من هدي القرءان الكريم
سورة الحاقة
سورة الْحَاقَّة 13-18
{فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتْ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتْ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتْ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (18)} الحاقة
انظر إلى روعة التصوير الذي لا يصدر إلا عمَّن أحاط علمًا بالأمر كله بل هو ماثل عنده الآن كما سيحدث للإنسان بعد موت وبعث، وبعد أحقاب متطاولة من الزمان، انظر إلى الجلال والسطوة والاقتدار، هي نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ، ودكة واحدة وينهار العالم المادي المشهود بكل ما يحتويه مما لا يتناهى عدده من المجرات والنجوم ليستبدل به عالم جديد يستلزم ثمانية لحمل عرشه بعد أن كان الأمر يستلزم من قبل أربعة فقط في العالم القديم، ثم يعرض الإنسان مكشوفًا للعيان فيطالعه الكل ظاهرا وباطنا فلا يستطيع إخفاء شيء من أمر نفسه، ذلك لأن نتائج أعماله مكشوفة له ومحيطة به، بل إن نفسه تكون هي الكيان الظاهر للناس كافة فيعلم كل الناس حقيقته، ولا يستطيع الآن ادعاء شجاعة أو علو أو زعامة أو شرف، وكل ما يجول بخاطره من أفكار وما يعتوره من أحاسيس سيكون ظاهرًا للكل لا يملك الآن ترف إخفائه، فطوبي لمن لا يجول في باطنه إلا الأفكار والمعاني السامية.
والآيات تبين أن البعث سيسبق انهيار العالم المادي المألوف وأن بنيان الإنسان المبعوث سيكون بحيث يتحمل هذا الانهيار المروع والانتقال إلى عالم آخر.
ويجب العلم بأن انتهاء الوجود البشري بزلزلة الساعة سيسبق الانهيار التام للعالم المادي الطبيعي كما سيسبق بالطبع عملية البعث.
*******
1