقرار الذي توصلوا إليه بحكم تأهيلهم وخبراتهم، وتكون الشورى هي الآلية الملزمة لهم.
ولكن الإسلام لا يسمح باستشارة أحد فيما يجهله، ولا يقر أن تكون السلطة للأكثرية لمجرد أنهم أكثرية.
المادة 22.
لكل شخص بصفته عضوًا في المجتمع الحق في الضمانة الاجتماعية وفي أن تحقق بوساطة المجهود القومي والتعاون الدولي وبما يتفق ونظم كل دولة ومواردها الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي لا غنى عنها لكرامته وللنمو الحر لشخصيته.
Toute personne, en tant que membre de la société, a droit à la sécurité sociale ; elle est fondée à obtenir la satisfaction des droits économiques, sociaux et culturels indispensables à sa dignité et au libre développement de sa personnalité, grâce à l'effort national et à la coopération internationale, compte tenu de l'organisation et des ressources de chaque pays.
Everyone, as a member of society, has the right to social security and is entitled to realization, through national effort and international co-operation and in accordance with the organization and resources of each State, of the economic, social and cultural rights indispensable for his dignity and the free development of his personality.
من مقاصد الدين العظمى إعداد الإنسان الرباني الفائق؛ أي الصالح المفلح، ومن أركان الدين الكبرى تزكية النفس بتنمية قدراتها الذهنية والوجدانية.
المادة 23.
( 1 ) لكل شخص الحق في العمل، وله حرية اختياره بشروط عادلة مرضية كما أن له حق الحماية من البطالة.
( 2 ) لكل فرد دون أي تمييز الحق في أجر متساو للعمل.
( 3 ) لكل فرد يقوم بعمل الحق في أجر عادل مرض يكفل له ولأسرته عيشة لائقة بكرامة الإنسان تضاف إليه، عند اللزوم، وسائل أخرى للحماية الاجتماعية.
( 4 ) لكل شخص الحق في أن ينشئ وينضم إلى نقابات حماية لمصلحته
1. Toute personne a droit au travail, au libre choix de son travail, à des conditions équitables et satisfaisantes de travail et à la protection contre le chômage.
2. Tous ont droit, sans aucune discrimination, à un salaire égal pour un travail égal.
3. Quiconque travaille a droit à une rémunération équitable et satisfaisante lui assurant ainsi qu'à sa famille une existence conforme à la dignité humaine et complétée, s'il y a lieu, par tous autres moyens de protection sociale.
4. Toute personne a le droit de fonder avec d'autres des syndicats et de s'affilier à des syndicats pour la défense de ses intérêts.
(1) Everyone has the right to work, to free choice of employment, to just and favorable conditions of work and to protection against unemployment.
(2) Everyone, without any discrimination, has the right to equal pay for equal work.
(3) Everyone who works has the right to just and favourable remuneration ensuring for himself and his family an existence worthy of human dignity, and supplemented, if necessary, by other means of social protection.
(4) Everyone has the right to form and to join trade unions for the protection of his interests.
كل ذلك من لوازم وتفاصيل ومتطلبات الحكم بالعدل والقيام بالقسط واحترام حقوق وكرامة الإنسان طبقًا للإسلام.
ولدين الحق مقاصده العظمى التي من الواجب السعي لتحقيقها، ومن سمات دين الحق العالمية والصلاحية لكل زمان ومكان، ووسائل تحقيق المقاصد تتطور بتطور العصر واطّراد التقدم، وكل الأمور المذكورة في هذه المادة هي من وسائل تحقيق مقاصد الدين.
المادة 24.
لكل شخص الحق في الراحة، وفي أوقات الفراغ، ولاسيما في تحديد معقول لساعات العمل وفي عطلات دورية بأجر.
Toute personne a droit au repos et aux loisirs et notamment à une limitation raisonnable de la durée du travail et à des congés payés périodiques.
Everyone has the right to rest and leisure, including reasonable limitation of working hours and periodic holidays with pay.
إعداد الإنسان الصالح الفائق هو المقصد الأعظم لدين الحق، لذلك يجب اتخاذ كل ما يلزم لتحقيق ذلك، والوسائل تتجدد مع اطراد التقدم واتساع العلم، ولا يجوز شغل الإنسان طوال وقته بالعمل الذي يحصل منه رزقه، يجب إتاحة المجال له لنيل قسط من الراحة، والترويح عن نفسه، وممارسة أعمال أخرى للرقي بنفسه.
المادة 25.
( 1 ) لكل شخص الحق في مستوى من المعيشة كاف للمحافظة على الصحة والرفاهية له ولأسرته، ويتضمن ذلك التغذية والملبس والمسكن والعناية الطبية وكذلك الخدمات الاجتماعية اللازمة، وله الحق في تأمين معيشته في حالات البطالة والمرض والعجز والترمل والشيخوخة وغير ذلك من فقدان وسائل العيش نتيجة لظروف خارجة عن إرادته.
