top of page

من هدي القرءان الكريم

سورة الحج

سورة الحج 15-16

سورة الحج 15-16

{مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ فَلۡيَمۡدُدۡ بِسَبَبٍ إِلَى ٱلسَّمَآءِ ثُمَّ لۡيَقۡطَعۡ فَلۡيَنظُرۡ هَلۡ يُذۡهِبَنَّ كَيۡدُهُۥ مَا يَغِيظُ (15) وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَٰهُ ءَايَٰتِۭ بَيِّنَٰتٖ وَأَنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يُرِيدُ (16)} سورة الحج

الآيتان تثبتان أن كل ضمير غائب لم يرد ذكر ما يعود عليه إنما يعود إلى القرءان.

لذلك فالله تعالى سينصر كتابه وسيظهر نوره، وسيحبط كيد أعدائه ومن اتخذوه مهجورا أو همَّشوه أو قضوا عليه بما هو من دونه.

والقرءان قد أنزله الله آيات بينات، فلا يحق لأحد أن يثير من حولها أدنى ريبة أو أن يحاول أن يبينها بما لا يرقى إليها.

والله تعالى يهدي من يكون لديه الاستعداد لقبول الهداية، فيجب أن يريدها الإنسان من أعماق قلبه، ويجب أن يرقى الإنسان بنفسه لكي يكون أهلًا لذلك، فالمدد الإلهي لا ينقطع، ولكن الإنسان هو الذي يغلق دونه أبواب قلبه.

*******

أما مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَ اللَّهُ كتابه ورسالته فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ، ثُمَّ ليتعلق بهذا السبب، ثم لِيَقْطَعْه، حتى يسقط هو ممزقًا، فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ.

فالذي يسيء الظن بالله وبقدرته على نصر كتابه سيمزق نفسه، دون أن يجني من وراء ذلك شيئا.

فالأمر هو للتعجيز. 

ونصر الله لكتابه ورسالته هو بعينه نصره لرسوله، ولكل من اتبع الرسالة والرسول، فالحكم عام، فلا يجوز أن ييأس المؤمن من نصر الله.

*******

قوله تعالى {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} يبين أن الحديث هو عن القرءان الكريم، فهو المنزل آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ.

ومن السنن الإلهية الكونية وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ، فالهدي يتم وفق الإرادة الإلهية، ولا جبر ولا إكراه في ذلك، فالإرادة الإلهية هي جماع السنن الإلهية الكونية، وهي تأخذ في الاعتبار كون الإنسان ذا إرادة حرة واختيار في كل ما يترتب عليه مصيره في الدار الآخرة.

فالله تعالى يهدي من طلب الهدى من أعماق قلبه، وبمحض اختياره، كما أن الكيان الإنساني الجوهري لا ينتفع بعملٍ أُكره عليه، وإنما بعمل أقدم عليه بإرادته واختياره.


*******

مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ 

مَنْ: أداة شرط جازمة 

كانَ: فعل ماض مبني على الفتح

يَظُنُّ: اسم مركب في محلّ نصب حال (خبر كان)

أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ: اسم مركب في محلّ نصب مفعول عليه

هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ: اسم مركب في محلّ نصب مفعول عليه

*******

وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ

آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ: اسم مركب في محلّ نصب حال لمفعول الفعل أَنْزَلْنَاهُ

يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ: اسم مركب في محلّ رفع خبر 

مَنْ يُرِيدُ: اسم مركب في محلّ نصب مفعول عليه 

*******

1

bottom of page