من هدي القرءان الكريم
سورة الحج
سورة الحج 71
{ وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَمَا لَيۡسَ لَهُم بِهِۦ عِلۡمٞۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٖ } [سورة الحج:71]
المشركون، وهم الأغلبية الساحقة من أتباع الأديان المنسوخة، وأتباع الأديان التي حلت محلّ الإسلام يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا، وَمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ.
والعبادة لا تعني بالضرورة أن يصلوا لهم، وإنما تعني:
1.أن تكون لهم عندهم نفس المكانة التي لله، والحق أن أكثرهم يجعلون لهم مكانة تفوق مكانة الله تعالى عندهم، بل يؤثرونهم بالولاء المطلق
2.أن يعطوهم بعض ما اختص الله تعالى به نفسه، ومن ذلك سلطات التشريع والتحليل والتحريم.
3.أن يجعلونهم مقدمين على كل قيم الدين وسننه، وهذه القيم والسنن هي من مقتضيات الأسماء الحسنى الإلهية.
4.أن يعتدوا على الناس وأن ينتهكوا الحرمات من أجلهم.
فالمشركون في الحقيقة لا يعبدون الله، وإنما يعبدون تصورهم المشوب بالكفر والشرك عنه، ولذلك فإن الله تعالى لا يغفر أن يُشرك به، فالمشرك ما عبد الله، ولن يزداد باقتراف ما يظن أنه عبادة إلا بعدًا عنه.
والمشركون هم بالضرورة ظالمون، ظلموا أنفسهم، وظلموا من أضلوهم بشركهم، وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ، فهم متعلقون بمظاهر العدم، والعدم لا يكافئ الوجود.
والسلطان هو الحجة والدليل والبرهان، ومنه ما أنزله الله من آيات بينات، والله تعالى يأمر الناس في كتابه بألا يقبلوا أي قول إلا إذا قدم قائله بين يديه ما يلزم من حجة.
*******
1