( 2 ) للأمومة والطفولة الحق في مساعدة ورعاية خاصتين، وينعم كل الأطفال بنفس الحماية الاجتماعية سواء أكانت ولادتهم ناتجة عن رباط شرعي أو بطريقة غير شرعية.
1. Toute personne a droit à un niveau de vie suffisant pour assurer sa santé, son bien-être et ceux de sa famille, notamment pour l'alimentation, l'habillement, le logement, les soins médicaux ainsi que pour les services sociaux nécessaires ; elle a droit à la sécurité en cas de chômage, de maladie, d'invalidité, de veuvage, de vieillesse ou dans les autres cas de perte de ses moyens de subsistance par suite de circonstances indépendantes de sa volonté.
2. La maternité et l'enfance ont droit à une aide et à une assistance spéciales. Tous les enfants, qu'ils soient nés dans le mariage ou hors mariage, jouissent de la même protection sociale.
(1) Everyone has the right to a standard of living adequate for the health and well-being of himself and of his family, including food, clothing, housing and medical care and necessary social services, and the right to security in the event of unemployment, sickness, disability, widowhood, old age or other lack of livelihood in circumstances beyond his control.
(2) Motherhood and childhood are entitled to special care and assistance. All children, whether born in or out of wedlock, shall enjoy the same social protection.
كل الأمور المذكورة لازمة لتحقيق مقاصد الدين العظمى الخاصة بالفرد والأسرة والأمة.
المادة 26.
( 1 ) لكل شخص الحق في التعلم، ويجب أن يكون التعليم في مراحله الأولى والأساسية على الأقل بالمجان، وأن يكون التعليم الأولي إلزاميًّا وينبغي أن يعمم التعليم الفني والمهني، وأن ييسر القبول للتعليم العالي على قدم المساواة التامة للجميع وعلى أساس الكفاءة.
( 2 ) يجب أن تهدف التربية إلى إنماء شخصية الإنسان إنماء كاملاً، وإلى تعزيز احترام الإنسان والحريات الأساسية وتنمية التفاهم والتسامح والصداقة بين جميع الشعوب والجماعات العنصرية أو الدينية، وإلى زيادة مجهود الأمم المتحدة لحفظ السلام.
( 3 ) للآباء الحق الأول في اختيار نوع تربية أولادهم.
1. Toute personne a droit à l'éducation. L'éducation doit être gratuite, au moins en ce qui concerne l'enseignement élémentaire et fondamental. L'enseignement élémentaire est obligatoire. L'enseignement technique et professionnel doit être généralisé ; l'accès aux études supérieures doit être ouvert en pleine égalité à tous en fonction de leur mérite.
2. L'éducation doit viser au plein épanouissement de la personnalité humaine et au renforcement du respect des droits de l'homme et des libertés fondamentales. Elle doit favoriser la compréhension, la tolérance et l'amitié entre toutes les nations et tous les groupes raciaux ou religieux, ainsi que le développement des activités des Nations Unies pour le maintien de la paix.
3. Les parents ont, par priorité, le droit de choisir le genre d'éducation à donner à leurs enfants.
(1) Everyone has the right to education. Education shall be free, at least in the elementary and fundamental stages. Elementary education shall be compulsory. Technical and professional education shall be made generally available and higher education shall be equally accessible to all on the basis of merit.
(2) Education shall be directed to the full development of the human personality and to the strengthening of respect for human rights and fundamental freedoms. It shall promote understanding, tolerance and friendship among all nations, racial or religious groups, and shall further the activities of the United Nations for the maintenance of peace.
(3) Parents have a prior right to choose the kind of education that shall be given to their children.
كل الأمور المذكورة لازمة لتحقيق مقاصد الدين العظمى الخاصة بالفرد والأسرة، وطلب العلم من لوازم أركان دينية كبرى، ومن لوازم تحقيق المقصد الديني الأعظم الخاص بالإنسان
المادة 27.
( 1 ) لكل فرد الحق في أن يشترك اشتراكا حرا في حياة المجتمع الثقافي وفي الاستمتاع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي والاستفادة من نتائجه.
( 2 ) لكل فرد الحق في حماية المصالح الأدبية والمادية المترتبة على إنتاجه العلمي أو الأدبي أو الفني.
1. Toute personne a le droit de prendre part librement à la vie culturelle de la communauté, de jouir des arts et de participer au progrès scientifique et aux bienfaits qui en résultent.
2. Chacun a droit à la protection des intérêts moraux et matériels découlant de toute production scientifique, littéraire ou artistique dont il est l'auteur.
