top of page

من هدي القرءان الكريم

سورة الفتح

سورة الفتح 5-6

لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6)

الله تعالى يبشر الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بأن لهم جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا، وَأنه سيُكَفِّر عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ، وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا، فالمؤمن يكون دائمًا على خوفٍ مما اقترفه من السيئات قبل توبته، أو اقترافه لبعض السيئات من حينٍ لآخر، والله تعالى هو أرحم الراحمين بعباده، وهو العليم بما تخفي الصدور.

إن المؤمن الذي رسخ الإيمان في قلبه حتى أصبح صفة لازمة له، يُعرف بها، ويكون علمًا عليها، هو مبشر بالجنة.

ومن علامات الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ أنهم الظَّانّونَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ، فما لديهم من مفهوم عن الإلهية قاصر معيب، فهو يرتابون في العلم والكمال والإحاطة الإلهية، وهم يُفتنون بالمخلوقات، ولا يؤمنون بالقرب الإلهي أو الحضور الإلهي.

وكل ذلك يتمثل في أعمالهم، فيُعذبون بها وبآثارها، فعذابهم مؤكد في الدار الآخرة، وهم معذبون على المستوى الجوهري في الدنيا، وقد يظهر هذا العذاب عليهم، فتكون له آثاره المادية.

فالآية تذكر من مجموعة صفات من عناصر المنظومة المعنوية الشيطانية حتى يتطهر المسلم منها ويتزكى بالتحلي بما يناقضها، والصفات الشيطانية المذكورة هي: النفاق، الشرك، الظن السيئ بالله.

والنفاق هو فساد القلب لطول فسقه، حتى إنه يألف أن يقول ما لا يفعل، وأن يظهر غير ما يبطن، وأن يتصور أنه يمكن أن يخادع ربه.

والشرك هو أن يزعم لشركائه ما هو حق خالص لربه، فيقدسهم، ويتخذ منهم مشرعين في الدين، ويتعدى حدود ربه من أجلهم.

والظن السيئ به هو ما ترتب على كل مفهوم خاطئ عنه، فهو لا يعبد إلا تصوره الخاطئ عن ربه، فلا ينتفع بعبادته، وإنما تكون وبالا عليه.

ومن المفاهيم الخاطئة أن يظن أن الله لا يعلم كثيرا مما يعلمه، أو أنه أجير عند طائفته، لا همَّ له إلا العمل لصالحهم، أو أن ينكر بعض سماته وشؤونه أو أن ينسب إليه ما لا يليق به.

*******

1

bottom of page