من هدي القرءان الكريم
سورة الأنعام
سورة الأنعام 160
مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ {160}
هذه الآية تتضمن سنة إلهية كونية، والسنة الإلهية هي نهج الله تعالى في التعامل مع الناس، ولله وحده أن يبين ما هي الحسنة وما هي السيئة، فالحكم على أفعال الناس هو له وحده. والفعل يكون حسنًا إذا كان استجابة لله تعالى أي عملا بمقتضى أوامره وسننه، وبالتالي فهو يكون حسن الأثر والعاقبة على كافة المستويات، والسيئة ما كان عكس ذلك، ولقد اقتضت سمات الرحمة والتي لها التقدم على سمات العقاب والنقمة أن تتضاعف آثار العمل الحسن بينما تظل آثار العمل السيئ محدودة، ورغم أن ذلك من باب الفضل الإلهي الواسع الذي يعلو على العدل المحض فإن الله تعالى كان حريصا على أن ينفي الظلم عن نفسه، وذلك لعلمه أن الإنسان الظلوم الجهول لن يتورع عن وصف ربه بالظلم بلساني الحال والمقال أو على الأقل بلسان الحال، والظلم هو الظلم الذي يمكن لكل إنسان أن يفقهه، لذلك فهو سبحانه يتقدس عن أن يدخل الطائعين النار أو أن يخلف وعدا ذكره في كتابه. ولقد نفى الله تعالى عن نفسه الظلم بكافة الأساليب الممكنة، هذا رغم أنه ليس مضطرًا إلى شيءٍ من ذلك، هذا فضلًا عن أنه له الكمال الذاتي الواجب المطلق والوجود المطلق، فلا يمكن أن يتصف بشيء من مظاهر العدم، ومنها الظلم، فنفيه الظلم عن نفسه هو من تجليات الرحمة بعباده.
1