(1) Everyone has the right freely to participate in the cultural life of the community, to enjoy the arts and to share in scientific advancement and its benefits.
(2) Everyone has the right to the protection of the moral and material interests resulting from any scientific, literary or artistic production of which he is the author.
كل ذلك من لوازم تحقيق مقاصد الدين العظمى وتقوية الروابط بين أفراد الأمة والسماح لقدراتهم بالازدهار والقيام بالقسط وضمان الحقوق وتحقيق العدل.
والتربية المعلومة إنما هي من أجزاء وتفاصيل ركن قرءاني ملزم، هو ركن التزكي، هذا الركن يتضمن العمل على تطهير الإنسان من الصفات الذميمة ومساوئ الأخلاق، وعلى إكسابه الصفات الحسنة ومكارم الأخلاق، كما يعمل على تنمية ملكاته وتحققه بالرقي الوجداني وتوفير سبل تحصيل كل ما يلزم من العلوم والمعارف والمهارات.
المادة 28.
لكل فرد الحق في التمتع بنظام اجتماعي دولي تتحقق بمقتضاه الحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان تحققا تاما.
Toute personne a droit à ce que règne, sur le plan social et sur le plan international, un ordre tel que les droits et libertés énoncés dans la présente Déclaration puissent y trouver plein effet.
Everyone is entitled to a social and international order in which the rights and freedoms set forth in this Declaration can be fully realized.
وذلك من لوازم تحقيق مقاصد الدين العظمى.
المادة 29.
( 1 ) على كل فرد واجبات نحو المجتمع الذي يتاح فيه وحده لشخصيته أن تنمو نموًا حرًا كاملا.
( 2 ) يخضع الفرد في ممارسة حقوقه وحرياته لتلك القيود التي يقررها القانون فقط، لضمان الاعتراف بحقوق الغير وحرياته واحترامها ولتحقيق المقتضيات العادلة للنظام العام والمصلحة العامة والأخلاق في مجتمع ديمقراطي.
( 3 ) لا يصح بحال من الأحوال أن تمارس هذه الحقوق ممارسة تتناقض مع أغراض الأمم المتحدة ومبادئها.
1. L'individu a des devoirs envers la communauté dans laquelle seul le libre et plein développement de sa personnalité est possible.
2. Dans l'exercice de ses droits et dans la jouissance de ses libertés, chacun n'est soumis qu'aux limitations établies par la loi exclusivement en vue d'assurer la reconnaissance et le respect des droits et libertés d'autrui et afin de satisfaire aux justes exigences de la morale, de l'ordre public et du bien-être général dans une société démocratique.
3. Ces droits et libertés ne pourront, en aucun cas, s'exercer contrairement aux buts et aux principes des Nations Unies.
(1) Everyone has duties to the community in which alone the free and full development of his personality is possible.
(2) In the exercise of his rights and freedoms, everyone shall be subject only to such limitations as are determined by law solely for the purpose of securing due recognition and respect for the rights and freedoms of others and of meeting the just requirements of morality, public order and the general welfare in a democratic society.
(3) These rights and freedoms may in no case be exercised contrary to the purposes and principles of the United Nations.
دين الحق يلزم الفرد بالقيام بواجباته نحو الكيان الإنساني الأكبر الذي يكون هو عنصرا من عناصره، ويجب على الفرد احترام القانون من حيث أنه بمثابة عهد وعقد ارتضى أن يعيش في ظله.
والكيان الإنساني الأكبر بدءا من الأسرة وانتهاءً بالدولة يجب أن يوفر لكل الإنسان حقوقه وأن يصونها وأن يجرم أي مساس بها، ومن أبرز تلك الحقوق الحرية المسؤولة التي لا تتضمن أي مساس بحقوق الغير.
المادة 30.
ليس في هذا الإعلان نص يجوز تأويله على أنه يخول لدولة أو جماعة أو فرد أي حق في القيام بنشاط أو تأدية عمل يهدف إلى هدم الحقوق والحريات الواردة فيه.
Aucune disposition de la présente Déclaration ne peut être interprétée comme impliquant pour un Etat, un groupement ou un individu un droit quelconque de se livrer à une activité ou d'accomplir un acte visant à la destruction des droits et libertés qui y sont énoncés.
Nothing in this Declaration may be interpreted as implying for any State, group or person any right to engage in any activity or to perform any act aimed at the destruction of any of the rights and freedoms set forth herein.
هذا النص لازم لمنع تحايل شياطين الإنس والجن، وهم ألد أعداء الإنسانية على نصوص الإعلان، وهؤلاء قد دأبوا على تحويل كل نعمة إلى نقمة، وكل نص لصالح الإنسان إلى وسيلة لزيادة شقائه.
*******
1