top of page

من هدي القرءان الكريم

سورة البقرة

سورة البقرة 43

سورة البقرة 43


وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ {43}

تذكر الآية ركنين معلومين من أركان الإسلام، الدين الواحد عند الله تعالى والذي بلغ قمته الأولى مع إبراهيم عليه السلام، فإبراهيم هو أول من أقام الصلاة بصورتها المعلومة الآن ولكن أضاعها بنو إسرائيل من بعده، وبقيت بصورة شبه كاملة في أحفاد إسماعيل عليه السلام من أتباع الديانة الحنيفية وبقيت أيضًا جزئيًّا مع الصابئين، والآية تأمر بني إسرائيل بما يعرفونه ولم يستطيعوا له إنكارا، ولم يُروَ أبدًا أن بني إسرائيل قد أنكروا أنهم أُمِروا بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة في شريعتهم، ولقد كان لدى يهود المدينة كتب أقرب إلى الصحة وأكثر مصداقية مما هو متوفر الآن، ولقد كان أولى لهم أن يقيموا الصلاة وأن يؤتوا الزكاة وأن يركعوا مع الراكعين من الأمة المؤمنة أتباع الرسول الخاتم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ طالما جاءهم بما يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، ولقد كان الركوع كان من أوائل ما أضاعه أهل الكتاب من عناصر الصلاة، ولذلك تم التأكيد عليه.

والمطلوب من المسلم أن يقوم بهاذين الركنين العظيمين من أركان الإسلام، والركوع هو إشارة إلى تكرار سعي الإنسان إلي عين الوجود وأصل كل شيء بإظهار العبودية الحقيقية الكاملة، والركوع المعلوم هو إشارة إلي هذا الركوع ورمز وتجسيد له، وقد كان ركناً مستقلا من أركان العبادات من قبل ثم أدمج في الصلاة مثله مثل السجود.

*****

أما كتمان الحق فهو أن يتبين لهم الحق في رسالة يرفضونها أو في كلام رسول أو مصلح فيجحدونه ويعملون على إخفائه حرصًا على مكاسب دنيوية.

وبنو إسرائيل، باعتبار أنه قد أصبح منهم أكثر شياطين الإنس، لا يكفون عن إبداع ما يضلون به الناس ويصدونهم عن سبيل ربهم.

الأمر بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة موجه إلى الأمة جمعاء، فهو أكبر من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة على المستوى الفردي، إنه الأمر باتخاذ كل ما يلزم لبناء الأمة الخيرة الصالحة، وهذا يتضمن بالضرورة إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة بالمعاني المعلومة.

ولا يجوز تسمية الصلاة بالعبادة البدنية، بل لا صحة للصلاة إذا أصبحت مجرد حركات بدنية، فأركان الصلاة الحقيقية تتضمن عبادات قلبية، ومنها ذكر الله وتسبيح اسمه والتسبيح بحمده والخشوع وإخلاص الوجه له.

كما أن مقاصدها ليست بدنية، وإنما من مقاصدها ذكر الله والانتهاء عن الفحشاء والمنكر.

*******

1

bottom of page